أوروبا

باريس تندد بدعوة نتنياهو لتدمير لبنان على شاكلة غزة


ندد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو “بالاستفزاز” الصادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي هدد بتدمير لبنان مثلما حصل في غزة إذا لم يتخلص من حزب الله فيما تقوم باريس بجهود دبلوماسية لمنع التصعيد في بلد يعاني من أزمة منذ سنوات.

وقال بارو، في مقابلة مع قناة فرانس 2 العامة، إن “الوضع في لبنان كارثي”. وأضاف “إذا تم المضي قدما بهذا الاستفزاز. فإنه سيجر لبنان، البلد الصديق لفرنسا إلى الفوضى فيما يعاني من حالة ضعف كبيرة. وهذا من شأنه أن يضع إسرائيل أمام مشكلات أمنية أكبر من تلك التي سادت قبل العمليات العسكرية في لبنان”.
ورغم تأكيد فرنسا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكنها ترفض الهجمات الواسعة والتي تطال المدنيين في لبنان.
والثلاثاء حرض نتنياهو اللبنانيين على حزب الله في كلمة متلفزة مهدداً إياهم بمواجهة مصير سكان قطاع غزة.

وقال في كلمته “انهضوا واستعيدوا بلدكم. أنتم أمام فرصة لم تتح لكم منذ عقود قبل أن يسقط لبنان في هاوية حرب طويلة ستجلب الدمار والمعاناة على غرار ما نراه في غزة”.
ويأتي كلام وزير الخارجية الفرنسي في أعقاب تصريحات صحفية، السبت، دعا فيها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى “وقف تسليم الأسلحة المستخدمة (من قبل إسرائيل) في غزة” مدعيا أن فرنسا “لم تشارك” في تزويد إسرائيل بتلك الأسلحة.
عقب ذلك، هاجم نتنياهو الرئيس الفرنسي قائلا في بيان متلفز باللغة الإنجليزية “إسرائيل ستنتصر معكم أو بدونكم”.
وبعد ساعات من تصريح ماكرون عن وقف تزويد الأسلحة لإسرائيل. أصدرت الرئاسة الفرنسية “الأليزيه” بيانا ناقضت الرئيس فيه. وقالت إن “فرنسا ستواصل تزويد إسرائيل بالقطع اللازمة للدفاع عن نفسها.

وتقوم باريس بجهود دبلوماسية مضنية لوقف الحرب على لبنان. حيث بحث مع المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي. الثلاثاء سبل تعزيز التشاور بين البلدين لاحتواء التصعيد بالمنطقة. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الوزير المصري من مبعوث فرنسا، وفق بيان الخارجية المصرية.
وقالت الخارجية إن الجانبين بحثا “التطورات المتلاحقة في لبنان. وما تفرضه مستجدات الأحداث من ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور لاحتواء التصعيد الراهن بالمنطقة”.

ونقلت عن الوزير عبدالعاطي تحذيره من أن “وتيرة التصعيد الحالية في المنطقة تستوجب تكاتف الجهود للتدخل السريع في هذا المنعطف الخطير لسرعة وقف إطلاق النار .والعدوان (الإسرائيلي) على لبنان، والعمل على الحيلولة دون التصعيد الإقليمي”.
وأكد ضرورة “بذل جهود حثيثة لخفض التصعيد. وحث كافة الأطراف على ضبط النفس، وأهمية العمل على تكثيف إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للشعب اللبناني. وضرورة التزام كافة الأطراف بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي تشن إسرائيل حربا على لبنان عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت. بالإضافة إلى محاولات توغل بري بدأتها في الجنوب. متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ويرد حزب الله يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية. تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
ووفق الأرقام الرسمية حتى مساء الثلاثاء، قتلت إسرائيل 2119 شخصا وأصابت 10019 منذ بداية القصف المتبادل مع “حزب الله” في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. بينهم 1301 قتيل و3618 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ 23 سبتمبر/ايلول الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى