سياسة

بارزاني يدعو الأحزاب الكردية لتوحيد خياراتها في الاستحقاق الرئاسي


 أكد الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني الاثنين، على ضرورة إعادة النظر في آلية انتخاب رئيس الجمهورية العراقي، المنصب المخصص للمكون الكردي، مقترحاً صياغة جديدة تتيح اختيار شخصية مشتركة من قبل جميع الأطراف والكتل الكردية، بعيداً عن الاحتكار الحزبي التقليدي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
ويعكس هذا الموقف تقدماً في الرؤية السياسية، ويؤكد حرص بارزاني على تعزيز التوافق الداخلي بين القوى الكردية، بما يحقق مصلحة المكون الكردي أولاً، وفي الوقت نفسه يضمن حماية المصلحة الوطنية العراقية ككل، ويقوي التجربة الديمقراطية في البلاد من خلال تعزيز الشراكة السياسية بين جميع الأطراف.
وجاء في رسالته الموجهة إلى الرأي العام الكردستاني والعراقي “فيما يخص منصب رئيس جمهورية العراق، ينبغي أن تترسخ القناعة لدى جميع الأطراف الكردستانية بأن هذا المنصب من حصة الكرد، ولكي يمثل رئيسُ الجمهورية شعبَ كردستان تمثيلاً حقيقياً؛ فلا بد من تغيير آلية انتخابه، وألا تعتبر أي جهة بعد الآن أن هذا المنصب ملكية خاصة أو حكراً عليه” 
ويقترح بارزاني “أن تكون آلية الانتخاب على النحو الآتي: إما أن يتم تحديد شخص من قبل برلمان كردستان كممثل للكرد لتولي منصب رئيس الجمهورية، أو أن تجتمع الأطراف الكردستانية كافة وتتفق على شخص لهذا المنصب، أو أن يقوم النواب والكتل الكردية في مجلس النواب العراقي باختيار شخص لتولي المنصب.”
كما شدد على أنه “ليس شرطاً أن يكون الشخص الذي يتم اختياره لمنصب رئيس الجمهورية من الحزب الديمقراطي الكردستاني أو من الاتحاد الوطني الكردستاني؛ بل يمكن أن يكون من طرف آخر أو شخصية مستقلة، والأهم من ذلك هو أن يحظى هذا الشخص بإجماع كردي وأن يمثل شعب كردستان في تولي منصب رئاسة جمهورية العراق”.

الرئيس يمكن أن يكون شخصية مستقلة

ويكشف هذا الموقف عن اهتمام بارزاني بتعزيز التنسيق الداخلي بين القوى الكردية ضمن الإطار الأشمل للمشاورات العراقية، في ظل الجهود المبذولة للوصول إلى توافق واسع حول المناصب الدستورية العليا، بما يضمن استقرار العملية السياسية ويهيئ الأرضية لتشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
كما أن هذه الرؤية لا تقتصر على المطالبة بحق الكرد في رئاسة الجمهورية، بل تتجاوز ذلك إلى التأكيد على ضرورة التوافق بين مختلف القوى السياسية العراقية لضمان انتخاب رئيس قادر على العمل بانسجام مع الجميع، وهو ما يعكس رغبة بارزاني الواضحة في تعزيز الشراكة السياسية بين المكونات كافة، وتقليل التوترات والانقسامات التي قد تعيق عمل الحكومة أو المؤسسات الدستورية.
ويتوافق موقفه مع تصريحات مسؤولين آخرين من حزبه، الذين أكدوا أن رئاسة الجمهورية ليست ملكية لأي حزب كردي، سواء الديمقراطي الكردستاني أو الاتحاد الوطني الكردستاني، بل يجب أن تكون نتاج توافق عابر للمكونات داخل البرلمان العراقي، بما يعزز الديمقراطية ويضمن مشاركة فعّالة لجميع الأطراف في الحياة السياسية.
وتشهد الساحة السياسية العراقية في الوقت الراهن سلسلة من المشاورات المكثفة بين الكتل والأحزاب الفائزة في الانتخابات الأخيرة، مع تركيز النقاش على توزيع المناصب العليا، بما في ذلك رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة، لضمان تحقيق التوازن بين القوى والمكونات الرئيسية، وتجنب أي انقسامات قد تهدد استقرار الدولة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه المشاورات تمثل فرصة لإرساء آليات واضحة للحوكمة الديمقراطية، وتعكس قدرة الأطراف السياسية على التوصل إلى حلول توافقية، وهو ما يعكس بدوره أهمية الدور الكردي في العملية السياسية العراقية، لا سيما في المناصب التي تمثل المكون على المستوى الوطني، ويؤكد أن روح الشراكة السياسية يمكن أن تكون الأساس لنجاح الحكومة المقبلة في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية الملحة.

زر الذهاب إلى الأعلى