الملف السوري على طاولة اجتماع وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا
ذكرت وسائل إعلام حكومية إيرانية نقلا عن وزير الخارجية عباس عراقجي أن وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا من المرجح أن يجتمعوا في إطار عملية أستانا يومي السابع والثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة وذلك على وقع التطورات الميدانية في سوريا.
وكان عراقجي قد تنقل الى سوريا ثم الى تركيا لبحث تداعيات تقدم قوات المعارضة السورية في محافظات ادلب وحلب وحماة مشيرا لوجود مؤامرة أميركية إسرائيلية وراء الأحداث الأخيرة وداعيا الى مناقشة مخاوف أنقرة.
-
دعم مطلق للأسد من بوتين وبزشكيان.. وتركيا تفتح باب التعاون
-
دوريات مشتركة بين تركيا وروسيا في سوريا وسط تصعيد ميداني متزايد
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء إن قطر تعمل مع تركيا وشركاء آخرين في المنطقة للتوصل إلى حلول لإنهاء الأعمال القتالية في سوريا.
وعندما سُئل عن تقارير أوردتها وسائل إعلام رسمية إيرانية تفيد بأن إيران وروسيا وتركيا ستجتمع للتباحث بشأن سوريا خلال منتدى الدوحة هذا الأسبوع، قال الأنصاري إنه ليست لديه معلومات عن أي خطط من هذا القبيل، لكن قطر دائما منفتحة على ذلك.
وفي الاثناء بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الثلاثاء في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، تطورات الأوضاع في سوريا. وأوضحت المصادر أن الوزيرين بحثا آخر التطورات في سوريا، دون ذكر تفاصيل أكثر حول فحوى الاتصال.
وفي الأثناء حضّت الولايات المتحدة الإثنين “كل الدول” على “استخدام نفوذها” لخفض التصعيد في سوريا، فيما تؤكد روسيا استمرار دعمها للجيش السوري لاستعادة المناطق التي خسرها.
وجاء في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن واشنطن تحض “كل الدول على استخدام نفوذها” من أجل “الدفع قدما نحو خفض التصعيد وحماية المدنيين وفي نهاية المطاف نحو عملية سياسية”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة توجه رسالة إلى تركيا لحماية الأكراد، قال ميلر “سنواصل التوضيح لكل طرف وكل دولة تتعامل مع أطراف داخل سوريا أن تبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين”.
-
مطالب سوريا أمام رغبات تركيا يُحدد مسار المصالحة
-
أولويات بايدن التركيز على إيران لإعادتها إلى حدودها!
ومنذ الأربعاء، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها مع تنظيم القاعدة) مع فصائل معارضة أقل نفوذا، هجوما مباغتا يعد الأعنف منذ سنوات في محافظة حلب (شمال) حيث تمكنت من التقدم، بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) المجاورتين.
وبعد أيام، شنت فصائل موالية لأنقرة هجوما على مدينة تل رفعت الاستراتيجية التي يسيطر عليها الأكراد.
الأسد ديكتاتور وحشي ويداه ملطختان بالدم
وفي ذروة الحرب، قالت الولايات المتحدة إن الرئيس السوري بشار الأسد، المدعوم من إيران وروسيا، فقد الشرعية لكنها قالت في وقت لاحق إن إطاحته ليست من أولوياتها، إذ لا ترى بديلا أفضل بين مقاتلي المعارضة.
وقال ميلر “لم يتغير شيء في ما يتعلق بسياستنا. الأسد ديكتاتور وحشي ويداه ملطختان بالدم” مضيفا أن “المنظمة التي شنت هذا الهجوم خلال عطلة نهاية الأسبوع مصنّفة من قبل الولايات المتحدة منظّمة إرهابية. نحن بالتأكيد لا ندعم تلك المنظمة بأي شكل”.
ومن جانبها قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن النظام السوري بقيادة بشار الأسد “هو من يتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي ويرفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات”.
وقالت “لقد دعمنا المفاوضات في سوريا لفترة طويلة، لكن النظام السوري بقيادة الأسد هو من تجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي ورفض الجلوس إلى طاولة الحوار.
كما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر النظام وجميع الأطراف السورية، إلى التوصل لحل سياسي لوقف الصراع الدائر.
وقال “نجدد دعوتنا للنظام (السوري) وجميع الأطراف إلى العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي لوقف الصراع”.
-
بعد خسارة حلب: الأسد يتحرك لاستقطاب دعم حلفائه
-
حكومة بزشكيان أمام اختبار التحديات بعد الحصول على ثقة البرلمان
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه” إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، داعيا إلى وقف فوري للقتال، بحسب ما أعلن الناطق باسمه ستيفان دوجاريك الإثنين.
وقال دوجاريك في بيان “على جميع الأطراف بذل ما في وسعها لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، خصوصا من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية” مضيفا أنّ “السوريين يعانون هذا الصراع منذ حوالى 14 عاما، وهم يستحقّون أفقا سياسيا يقودهم إلى مستقبل سلمي وليس إلى المزيد من إراقة الدماء”.
