سياسة

انتهاكات مليشيا الحوثي تدفع الولايات المتحدة لتصنيفها “جماعة إرهابية”


جرائم مروعة وانتهاكات داخلية وخارجية متواصلة، دفعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للاتجاه إلى تصنيف لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية والتسريع بالقرار قبل رحيله من البيت الأبيض، بحسب ما كشفت رويترز، الإثنين.

تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، بحسب مراقبين، هو تعبير فعلي عن مطالبات الشارع اليمني، ولتعزيز قرار علاقة الحكومة اليمنية دوليا، ولحماية المساعدات الإغاثية من النهب والابتزاز الحوثي المتواصل.

حملات كثيرة أطلقها مسؤولون ومواطنون، مرارا وتكرار، تحت شعار #الحوثي جماعة إرهابية، تناولت أبرز مآلات الانقلاب الحوثي وجرائمه الإرهابية منذ اجتياح صنعاء أواخر 2014.

فعلى المستوى الداخلي، مارست هذه الجماعة كل أنواع الجرائم الإرهابية من قتل وخطف وتعذيب وتشريد لآلاف اليمنيين، ووفق إحصاءات يمنية رسمية، فجّرت مليشيا الحوثي 898 منزلا وممتلكاً خاصاً ومنشأة عامة بينها 753 منزلاً سكنياً و45 مسجداً وداراً للقرآن و36 مدرسة ومرفقاً تعليمياً وحولت 160 مسجداً إلى ثكنات عسكرية واستراحات لعناصرها.

 ونهاية ديسمبر الماضي، أقدمت المليشيا على تفجير مطار عدن، جنوبي اليمن، الذي أسفر عن سقوط 135 قتيلاً وجريحاً من المدنيين والصحفيين وموظفي الصليب الأحمر الدولي ولاقى إدانات دولية عديدة.

وعلى المستوى الخارجي، واصلت المليشيا أعمالها الإرهابية والإجرامية التي مثلت تهديداً لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية والمنطقة ككل، بل وأيضاً للأمن العالمي من خلال تهديد حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وتهديد تجارة النفط العالمية والمنشآت النفطية السعودية.

وبات إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية من قبل مليشيا الحوثي، أداة دعاية قيمة لرفع معنويات عناصرها بانتصارات وهمية، بالإضافة إلى كونها استراتيجية إيرانية تستهدف الضغط السياسي وتعطيل إمدادات النفط العالمي.

وخلال الشهور الماضية، أطلق الحوثيون مراراً وتكراراً صواريخ بعيدة وقصيرة المدى وطائرات بدون طيار متفجرة في أعيان مدنية بالأراضي السعودية واليمنية على حد سواء، ونجحت دفاعات التحالف العربي من خلال عمليات الاعتراض، بجمع أدلة دامغة على تدفق الصواريخ الإيرانية إلى الحوثيين، من خلال حطام للمقذوفات تحمل ملصقات تصنيع إيرانية، وضبط شحنات أسلحة مهربة قادمة من إيران، ومواد تدريب ومعدات متعلقة بالصواريخ عثر عليها في جبهات القتال مع المليشيات.

ويعتبرعبد الرضا شهلائي، كبير ضباط الحرس الثوري الإيراني، المتواجد في اليمن لدعم مليشيات الحوثي، هو العقل المدبر الذي يقف خلف إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والزوارق والإشراف على تهريب شحنات الأسلحة من طهران، بحسب تقارير أمريكية.

هذا، وتمتلك المليشيا أيضا سجلا أسود في استهداف خطوط الملاحة الدولية، حيث استهدفت خلال العامين الماضيين، عددا من السفن النفطية والإنسانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقبالة ميناء المخا، بهجمات نفذتها عبر زوارق بحرية وصواريخ حرارية إيرانية الصنع.

وكان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، قد قال في سلسلة تغريدات سابقة، إن تصنيف مليشيا الحوثي في قائمة الإرهاب مطلب رسمي وشعبي، مؤكدا أن أصوات كافة اليمنيين تطلب بهذا القرار والتعامل معها على ذاك الأساس، باعتباره أمرا ملحا وضروريا، والتحذير من التساهل معها لنتائجه الوخيمة ليس على اليمن فحسب بل على المنطقة والعالم.

وأكد على أن استمرار الصمت الدولي على جرائم مليشيا الحوثي سيطيل معاناة اليمنيين ويجعل اليمن مرتعا للإرهاب ومصدرا لنشره في المنطقة والعالم، فمن غير المنطقي استمرار التجاهل لإرهاب منظم يفتك بـ30 مليون يمني، ويهدد أمن الطاقة وخطوط الملاحة في أهم الممرات الدولية.

ومن جانبه، أكد الجيش اليمني على أن تصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية يفتح الطريق على مصراعيه أمام محاكمة المليشيا دوليا على الجرائم التي ترتكبها، وقال العميد الركن عبده مجلي، الناطق العسكري باسم الجيش، في تصريحات سابقة، إن تصنيف الحوثيين من الجماعات الإرهابية سيعدّ توصيفاً قانونياً للتمهيد لمحاكمتها ومحاكمة داعميها في إيران.

والسبت الماضي، دعت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف واضح تجاه تصاعد جرائم الحرب الوحشية التي تشنها مليشيا الحوثي.

وطالب رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لعدم الاكتفاء بموقف المتفرج تجاه الجرائم والانتهاكات الحوثية والتي شجعت المليشيات على التمادي في جرائمها ضد المدنيين العزل. 

وفي 10 ديسمبر الماضي، بدأت واشنطن بضربات استباقية للقرار الكبير، حيث أعلنت تصنيف المندوب الإيراني لدى مليشيا الحوثي، حسن إيرلو، في قائمة الإرهاب، قبل أن تقرر تصنيف 5 من أبرز القيادات الأمنية الحوثية التي ارتكبت أبشع انتهاكات حقوق الإنسان منذ اجتياح صنعاء.

وأجمعت كافة الأطياف والشرائح اليمنية على أن خطوة واشنطن بتصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، تعد أولى خطوات إنهاء الحرب بالبلاد، مؤكدين على أنها تمثل عامل ضغط على الانقلابيين الحوثيين الذين استغلوا حالة الصمت الدولي تجاه جرائمهم لزيادة سلوكياتهم الإرهابية سواء داخل اليمن أو في محيطه الإقليمي.

وأشاروا إلى أنها السبيل الوحيد لوقف التهديدات الإرهابية وحماية الأمن والسلم الإقليمي والدولي حيث ستدعم الحكومة الشرعية في معركة استعادة الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار في كافة الأراضي اليمنية.

كما ستشكل هذه الخطوة تحركاً مهما لعزل هذه المليشيات ومحاصرتها إقليمياً ودولياً، وقطع أي مصادر تمويل لها؛ لأنه بموجب القوانين الأمريكية سيتم معاقبة أي دولة أو كيان أو أشخاص، تدخل في علاقات مع جماعات مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يقلل من قدرة هذه الجماعة على تشكيل تهديد للأمن الإقليمي والعالمي.

وستدفع هذه الخطوة أيضا الجهود الأممية والدولية الرامية إلى إيجاد تسوية سلمية للأزمة اليمنية، وهي الجهود التي تعرقلها هذه الجماعة الإرهابية ومن يدعمها، لأنها تدرك أي تسوية سلمية لن تسمح أبداً للشعب اليمني أن يظل رهينة لمثل هذه المليشيات الإرهابية التي لا يهمها إلا مصالحها أو مصالح القوى التي تدعمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى