الشرق الأوسط

انشقاقات تضرب صفوف الحوثيين: مخاوف من التحول إلى ورقة محروقة


تشهد ميليشيا الحوثي في اليمن حالة من التخبط والارتباك، وسط مؤشرات على تراجع الدعم الإيراني، الأمر الذي يدفع الحوثيين إلى اتخاذ خطوات تصعيدية للتأثير على الواقع الميداني والسياسي، بحسب مصدر يمني مطلع، فإن مخاوف الحوثيين من تخلي طهران عنهم تضاعفت بعد انسحاب عدد من كبار المستشارين الإيرانيين والقيادات الميدانية، بالتزامن مع تصاعد التوترات الإقليمية، يترافق ذلك مع تكثيف الحوثيين لتحركاتهم العسكرية ونشر الألغام البحرية في المناطق الساحلية، ما يعكس خشيتهم من تغيرات جذرية في موازين القوى. 

التقرير التالي يرصد تفاصيل هذا المشهد المعقد وانعكاساته على الداخل اليمني.

مؤشرات تراجع الدعم الإيراني

كشف مصدر يمني مطلع، أن الأشهر الأخيرة شهدت تغييرات لافتة في علاقة إيران بميليشيا الحوثي، تجلت بشكل أساسي في إعادة كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين إلى طهران.

من بين هؤلاء، القيادي البارز في الحرس الثوري وفيلق القدس، عبد الرضا شهلائي، الذي كان يمثل العمود الفقري للعمليات الميدانية للحوثيين، سحب القيادات الإيرانية جاء نتيجة لمخاوف في طهران بسبب سهولة استهدافهم بالقصف في ظل تفوق السلاح الجوي الإسرائيلي.

وأكد المصدر، أن هذه الخطوة أثارت قلقًا كبيرًا لدى الحوثيين، خاصةً مع تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، مما جعل الحوثيين يخشون أن يكونوا في طريقهم لمصير مشابه لما حدث مع حلفاء طهران في لبنان وغزة.

eاغتيالات تزيد القلق 

لم يتوقف الأمر عند انسحاب الخبراء الإيرانيين، بل امتد إلى عودة قيادات عسكرية تابعة لحزب الله إلى لبنان، حيث تعرض عدد كبير منهم للاغتيال بعد عودتهم.

وبحسب المصدر، فإن عدد القتلى من صفوف حزب الله في اليمن تجاوز 20 شخصاً، معظهم من قيادات الصف الثاني والثالث، مما زاد من ارتباك الحوثيين ودفعهم للتساؤل عن مصيرهم في حال تخلي طهران عن دعمهم.

وأوضح المصدر، أن هذه الاغتيالات أثرت سلباً على الحوثيين، الذين بدأوا يتعاملون مع سيناريوهات مماثلة قد تواجههم، خاصةً في ظل تصاعد التصعيد العسكري في مناطق الساحل الغربي.

تصعيد عسكري بدوافع الخوف

في سياق متصل، يشير المصدر أن تصعيد الحوثيين في جبهات الساحل الغربي يأتي نتيجة مخاوفهم من فقدان الدعم الإيراني.

وأوضح، أن الحوثيين بدأوا بحشد تعزيزات كبيرة وإعادة نشر قواتهم، إلى جانب تهجير سكان القرى الواقعة قرب خطوط القتال في الحديدة، حيث تسعى الميليشيا لإبراز أهميتها للجانب الإيراني.

وأضاف المصدر، أن الميليشيا تعتقد أن هذه الخطوات ستساعدها على فرض هيمنتها على المناطق الساحلية، وإرسال رسالة للقوات المناهضة بأنها مستعدة لتحويل المحافظة إلى “قنبلة موقوتة” قد تنفجر في أي لحظة.

خنادق وأنفاق وسط الأحياء السكنية 

لجأت ميليشيا الحوثي إلى حفر شبكة واسعة من الخنادق والأنفاق في الحديدة ومحيطها، ما يوضح استراتيجيتهم لتخزين الأسلحة وإخفاء معداتهم العسكرية في مناطق مأهولة بالسكان.

وبحسب المصدر، فإن هذه الأنفاق مزودة بتجهيزات حديثة تشمل غرف عمليات ومخارج طوارئ، وتستخدم لإيواء خبراء عسكريين وخبراء ممن تبقوا من الجانب الإيراني.

وأكد المصدر أن هذا الأمر يضاعف معاناة السكان المحليين الذين يعيشون تحت تهديد مباشر من أي عمليات عسكرية قد تستهدف تلك المواقع.

وأشار المصدر إلى أن الحوثيين يتعمدون استخدام السكان كدروع بشرية، حيث يتمركزون في المناطق السكنية دون الاكتراث لتبعات ذلك على حياة المدنيين.

وأكد أن هذا الأسلوب يعكس استهتار الميليشيا بمصير السكان المحليين، ويزيد من احتمالية تعرضهم لخسائر بشرية جسيمة في حال اندلاع مواجهات واسعة النطاق.

مستقبل مجهول للحوثيين 

وأضاف المصدر، أن الانشقاقات وهروب المقاتلين بدا واضحًا، مع تراجع الدعم الإيراني وتصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، مضيفًا أن الحوثيين وجدوا أنفسهم في مواجهة مصير مجهول، ورغم محاولاتهم لإظهار القوة عبر التصعيد العسكري، إلا إن هذه التحركات تكشف عن حالة من الهشاشة والارتباك في صفوفهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى