انتقادات تطال تعاون “غوغل” مع إسرائيل
تحولت فعالية نظمها موظفون سابقون وحاليون في (غوغل وأمازون) يوم الثلاثاء الماضي، في مدينة نيويورك، لتكريم مبرمجة فلسطينية قتلت في العدوان الإسرائيلي هي وعائلتها، تحولت إلى مظاهرة مؤيدة للقضية الفلسطينية، ومنددة بالجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
وبحسب تقرير لصحيفة (الغارديان)، فقد ندد الموظفون المشاركون بالفعالية بالعقود المبرمة بين الشركتين والجيش الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة: إنّ العمال انتهزوا الفعالية لـ “توبيخ أصحاب عملهم بسبب العقود المبرمة مع الجيش الإسرائيلي”.
وأقيمت الفعالية لتكريم مي عبيد، وهي شابة مصابة بضمور العضلات من غزة، ومتدربة سابقة في برنامج وشركة مدعومة من (غوغل)، قُتلت في غارة جوية إسرائيلية في غزة مع جميع أفراد أسرتها.
وحظيت الشابة الراحلة بالإشادة باعتبارها صاحبة رؤية قوية وحازمة، خلال مقابلات أجرتها الصحيفة البريطانية مع أشخاص عرفوها عن قرب.
وتقول الصحيفة: “كانت مي عبيد تحلم يوماً ما بتطوير منصة للأشخاص ذوي الإعاقة للتواصل”، بحسب كاثرين تينغارد نيكولايسن، مديرة الاتصالات السابقة في غزة في برنامج (سكاي جيكس) في الضفة الغربية والتي عرفت مي والتقت بها.
بالنسبة إلى سكان غزة، يشير التقرير إلى أنّ مي شكلت مثالاً ساطعاً لما يمكن لأيّ شخص في القطاع المحاصر أن يحققه في صناعة التكنولوجيا إذا أتيحت له الإمكانيات.
وقال نيكولايسن: إنّ “ما كانت عليه (مي عبيد) في حياتها كان علامة فارقة هائلة”.
واشار التقرير إلى أنّ مقتل المتدربة السابقة كان بمثابة تذكير بالعقد الذي أبرمته (غوغل) بقيمة (1.2) مليار دولار لتزويد الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي بخدمات تكنولوجية، والذي يحمل اسم (نيمبوس).
ويكمل التقرير: “أمضى العديد من العاملين في شركة (غوغل) العامين الماضيين في الاحتجاج على المشروع، قائلين إنّ صاحب العمل يوفر الأدوات التي تساعد بالفصل العنصري الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين”.
لكن على الرغم من جهود العمال لجذب المزيد من الاهتمام لمقتل مي عبيد، رفضت الشركة حتى الآن الحديث علناً أو داخلياً عن وفاتها، وفقاً للعديد من الموظفين الذين تحدثوا في الوقفة الاحتجاجية.
واعتبر محمد خاتمي، مهندس البرمجيات في (غوغل) وأحد منظمي الوقفة الاحتجاجية، أنّ صمت الشركة والرئيس التنفيذي ساندر بيتشاي بشأن وفاة عبيد “يُعدّ خيانة بكل معنى الكلمة”.
وقال خاتمي في الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت خارج مكاتب (غوغل): “لا بريد إلكتروني. لا قرار، لا بيان علنياً، ولا خجل على الإطلاق…، العار على بيتشاي. والعار على (غوغل)”.
ورفضت المتحدثة باسم غوغل كورتيناي مينشيني الرد على الأسئلة المباشرة .حول عدم اعتراف الشركة بوفاة عبيد، لكنّها قالت: إنّ هذا “وقت وموضوع حساس للغاية في كل شركة”. وإنّ (غوغل) لديها “العديد من الموظفين الذين تأثروا شخصياً بالحرب”.
وأشارت مينشيني إلى أنّ العقد المبرم مع إسرائيل يوفر “فقط خدمات تجارية لوزارات الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك المالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم. وليس له علاقة “بالعمل العسكري والأسلحة. أو الاستخباري”.
لكنّ (الغارديان) قالت إنّ وزارة المالية الإسرائيلية كشفت في وقت سابق لصحيفة (هآرتس) .العبرية أنّ العقد يتضمن توفير “حلول سحابية” للحكومة و”المؤسسة الدفاعية”.
ومي عبيد لاجئة فلسطينية. تنحدر عائلتها من قرية برير المهجرة. كانت من بين (13) ألفاً يعملون مع وكالة (أونروا) في غزة. وقتلت في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وذكر موقع (أونروا) أنّ الراحلة عملت مُطوّرة للواجهات الأمامية ومُبرمجة للتطبيقات مع الوكالة. بالشراكة مع مركز الحوسبة الدولي التابع للأمم المتحدة.