إيران

الميليشيات تلوّح بالقوة ضد واشنطن… هل ينجرف العراق إلى صراع شامل؟


 توعّد أبوآلاء الولائي الأمين العام لكتائب “سيد الشهداء”، إحدى أبزر الميليشيات الموالية لإيران، بشنّ هجمات على المصالح الأميركية في حال اندلعت الحرب بين طهران وواشنطن، في تطور ينذر بتوتر بين الولايات المتحدة والعراق، لا سيما وأن الأخير لا يرغب في جرّه إلى أي صراع، خاصة وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحا بتأكيده على عزمه كبح نفوذ أذرع إيران في المنطقة.

وتهدف تهديدات هذه الكتائب، المنضوية ضمن تنظيم “المقاومة الإسلامية في العراق”، إلى الضغط السياسي والعسكري وإظهار القوة، في إطار مساعي طهران لاستعراض نفوذها في جارتها.

وقال الولائي، في منشور على منصة “إكس” “إذا اندلعت الحرب سيكون المئات من الاستشهاديين في الموعد وسيُذل كبرياء أميركا ثانيةً كما ذُلَّ أول مرة في العراق حين خرجت تجر أذيال الخيبة”، وفق موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي.

وتابع “هذه المرة لن تبقى باقية في الشرق الأوسط لأميركا ولا لعملائها، وستسقط أنظمة كانت تحتمي بالاحتلال، حينها ستكون الغلبة لله ولعباده المخلصين”.

وشنت الفصائل الشيعية الموالية لإيران، خلال العامين الماضيين، عشرات الهجمات على القوات والمصالح الأميركية بذريعة دعم غزة، وردت واشنطن بشن عدة غارات استهدفت مواقع لبعض الميليشيات وأسفرت عن مقتل عدد من قياداتها.

وعلى الرغم من تصنيفها من قبل الولايات المتحدة “تنظيما إرهابيا”، إلا أن كتائب “سيد الشهداء” تشكل جزءا من قوات الحشد الشعبي، وهي قوة رسمية تابعة للدولة العراقية، ما يؤدي إلى تعقيد الوضع حيث يُنظر إلى أي عمل عسكري ضدها على أنه استهداف لقوة عراقية.

وواجهت حكومة محمد شياع السوداني اتهامات بالفشل في تفكيك الميليشيات الشيعية وحصر السلاح بيد الدولة ولطالما انتقد مسؤولون أميركيون عجز بغداد عن حماية مصالح الولايات المتحدة في البلاد.

وأكدت كتائب “سيد الشهداء” وأغلب الفصائل الموالية لطهران مرارا وقوفها إلى جانب إيران في مواجهة الولايات المتحدة، مما يشير إلى أن تهديداتها تأتي في سياق دعم الجهورية الإسلامية في أي تصعيد محتمل.

وتساهم التهديدات من قبل هذه الميليشيات في رفع الروح المعنوية لعناصرها ومؤيديها، وتقديم صورة بأنها قادرة على مواجهة القوى الكبرى، في وقت يشهد فيه نفوذ إيران تراجعا بعد الضربة الموجعة التي تلقاها حليفها حزب الله اللبناني خلال المواجهة الأخيرة ضد إسرائيل وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

كما تهدف إلى إثارة القلق في صفوف حلفاء الولايات المتحدة إزاء اندلاع صراع جديد في المنطقة، مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم مواقفهم أو سياساتهم.

ويأتي هذا التطور في سياق نزاع على نفوذ إقليمي أوسع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى وغالبًا ما تتصاعد التهديدات والهجمات من قبل الفصائل الموالية لإيران ردًا على الأحداث في غزة أو أي تصعيد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك ضمن إستراتيجية ربط الساحات.

ويرى متابعون للشأن العراقي أن جّر البلاد إلى أي حرب محتملة ستكون له تداعيات كارثية على البلاد وستعيدها سنوات إلى الوراء وتزيد من معاناة شعب عانى الكثير.

وتواجه بغداد تحديًا بالغ التعقيد في محاولتها النأي بنفسها عن أي حرب محتملة بين إيران والولايات المتحدة، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على دعم العراق للجهود الهادفة إلى التوصل إلى مقاربة عادلة ومتوازنة في ملف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، مشدداً على أن التصعيد لا يخدم الاستقرار في المنطقة.

وتتمتع إيران بنفوذ كبير على الساحة السياسية والأمنية العراقية من خلال دعمها لأحزاب وفصائل مسلحة، بينما تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في البلد، ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وعلاقات استراتيجية مع الحكومة العراقية، فضلاً عن تأثيرها الاقتصادي والدبلوماسي.

ولطالما وجد السوداني نفسه عالقا بين إرضاء إيران التي توفر له الدعم السياسي عبر القوى المنضوية تحت مظلة الإطار التنسيقي، وعدم إثارة غضب واشنطن التي يتطلع إلى تكثيف التعاون معها في عدة قطاعات من أبرزها مشاريع الطاقة واستقطاب الاستثمارات الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى