حصري

المشاريع الإماراتية للكهرباء في اليمن: دعم مستدام لتحسين البنية التحتية الكهربائية


بعد سنوات من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعرقلته جهود التنمية في اليمن حلول استراتيجية مستدامة، تضعها دولة الإمارات في قطاع الكهرباء بالبلاد.

فمن العاصمة المؤقتة عدن إلى حضرموت شرقا والمخا في تعز غربا، حضرت دولة الإمارات في تدخلاتها الحاسمة وبمشاريع حيوية في مجال الطاقة المتجددة لتوفر لليمن قرابة 100 مليون دولار شهريا كانت تستهلكها الكهرباء في عدن فقط.

وفي مختلف أنحاء البلاد، يتسبب توقف توفير خدمات الكهرباء في خلق الفوضى في الخدمات الحيوية الأخرى كالتعليم، والمياه والصرف الصحي، والرعاية الصحية، إلا أن دولة الإمارات سعت مؤخرا لوضع حلول مستدامة خاصة في المدن الساحلية التي تشهد ارتفاع جنوبي بدرجة الحرارة، وذلك عبر تشييد محطات للطاقة المتجددة.

ففي المخا بات المهندسون يضعون اللمسات الأخيرة لأول مشروع نوعي في الكهرباء على أمل أن تدخل الخدمة في شهر أغسطس المقبل فيما في عدن يجري العمل في مساحة مليون وخمسمائة متر لتشيد منظومة مماثلة للمدينة المصنفة عاصمة للبلاد والتي تعاني انقطاع متكرر للكهرباء خصوصا في ظل الصيف الساخن.

افتتاح محطة المخا يقترب

يسير مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لمدينة المخا بوتيرة عالية بمتابعة حثيثة من قبل نائب رئيس المجلس الرئاسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح لإنجازه خلال فترة زمنية محددة للشركة المنفذة.

وقال مصدر في كهرباء المخا إن مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لمدينة المخا دخل مراحله النهائية عقب وصول الأدوات اللازمة لتوليد الطاقة ومن المتوقع دخوله الخدمة في شهر أغسطس المقبل.

وبحسب المصدر فإن المشروع الاستراتيجي الذي يمول تشيده “صندوق أبو ظبي للتنمية” ودشن العمل فيه خلال مارس الماضي تبلغ قدرته التوليدية، نحو 15 ميغاواط، ما يزيد عن حاجة المخا الاستهلاكية من الطاقة بنحو 5 ميغاواط.

ويراكم المشروع رصيد دولة الإمارات التنموي في مناطق الساحل الغربي خاصة وفي اليمن عامة، إذ من المقرر أن يحقق افتتاح كهرباء المخا المتجددة اكتفاءً ذاتياً في الطاقة الكهربائية لمدينة المخا، والتي تستهلك نحو 10 ميغاواط.

ويقع مشروع الكهرباء بالطاقة الشمسية في المخا بموقع استراتيجي وذلك بالقرب من محطة المخا البخارية بناء على دراسة لربطه بالشبكة العامة والضغط العالي.

وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح، تفقد مؤخرا مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لمدينة المخا للاطلاع على سير العمل في المشروع.

وحث صالح إدارة المشروع بقيادة المهندس العراقي محمد حسن، على مضاعفة الجهود وإنجاز المشروع وفق الخطة الزمنية المحددة.

وكشف صالح عن أن المرحلة الثانية ستكون توليد الكهرباء بالرياح، وتغطي كامل مديريات الساحل الغربي ومدينة تعز وأريافها، مشيرًا إلى أن المشروع قيد الدراسة وبتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وسيعزز المشروع الجديد من قدرة المخا على استيعاب الطلب المتزايد على الطاقة، بعدما تحولت المديرية إلى مركز رئيسي لمديريات الساحل الغربي. وزاد فيها عدد السكان إلى نحو 3 أضعاف عما كانت عليها قبل تحريرها من مليشيات الحوثي عام 2017.

الحفاظ على البيئة

من المخا إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث تعكف هناك فرق هندسية إماراتية لتشيد أكبر محطة طاقة شمسية في اليمن من شأنها أن تسهم في الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وقال مصدر في كهرباء عدن إنه تم انجاز تسوية المساحة التي يقام عليها المشروع بالكامل وتسويرها وتهيئة الأرضية للبدء الفعلي في تركيب الألواح الشمسية.

وأضاف أنه يتم العمل في مشروع تركيب ألواح منظومة الطاقة الشمسية المقدَّم من دولة الإمارات العربية المتحدة، بقدرة (120 ميغا) للعاصمة عدن، بشكل مستمر، وبدون أي انقطاع، على مساحة مليون وخمسمائة متر.

وسيعطي هذه المشروع الذي تنفذه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” دفعة هائلة لقطاع الطاقة في العاصمة عدن، وسيخفض تكاليف التشغيل والحاجة إلى الوقود لتشغيل المحطات القائمة.

كما ستعمل محطة الكهرباء المتجددة في عدن “على تقليل كُلفة توليد الكهرباء في ساعات النهار، وكذا الاحتياج للوقود الخاص بمحطات التوليد. كما سيسهم في الحفاظ على البيئة عبر التقليل من الانبعاثات الكربونية”، وفقا للحكومة اليمنية.

ومؤخرا، كلف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن المحرمي، فريق للنزل إلى مشروع منظومة الطاقة الشمسية بالعاصمة عدن، والكائن في بئر أحمد وذلك ضمن متابعة مستمرة للمشاريع الخدمية في المحافظات المحررة، وخصوصًا في العاصمة عدن.

وبحسب بيان لقوات العمالقة الجنوبية فأن الفريق المكلف أطلع على الأعمال المنجزة في المشروع. مؤكدا تواصل الدائم مع محافظ العاصمة عدن، ووزارة الكهرباء والجهة المنفِّذة للمشروع.

وأشار البيان إلى أن الفريق المكلف سوف يستمر في متابعة أعمال التنفيذ حتى يكتمل المشروع حسب الخطة التي أعدتها الجهة المنفِّذة.

وتعد مشاريع الطاقة المتجددة أحد المشاريع الخيرية الاستراتيجية التي تقدِّمها دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ساندت ودعمت اليمن في مختلف المجالات. وفي هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد من انقطاع متكرر للكهرباء في ظل حرب حوثية متعددة الأوجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى