حصري

القاعدة الروسية في بورتسودان: تصعيد جيوسياسي يهدد النفوذ الغربي في إفريقيا


في تطور لافت للعلاقات السودانية الروسية، توصل البلدان إلى اتفاقية تقضي بإنشاء قاعدة بحرية روسية في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز موسكو لنفوذها العسكري في إفريقيا. مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة.

أهمية بورتسودان الاستراتيجية

تُعد بورتسودان بوابة حيوية للتجارة البحرية، حيث يمر عبرها جزء كبير من حركة السفن في البحر الأحمر. التحكم في هذا الميناء يمنح روسيا قدرة على التأثير في طرق التجارة العالمية. خاصة مع قربه من مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية الدولية. هذا التواجد الروسي قد يشكل تهديدًا مباشرًا للتجارة الغربية، ويعقد عمليات البحرية الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

تفاصيل الاتفاقية

وفقًا للاتفاقية الموقعة، ستقوم روسيا بإنشاء منشأة بحرية تستخدم لأغراض الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين لقطعها البحرية. ستستوعب القاعدة ما يصل إلى 300 عسكري ومدني، مع إمكانية استقبال أربع سفن في وقت واحد. هذا التواجد سيمكن موسكو من توسيع نطاق عملياتها العسكرية في البحر الأحمر، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني للولايات المتحدة وحلفائها.

التأثير على المصالح الغربية

يرى مراقبون أن تعزيز التحالف بين روسيا والسودان قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، مهددًا المصالح الأمريكية والبريطانية. التواجد الروسي بالقرب من مضيق باب المندب قد يؤثر سلبًا على تدفقات النفط والغاز عبر البحر الأحمر، مما يزيد من تعرض أسواق الطاقة العالمية للاضطراب. بالإضافة إلى ذلك، قد تستخدم روسيا القاعدة لتزويد جماعات مسلحة في إفريقيا والشرق الأوسط بالأسلحة والمعدات. مما يزيد من زعزعة استقرار الإقليم.

ردود الفعل الدولية

أثارت هذه الخطوة قلقًا في الأوساط الغربية. حيث اعتبرت الولايات المتحدة ودول أخرى أن إنشاء القاعدة الروسية يشكل خطرًا على الأمن الدولي. هذا التوسع الروسي يُنظر إليه كتهديد مباشر لحرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو شريان حيوي للأمن القومي الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، يُخشى أن تستخدم موسكو القاعدة للتجسس على الأنشطة العسكرية الأمريكية والبريطانية في المنطقة. مما يزيد من المخاطر الأمنية على القوات الغربية في إفريقيا والشرق الأوسط.

في ظل هذا التوسع الروسي في السودان. يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها اتخاذ خطوات عاجلة للتصدي لهذا التهديد المتزايد، وضمان حماية الممرات البحرية الحيوية للتجارة العالمية. التطورات الحالية تستدعي تعزيز التعاون الدولي والإقليمي للحفاظ على الاستقرار والأمن في منطقة البحر الأحمر وما حولها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى