سياسة

انقطاع كهربائي تام يسلط الضوء على أزمات البنية التحتية في العراق


 شهد العراق اليوم الاثنين انقطاعا في التيار الكهربائي بمناطق بوسط البلاد وجنوبها بسبب ارتفاع الحرارة التي بلغت مستوى قياسيا وزيادة في الاستهلاك. ما يكشف هشاشة البنية التحتية، في وقت يوجه فيه المواطنون انتقادات لاذعة إلى حكومة محمد شياع السوداني محملينها مسؤولية الفشل في إيجاد حلول عاجلة للمعضلة التي تتسبب في العديد من المناسبات في احتجاجات عارمة.

ويأتي هذا الانقطاع التام مع وصول درجات الحرارة إلى ما بين 48 و50 مئوية في بغداد و11 محافظة بوسط وجنوب البلاد.

وذكرت وكالة الأنباء العراقية في وقت لاحق نقلا عن وزارة الكهرباء، أن التيار بدأ يعود تدريجيا. ويؤثر ارتفاع الطلب على الطاقة بشكل خاص في محافظة كربلاء. حيث يتوافد ملايين الزوار الشيعة هذا الأسبوع لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين.

وتعد الكهرباء من أكثر القضايا الشائكة في العراق. حيث تشتدّ الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي وخصوصاً في الصيف عندما تقترب الحرارة من 50 درجة مئوية، ممّا يؤدي إلى تصاعد الاستياء الشعبي في بلد ذي بنية تحتية متهالكة وينخره الفساد.

ويعود الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي إلى تردي البنية التحتية للقطاع الذي يعاني من عقود من النزاعات، وسوء الإدارة. وتم إنفاق مليارات الدولارات دون تحقيق تحسن ملموس في الخدمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى في بيان “نظراً لارتفاع درجات الحرارة لأرقام قياسية غير مسبوقة. وتنامي الطلب على الاستهلاك، وبسبب زيادة الأحمال الكهربائية في محافظتي بابل وكربلاء المقدسة والتي تشهد زخماً مليونياً من الزائرين. فقد تعرض خطا نقل للطاقة إلى الانفصال، وخسارة الشبكة لأكثر من ستة آلاف ميغاواط بشكل مفاجئ وعرضي”.

وأضاف أن هذا الحادث “أدى إلى تسارع معدل ترددات الوحدات التوليدية. وبالتالي انفصالها عن العمل والانطفاء التام للمنظومة”. مشيرا إلى أن “ملاكات الكهرباء تعمل بشكل مستنفر” لإعادة الوحدات المنفصلة والخطوط الناقلة تدريجا خلال الساعات القادمة.

وجاء انهيار منظومة الطاقة الكهربائية في خضم موجة حرّ من المتوقع أن تستمر لأكثر من أسبوع. وأوضح المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية عامر الجابري إن ارتفاع درجات الحرارة بالعراق خلال العقود الماضية كان يختلف عن الوضع الراهن. مضيفا أن “البلد يتعرض الآن إلى موجات حر أكثر شدة وتكراراً مقارنة بالقرن العشرين”، مُشيرًا إلى التغيير المناخي والعوامل البشرية.

وأشار الجابري أيضًا إلى الجفاف وتراجع هطول الأمطار. كما تحدث عن كارثة جرف الأراضي الزراعية والتصحر، مضيفا أن “مولدات الكهرباء الخاصة. وإن كانت مفيدة، إلا أن انبعاثاتها الغازية تؤثر وتساعد في ارتفاع درجات الحرارة”.

وفي يوليو/تموز 2023، تسبب حريقٌ في محطة نقل كهرباء بجنوب البلاد في انقطاعٍ واسع النطاق للتيار الكهربائي.

وبينما تعتمد الغالبية العظمى من العراقيين على مولدات الكهرباء الخاصة. إلا أن هذا المصدر لا يكفي دائمًا لتشغيل جميع الأجهزة المنزلية، وخصوصا مكيفات الهواء.

وللحفاظ على استمرارية الكهرباء دون انقطاع، يحتاج العراق إلى إنتاج ما يقارب 55000 ميغاواط خلال ذروة الاستهلاك. وهذا الصيف، ولأول مرة. تمكنت محطات الطاقة من الوصول إلى عتبة 28000 ميغاواط، وفقًا للسلطات.

ويعاني العراق الذي تعتبره الأمم المتحدة من الدول الخمس الأكثر تأثرا بالتغيّر المناخي. تداعيات عقود من النزاعات والفساد المستشري في غالبية المرافق العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى