إيران

القصة الكاملة لهجوم القنصلية


تحبس منطقة الشرق الأوسط أنفاسها، ترقبا لهجوم إيراني محتمل للرد على ضربة جوية إسرائيلية طالت قنصليتها في دمشق.

وقد أسفرت الضربة عن مقتل محمد رضا زاهدي أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، فهو المسؤول عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، ورغم أنه ليس الأول الذي يقتل هكذا، فإنه الأرفع بين سلسلة عسكريين إيرانيين استهدفتهم تل أبيب.

وتحدثت تقارير أمريكية عدة، خلال الساعات الماضية، عن تحريك إيران طائرات مسيرة وصواريخ كروز، استعدادا لهجوم انتقامي هو الأكبر ضد إسرائيل, التي لم تعلن مسؤوليتها رسميا عن هجوم القنصلية.

تفاصيل الهجوم

يوم الإثنين الأول من أبريل/نيسان تعرض مقر القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق لهجوم نُفذ بطائرات (إف – 35)، تسبب في أضرار جسيمة بالمبنى الدبلوماسي، وأضر مباني مجاورة.

لكن الأخطر أن الهجوم أوقع العميد محمد رضا زاهدي، مسؤول فيلق القدس في سوريا والعراق، وهو أعلى مسؤول بالحرس الثوري يتم استهدافه منذ مقتل اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق بضربة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد.

كما قتل بنفس الضربة الجنرال محمد هادي رحيمي، وهو مساعد زاهدي، فضلا عن 5 من الضباط المرافقين لهما، في الهجوم الذي يأخذ بعدا خطيرا، كونه طال مقرا دبلوماسيا، ما يعادل سياسيا هجوما مباشرا على إيران.

الدمار الذي خلفته الغارة الإسرائيلية

وعيد إيراني

وعقب الضربة تعددت التصريحات الإيرانية المهددة برد شديد، أبرزها من قبل المرشد علي خامنئي، الذي توعد بشن هجوم على إسرائيل بشكل ما، مشددا على ضرورة معاقبة تل أبيب، معتبرا أن هجوم القنصلية كما لو كان اعتداء على الأراضي الإيرانية.

وسادت توقعات من قبل مسؤولي المخابرات الغربية بأن الرد قد يكون في شكل هجمات على المباني العسكرية والحكومية في إسرائيل، لكنهم لا يعتقدون أنه سيتم استهداف المدنيين.

تأهب في إسرائيل

ودخلت إسرائيل حالة تأهب قصوى، وسط تهديدات متعددة وتقييمات استخباراتية بأن إيران ستشن ضربة على أهداف إسرائيلية في محاولة للانتقام بعد غارة القنصلية.

كما رفعت إسرائيل حالة التأهب لدى سلاح الجو، وأقدمت على تجنيد احتياط في الدفاعات الجوية، وإلغاء الإجازات والعطل في الوحدات المحاربة في الجيش، وكذلك تجنيد احتياط في الاستخبارات العسكرية.

مسيرات وصواريخ

وحول استعدادات إيران للرد، ذكر تقرير لشبكة سي بي إس الأمريكية، التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين، أن الهجوم ربما يتم بأكثر من 100 طائرة بدون طيار.

وإلى جانب الطائرات المسيرة، فإن الهجوم سيتم بعشرات الصواريخ، التي تستهدف أهدافا عسكرية داخل البلاد، بينما حذروا من أن تل أبيب ستواجه تحديا لصد هجوم بهذا الحجم.

ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية، عن مصدرين لم تكشف هويتهما، قولهما إن الولايات المتحدة رصدت تحريك إيران طائرات مسيرة وصواريخ كروز، ما يشير إلى احتمال استعدادها لمهاجمة أهداف إسرائيلية.

تعزيزات أمريكية

أما الولايات المتحدة الأمريكية، فإلى جانب تحذيراتها لإيران بعدم الإقدام على أي عمل انتقامي، فقد أرسلت تعزيزات عسكرية بالقرب من إسرائيل، لحمايتها من أي ضربة محتملة.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم نفذوا “تغييرات في وضع القوة”، ونشروا “أصولا إضافية” في المنطقة، في ضوء تهديدات طهران بضرب الأراضي الإسرائيلية، وفق صحيفة تليغراف البريطانية، بينما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن التزام بلاده بالدفاع عن أمن إسرائيل.

وأبحرت حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور شمالا عبر البحر الأحمر، مما جعلها أقرب إلى إسرائيل، بينما ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن واشنطن تخطط لنشر سفينة مجهزة بالصواريخ بالقرب من الساحل الإسرائيلي.

رسائل إيرانية أمريكية متبادلة

ومنذ ضربة القنصلية، تبادلت واشنطن وطهران عدداً من الرسائل، بشأن رد الفعل المحتمل، إذ قالت وسائل إعلام أمريكية إن واشنطن بعثت رسالة إلى طهران تحذرها من أي هجوم يطول جنوداً أمريكيين أو مصالح لها بالمنطقة.

وأكدت واشنطن للجانب الإيراني أنها لم تشارك في الهجوم الذي استهدف قنصليتها بدمشق، وعليه فإن أي هجوم من طهران يطول المصالح الأمريكية أو جنودا أمريكيين في الشرق الأوسط، سيتم الرد عليه مباشرة.

في المقابل، كشف موقع أكسيوس الاستخباراتي الأمريكي أن إيران أرسلت إلى الولايات المتحدة رسائل عبر دول عربية تحذرها من التدخل في صراعها مع إسرائيل، حسب 3 مسؤولين أمريكيين.

وفق نفس المصدر، هدّدت إيران بضرب القوات والقواعد الأمريكية في المنطقة، إذا تدخلت واشنطن لدعم تل أبيب، مؤكدة أنها ترى الأمريكيين مسؤولين عن هجوم القنصلية.

سيناريوهان

يذهب كثير من التوقعات إلى أن إيران ستقدم على رد عسكري كبير، نظرا لما أسفر عنه هجوم القنصلية، على نحو شكل مساسا مباشرا بهيبة إيران في المنطقة، وهذا أحد السيناريوهات.

لكن رغم ذلك، هناك من يرى أن الرد لن يكون بالقوة المتوقعة، وسيكون في إطار حدود معينة تحول دون انجرار طهران إلى مواجهة مع تل أبيب، التي مع الوقت ستتحول إلى مواجهة مع الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى