الفيتو الأمريكي يُجهض قرار مجلس الأمن بوقف الحرب على غزة
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” لمنع صدور قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل على قطاع غزة، مما أثار انتقادات لإدارة بايدن لعرقلتها، مرة أخرى، الجهد الدولي لوقف الحرب.
-
شركة أمن أميركية في غزة.. مبادرة إسرائيلية لضبط توزيع الإغاثة
-
هل استجابت إسرائيل للمطالب الأمريكية لإدخال المساعدات لغزة؟
وصوت المجلس المؤلف من 15 عضوا على مشروع قرار تقدم به أعضاؤه العشرة غير الدائمين في اجتماع دعا إلى “وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” ويطالب بشكل منفصل بالإفراج عن الرهائن.
وصوتت الولايات المتحدة وحدها ضد القرار، مستخدمة حق النقض “الفيتو” بصفتها عضوا دائما في المجلس لمنع صدوره.
وقال روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن واشنطن أوضحت أنها لن تدعم سوى قرار يدعو صراحة لإطلاق سراح الرهائن على الفور كجزء من وقف إطلاق النار.
وأضاف “يتعين أن تأتي نهاية دائمة للحرب مصحوبة بإطلاق سراح الرهائن. هذان الهدفان العاجلان مرتبطان لا انفصام بينهما. وهذا القرار تخلى عن هذه الضرورة. ولهذا السبب، لا يمكن للولايات المتحدة أن تدعمه”.
وتابع أن واشنطن سعت للتوصل إلى حل وسط. لكن نص القرار المقترح كان يرسل “رسالة خطيرة” إلى حركة االمقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” مفادها “أنه لا داعي للعودة إلى طاولة المفاوضات”.
وانتقد الأعضاء بشدة الولايات المتحدة لعرقلتها القرار الذي طرحه الأعضاء العشرة المنتخبون في المجلس وهم الجزائر والإكوادور وجيانا واليابان ومالطا وموزمبيق وكوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفينيا وسويسرا.
-
غزة تحت النار: صباح مروع يسفر عن عشرات القتلى في ضربات إسرائيلية
-
عودة ترامب: هل يغير مسار الأحداث في غزة ولبنان وإيران؟
وقالت سفيرة مالطا لدى الأمم المتحدة فانيسا فريزر بعد فشل التصويت “من المؤسف للغاية أن هذا المجلس فشل مرة أخرى، بسبب استخدام حق النقض، في تحمل مسؤوليته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين”، مضيفة أن نص القرار “لم يكن متطرفا بأي حال من الأحوال”. مشيرة إلى أنه “يمثل الحد الأدنى مما هو مطلوب للبدء في معالجة الوضع البائس على الأرض”.
ويحذر خبراء الأمن الغذائي من أن المجاعة باتت وشيكة بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقدم الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيترك منصبه في 20 يناير/كانون الثاني. لإسرائيل دعما دبلوماسيا قويا واستمر في إمدادها بالأسلحة للحرب. في حين حاول دون جدوى التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار بينها وبين حماس من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن في مقابل فلسطينيين محتجزين لدى إسرائيل.
-
سواحل إسرائيل تحت النار: صواريخ من غزة وهجمات الحوثي وحزب الله
-
مخططات إسرائيل في غزة: سياسة الأرض المحروقة أم طموح للاحتلال الدائم؟
وبعد عرقلة قرارات في وقت أسبق بشأن غزة. امتنعت واشنطن في مارس/آذار عن التصويت مما سمح بمرور قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
وقال مسؤول أميركي كبير للصحفيين طالبا عدم كشف هويته قبل التصويت اليوم الأربعاء. إن بريطانيا طرحت صياغة جديدة كانت الولايات المتحدة ستدعمها كحل وسط، لكن الأعضاء المنتخبين رفضوها.
وأضاف أن البعض في المجلس كانوا أكثر اهتماما باستصدار حق النقض من الولايات المتحدة بدلا من التوصل إلى تسوية بشأن القرار. واتهم روسيا والصين بتشجيع هؤلاء الأعضاء.
-
اتهامات أممية لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة
-
دعوى فلسطينية ضد بريطانيا: مطالب بوقف تزويد إسرائيل بقطع غيار إف-35
وقال السفير الفرنسي نيكولاس دي ريفيير إن القرار الذي رفضته الولايات المتحدة “بشدة” يتطلب إطلاق سراح الرهائن. مضيفا “لا يزال لفرنسا رهينتان في غزة، ونحن نأسف بشدة لعدم تمكن مجلس الأمن من صياغة هذا المطلب”.
وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ إن عدد القتلى في غزة يرتفع بشكل مطرد في كل مرة تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض لحماية إسرائيل.
وتساءل “كم عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا قبل أن يستيقظوا من سباتهم المزعوم؟”. مضيفا أن “الإصرار على وضع شرط مسبق لوقف إطلاق النار يساوي إعطاء الضوء الأخضر لمواصلة الحرب والتسامح مع استمرار القتل”.
-
غزة تحت النار: صباح مروع يسفر عن عشرات القتلى في ضربات إسرائيلية
-
مخططات إسرائيل في غزة: سياسة الأرض المحروقة أم طموح للاحتلال الدائم؟
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون قبل التصويت إن النص ليس قرارا من أجل السلام بل هو “قرار لاسترضاء” حماس. مضيفا أن “التاريخ سيتذكر من وقف مع الرهائن ومن تخلى عنهم”.
بدورها اعتبرت حركة حماس الفيتو الأميركي”موقفا عدائيا يلغي إرادة المجتمع الدولي ويعطي الغطاء لاستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي”.
وطالبت الولايات المتحدة بـ”الكف عن هذه السياسة العدائية الخرقاء إن كانت حقا تسعى لإنهاء الحروب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما سمعنا من الإدارة المنتخبة”.
وأضافت “نطالب أيضاً المجتمع الدولي بوضع حد لهذا التغول الأميركي على الإرادة الدولية. والذي لم ينجز إلا الحروب والموت والدمار والفوضى في المنطقة وخارجها”.