كما عبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن القلق اليوم الثلاثاء بشأن تصعيد الأعمال القتالية في شمال غرب سوريا بينما يسعى مكتبه للتحقق من عدد من هجمات دامية تشنها كل من القوات الموالية للحكومة وقوات المعارضة.
-
زلزال تركيا… يعيد تذكير أنقرة ودمشق بمصيرهما المشترك؟
-
التجاذب الروسي – التركي من شمال سوريا إلى جنوب القوقاز
وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم تورك في إفادة صحفية بجنيف “يشعر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بقلق بالغ إزاء تصعيد الأعمال القتالية في شمال غرب سوريا منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما يزيد من معاناة ملايين المدنيين”.
وأضاف “وثق مكتبنا عددا من الحوادث المقلقة للغاية التي أسفرت عن سقوط كثير من الضحايا المدنيين بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بسبب هجمات هيئة تحرير الشام والقوات الموالية للحكومة”. وهيئة تحرير الشام هي جبهة تابعة سابقا لتنظيم القاعدة في سوريا.
وتابع قائلا “اطلعت على بعض البيانات التي تشير إلى أن هناك عشرات من القتلى”. وإحدى الوقائع التي يسعى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى التحقق منها هي ضربات على طلاب في حلب يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني تشير تقارير إلى أنها أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص يشتبه في مسؤولية هيئة تحرير الشام عنها.
وميدانيا لا تزال الساحة السورية تشهد العديد من التطورات حيث قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تصدت الثلاثاء لهجوم شنته قوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور.
كما ارتفع عدد المناطق التي سيطرت عليها المعارضة السورية المسلحة، حتى مساء الاثنين، في محافظة حماة من 12 إلى 16 منطقة.
وتخوض هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها الثلاثاء معارك عنيفة ضد قوات النظام مع محاولتها التقدم باتجاه مدينة حماة الاستراتيجية في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار هجومها غير المسبوق.
وأفاد المرصد عن “اشتباكات في ريف حماة الشمالي، حيث تمكنت الفصائل خلال الساعات الأخيرة من السيطرة على مدن وبلدات عدة في المنطقة، بينها طيبة الإمام وحلفايا وصوران”. وتزامنت مع “تنفيذ الطيران السوري والروسي عشرات الضربات على المنطقة”.
وتُعدّ الاشتباكات “الأعنف” بين الطرفين، منذ بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل حليفة لها، هجوما واسعا الأربعاء ضد القوات الحكومية في محافظة حلب (شمال).
وجاءت الاشتباكات بعدما كان الجيش السوري أرسل تعزيزات عسكرية الى المنطقة، ساهمت خلال اليومين الماضيين في إبطاء تقدم الفصائل.
-
العراق.. إيران وتركيا تتوغلان بعمق 40 كيلومترا شمالي البلاد
-
إيران وتركيا وراء تحالف حوثي إخواني في اليمن.. ما أهدافهم؟
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري الثلاثاء أن “الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يوجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي ويوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين”.
وشاهد مصور في ريف حماة الشمالي صباح الثلاثاء عشرات الدبابات والآليات العسكرية التابعة لقوات النظام متروكة على جانبي الطريق المؤدي الى مدينة حماة.
نعمل على التقدم باتجاه مدينة حماة بعد تأمين حلب
وقال مقاتل عرّف عن نفسه باسم أبوالهدى الصوراني “نعمل على التقدم باتجاه مدينة حماة بعد تمشيط” البلدات التي تمت السيطرة عليها فيما أفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الفصائل “تسعى للتقدم باتجاه مدينة حماة، بعد تأمين سيطرتها على مدينة حلب”.
-
إيران وروسيا تتحديان العقوبات الغربية بربط نظاميهما المصرفيين
-
“اللكمات الصاروخية” تتصاعد بين إسرائيل وإيران.. هل تقترب المواجهة من نهايتها؟
وتعد حماة مدينة استراتيجية في عمق سوريا، تربط حلب بدمشق، ومن شأن الاقتراب منها، وفق المرصد أن “يشكل تهديدا للحاضنة الشعبية للنظام”، مع تمركز الأقلية العلوية التي يتحدر منها الرئيس بشار الأسد في ريفها الغربي.
وإثر بدئها هجومها الأربعاء، تمكنت الفصائل من بلوغ مدينة حلب، وسيطرت على كافة أحيائها باستثناء أحياء في شمالها تحت سيطرة مقاتلين أكراد. وبذلك، باتت المدينة خارج سيطرة القوات الحكومية بالكامل لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
وسيطرت الفصائل كذلك على عشرات البلدات والقرى في كل من محافظات حلب وإدلب وحماة.
وفي ريف حلب الجنوبي الشرقي، دارت ليل الإثنين الثلاثاء “اشتباكات شرسة” بين الفصائل وقوات النظام التي تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة خناصر بعدما تقدمت اليها الفصائل قبل أيام.