سياسة

باحث مصري يُعلق على خيانات الإخوان وغدرهم


علّق الكاتب والباحث في الإسلام السياسي طارق البشبيشي على الوثائق التي نشرها الإعلامي المصري المنشق عن “الإخوان” حسام الغمري، والتي تفضح خيانات أعضاء الجماعة المدرجة على قوائم الإرهاب.

وقال البشبيشي إنّ “الغدر والخيانة والتشويه جزء أصيل في تكوين الفرد الإخواني، فثقافة عناصر الجماعة الإرهابية وتربيتهم التنظيمية لا تمنعهم من القيام بمثل هذا السلوك، وقد فعلها من قبل حسن البنا وإبراهيم منير ومحمود حسين ومحمود عزت نفسه”.

وأضاف البشبيشي أنّ “الخيانة وتسليم المطلوبين وتشويه المخالفين من داخل أو من خارج صف الإخوان، إحدى أهم أدوات الجماعة في تصفية حساباتها، وفي الصراع على المناصب والقيادة وأموال التنظيم بين أجيالها، قد تحمل الخيانة في عرف الإخوان معاني أخرى، ولكنّها تظل خيانة وغدراً حتى لأقرب الأقربين لديهم، فقد يطلقون على تسليم المطلوبين للعدالة بتنقية صف، وأحياناً يطلقون على الغدر مصطلح “إعادة ترتيب الأولويات”، أمّا التشويه، فحدّث ولا حرج”.

أزمة الجماعة الآن، وفق البشبيشي، “أكبر من أن تُحلّ داخلياً، فبعد أن انكشفت حقيقتها للجميع، وانحرافها عن الجماعة الوطنية، وخيانتها للشعب وللوطن، وممارستها للعنف والإرهاب وحرق الأرض وسفك الدم، وبعد فشل كل رهاناتها خلال عقد كامل أو يزيد، لم يجد الإخوان أمامهم إلا التراجع، ولم يجدوا مخرجاً لهم إلا بالعودة إلى الوطن، فهم الآن يتسابقون لمغازلة السلطات المصرية للحصول على ما يشبه الهدنة أو الصفقة مع الحكومة المصرية، ويقدّم كل جناح رأس الآخر قرباناً لعل من بيدهم الأمر داخل أروقة الحكم ينظرون بعين الرضا له”.

وأكد أنّ “الغدر والخيانة والتشويه ليست جديدة على تاريخ هذه الجماعة، فقد فعلها مرشدهم الأول عندما سلّم كشفاً بأسماء أعضاء التنظيم السرّي للحكومة المصرية بعد اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي عام 1948، وفعلها القيادي الإخواني إبراهيم منير في تنظيم 1965 عندما كان يبلغ عن أسماء المجموعات قبل إلقاء السلطات القبض على التنظيم كله، وفي السجن كان يتجسس على الإخوان، ويبلغ السلطات بما يدور بينهم، وهذا الاعتراف من إبراهيم منير موثق في فيديو شهير”.

وتابع البشبيشي: “كما فعلها القيادي الإخواني محمود حسين أيضاً في إسطنبول عندما أبلغ عن القيادي الإخواني في حركة “حسم” محمد عبد الحفيظ حسين، وتم تسليمه للسلطات التركية التي رحلته بدورها إلى مصر ليُحاكَم، كما وشى بغيره من القيادات الإخوانية التي أراد استبعادها، وفعلها حتى محمود عزت نفسه من قبل، سواء بالفصل أو بالوشاية، فقد تآمر على محمد حبيب نائب المرشد السابق ليخرجه من مكتب الإرشاد في أزمة 2009.

وتابع: “من المحتمل حسب ما يتردد داخل الجماعة أن يكون عزت نفسه هو من يقف وراء الوشاية بمكان مخبأ محمد كمال القيادي الذي أدار الجماعة بعد فض رابعة في 2013 لإزاحته من طريقه”.

وقد فجّرت وثيقة جديدة نشرها الغمري عبر صفحته على موقع (إكس) مفاجأة تفضح خيانة أعضاء الجماعة، وتؤكد أنّهم وراء تسليم القائم بأعمال مرشد الجماعة محمود عزت إلى الأجهزة الأمنية المصرية.

وكشفت الوثيقة، فرحة “جبهة لندن” بالقبض على محمود عزت، معتبرة أنّ اعتقاله يمثل بداية لمرحلة جديدة، وفرصة سنحت لهم لإبعاد وإزاحة من يسمّونهم القيادة التاريخية، ويسمح لهم بإجراء تفاهمات مع السلطات المصرية والأمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى