سياسة

النفس الطائفي نافذة إيران للتدخل في أفغانستان


منذ سقوط الحكومة الأفغانية السابقة، وسيطرة طالبان على الحكم، لا تخفي إيران رغبتها في التدخل بالبلد المجاور.

تدخل لا تجد له طهران نافذة مناسبة، غير النفس الطائفي؛ فخلال الفترة الأخيرة حرص المسؤولون الإيرانيون على تأكيد أن إيران تعمل على ضمان تمثيل أقلية الهزازة الشيعية، وذلك في وقت تعلق فيه اعترافها بحكومة حركة طالبان.

واليوم الإثنين تتوج إيران تدخلها في هذا البلد، بإعلان استضافة قريبة لاجتماع وزراء خارجية دول جوار أفغانستان، بأجندة طائفية صريحة، لم يخفها بيان وزارة الخارجية بطهران.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده قوله إن إیران ستستضيف اجتماعا لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان قريبا.

وأوضح زاده أن الاجتماع سيناقش الدعم في تشكيل حكومة شاملة بأفغانستان تشارك فيها جميع المجموعات العرقية، _في إشارة إلى الهزازة_ إلى جانب ضمان السلام والأمن في هذا البلد.

وسارعت إيران فور تقدم طالبان نحو العاصمة كابول في أغسطس/ آب الماضي إلى إغلاق حدودها مع أفغانستان، خوفا من تسلل نازحين عبر الولايات المحاذية للحدود الإيرانية.

ثم كانت العلاقات مع السلطات الجديدة في أفغانستان فاترة، وسط حديث عن تسليح طهران لأقلية الهزازة في الأيام الأولى للانسحاب الأمريكي، فيما أصرت على عدم الاعتراف بحكومة طالبان المؤقتة.

مواجهة مبكرة

وكانت أقلية الهزازة الموالية لإيران بحكم العلاقة المذهبية من القوميات التي سارعت لمجابهة طالبان، حيث أشار تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” شهر يونيو/حزيران الماضي إلى أن زعيم هذه الطائفة في أفغانستان ذو الفقار أوميد أنشأ لواء يعرف باسم “مجموعات الحماية الذاتية”، في سبع مناطق، يتألف من مئات المقاتلين.

وعقب إعلان الولايات المتحدة عن انسحاب القوات في أبريل/ نيسان، نشر زعماء القبائل في المنطقة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالًا مسلحين يرفعون بنادقهم ويتعهدون بمحاربة طالبان. 

وبعدما استتب الأمر لطالبان لم تستطع إيران إخفاء البعد الطائفي برؤيتها للوضع في أفغانستان؛ فخلال جلسة سرية بالبرلمان، في سبتمبر/أيلول الماضي، طرق قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، هذا الباب عبر الإيعاز بأن طهران ستدعم الشيعة في أفغانستان، في ظل التطورات الحاصلة بهذا البلد.

هدف إيراني

ونقلت وكالات أنباء رسمية بينها “مهر” و”انتخاب”، فحوى الجلسة التي تحدث فيها قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، أثناء تقديمه تقريرا عن التطورات في أفغانستان.

وقال قاآني: “إيران تولي شيعة أفغانستان أهمية كبيرة، ونحن نحرص على حل القضية الأفغانية دون حرب، وبإشراك كافة الأقوام والأطياف في الحكم”.

واعتبر قاآني أن “إيران كانت الدولة الأكثر حكمة وتدبيراً في المنطقة واتخذت المواقف الجيدة حيال التطورات في أفغانستان”.

وكانت حركة طالبان أعلنت بعد سيطرتها على كابول، وباقي الولايات الأفغانية منتصف أغسطس الماضي، أنها لا تستهدف الأقلية الشيعية، وتحترم الطقوس التي يقوم بها أتباع هذه الطائفة.

وتقطن أفغانستان أقلية شيعية من إثنية الهزارة، التي يُعتقد أن لها أصولا بين شعوب آسيا الوسطى والشعوب التركية، وتشكّل حوالي 10% فقط من السكان، وهي متمركزة أساسا في وسط البلاد.

ولدى إيران حدود مشتركة مع أفغانستان يبلغ طولها نحو 945 كيلومترا، كما لدى البلدان ثلاثة منافذ حدودية، ومنفذ “دوغارون” أحكمت حركة طالبان سيطرتها عليه في 8 من يوليو/تموز الماضي، بعد انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى