الشرق الأوسط

باستهداف السفارة الأميركية… الفصائل العراقية ترفع مستوى التصعيد


 استهدفت عدّة صواريخ فجر الجمعة السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء في بغداد بدون تسجيل أضرار أو إصابات، في هجوم يعكس مخاطر تصعيد إقليمي على خلفية الحرب بين اسرائيل وحماس.

ويأتي الهجوم بعد تحذير من فصائل تابعة لـ”محور المقاومة” أن لديهم خطة للتصعيد وخوض حرب طويلة تتخللها “مفاجآت” لا تتوقعها الولايات المتحدة.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجمعة أن مهاجمي البعثات الدبلوماسية “يقترفون إساءة إزاء العراق”، مضيفا أن تقويض استقرار العراق وأمنه الداخلي وسمعته السياسية “أعمال إرهابية” داعيا القوات الأمنية الى “ملاحقة” مرتكبي “الاعتداء”.

وقال السوداني في بيان أصدره مكتبه إن “استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف”، مضيفاً أن “قواتنا الأمنية والأجهزة الحكومية والتنفيذية…ستواصل حماية البعثات الدبلوماسية وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد وجهت في أكتوبر / تشرين الأول الماضي بمغادرة عائلات دبلوماسييها والموظفين غير الضروريين من العراق، محذرة من عمليات “اختطاف”.

ودعا متحدّث باسم السفارة الأميركية في بغداد الجمعة، الحكومة العراقية إلى حماية الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت التحالف الدولي، وذلك في بيان أكّد فيه تعرّض السفارة الأميركية لهجوم صاروخي لم يسفر عن ضحايا.

وقال المتحدّث في بيان “ندعو حكومة العراق مجدداً، كما فعلنا في مناسبات سابقة، أن تفعل ما بوسعها لحماية الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت شركائنا في التحالف”، مضيفاً “نكرر أننا نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس وحماية طواقمنا في أي مكان في العالم”.

الهجمات تعكس المخاوف من تصعيد إقليمي ومخاطر تداعيات الحرب بين حركة حماس واسرائيل في قطاع غزة، على المنطقة.

ولم يتم تبني هذا الهجوم بعد، لكنّه الأوّل على السفارة الأميركية في بغداد منذ أن بدأت فصائل متحالفة مع إيران منتصف تشرين الأول/أكتوبر شنّ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا.

وأضاف المتحدث باسم السفارة “تدلّ المؤشرات على أن الهجمات نفذتها ميليشيات موالية لإيران، تنشط بحرية في العراق”. وقال إنه “حوالي الساعة 4:15 من صباح اليوم الجمعة”، تعرضت “السفارة الأميركية لهجوم بصاروخين”، مضيفاً “لا تزال التقييمات جارية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في مجمع السفارة”.

وفي وقت سابق، أكّد مسؤول عسكري أميركي، أن “هجوماً بعدة صواريخ أطلق على قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية” في محيط قاعدة يونيون 3 ومجمّع السفارة الأميركية في بغداد. وأضاف أنه “لم يتم تسجيل إصابات أو أضرار بالبنى التحتية”.

وأكد هذا المسؤول انطلاق صفارات الإنذار وسماع ما يعتقد أنها أصوات “ارتطام” في محيط مجمّع السفارة الأميركية وقاعدة “يونيون 3” المجاورة التي تضمّ قوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

من جهته، أفاد مسؤول أمني عراقي أنه “سقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا كانت تستهدف السفارة الأميركية، في محيط المنطقة الخضراء من جهة شطّ نهر” دجلة، بدون أن “توقع إصابات أو أضرار”.

وتعكس تلك الهجمات المخاوف من تصعيد إقليمي ومخاطر تداعيات الحرب بين حركة حماس الفلسطينية واسرائيل في قطاع غزة، على المنطقة. حيث كشف مصدر أمني عراقي أن “الاستهداف تم بواسطة قذائف الهاون، شُن من مكان ضمن مقتربات بناية البنك المركزي العراقي الجديدة في شارع “أبو نؤاس” بمنطقة الكرادة وسط بغداد. وتابع أن القوات الامنية عثرت على المنصات، و3 قذائف كانت مجهّزة للانطلاق.

في غضون ذلك أعلنت المقاومة الاسلامية في العراق التي تضم فصائل شيعية مسلحة، شن هجوم صاروخي جديد على قاعدة “عين الأسد” الجوية في محافظة الأنبار غربي البلاد وحقل كونيكو النفطي داخل الأراضي السورية.

وذكر بيان منسوب للمقاومة أن القصف شمل حقل كونيكو النفطي داخل الأراضي السورية، الذي يشكل قاعدة عسكرية أميركية، وقاعدة عين الأسد الجوية، التي تضم قوات أميركية غربي البلاد، برشقة صاروخية أصابت أهدافها بشكل مباشر، في إطار الرد المتكرر على القواعد الأميركية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ومنذ انتهاء الهدنة بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة مطلع كانون الأول/ديسمبر، استأنفت الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية المتمركزة في سوريا والعراق.

ورداً على تلك الهجمات، شنّت واشنطن عدة ضربات في العراق على مقاتلين في فصائل متحالفة مع إيران.

وتبنّت “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تضمّ فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي معظم تلك الهجمات التي تقول إنها تأتي رداً على الدعم الأميركي لإسرائيل.

وأحصت واشنطن حتى الآن 78 هجوماً ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم للحركة داخل أراضي الدولة العبرية في السابع من الشهر، وفق حصيلة أفاد بها المسؤول العسكري الأميركي.

وفي الثالث من كانون الأول/ديسمبر، شنّ التحالف الدولي ضربة جوية “دفاعاً عن النفس” ضدّ “خمسة مسلحين كانوا يستعدون لإطلاق طائرة مسيرة هجومية في اتجاه واحد”، ما أدّى إلى مقتل المقاتلين الخمسة، وفق بيان للقيادة المركزية الأميركية.

وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت ضربات أميركية مرتين مقاتلين في فصائل موالية لإيران في العراق، ما أسفرت عن مقتل تسعة مقاتلين. وقصفت واشنطن ثلاث مرات مواقع مرتبطة بإيران في سوريا.

وأكّد السوداني خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت، قبل يوم من الضربة في كركوك، “موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية”، حسب بيان صادر عن مكتبه.

وجدّد السوداني في الوقت نفسه “التزام الحكومة العراقية حماية مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق” في إشارة إلى القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي الموجودة في بلاده، وفق البيان نفسه.

وحذرت سابرينا سينغ المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، الفصائل المسلحة من مواصلة الهجمات التي تستهدف قواعد عسكرية تتمركز فيها قوات بلادها بالعراق.

وقالت سينغ في مؤتمر صحفي، إن بقاء القوات الأميركية في العراق هو بطلب من الحكومة الاتحادية، مردفة إن مهام قواتنا تتمثل بمواجهة تنظيم داعش. وأكدت أن الحكومة العراقية متعاونة في حماية قواتنا في المنطقة.

واستطردت إن “الهجمات التي شنتها الفصائل المسلحة على قواعدنا في العراق باءت بالفشل”، مشيرة إلى أن “هجماتنا ضد تلك الفصائل كانت عنيفة ومؤثرة”.

وذكرت أن قوات بلادها استهدفت مخازن للأسلحة والذخيرة ومراكز لقيادة تلك الفصائل في العراق. متابعة “سنواصل دائما الرد على هجماتها (الفصائل)، وسيكون ذلك في الوقت والمكان المناسبين”.

ونقلت مجلة “نيوزويك” الأميركية عن رئيس المجلس السياسي لـ”حركة النجباء – المقاومة الاسلامية في العراق” تحذيرا مباشرا للرئيس الأميركي جو بايدن لسحب قواته من العراق، أو إعادتهم اشلاء، محذرا من أن الحركة و”محور المقاومة” لديهم خطة للتصعيد وخوض حرب طويلة تتخللها “مفاجآت” لا تتوقعها الولايات المتحدة.

وذكرت المجلة الأميركية في تقريرها أن تصريحات الشيخ علي الأسدي، هي في أول تعليقات له لوسائل إعلام غربية منذ بدء الهجوم ضد القوات الأميركية في منتصف أكتوبر الماضي، في إطار سلسلة متواصلة من الهجمات ردا على الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة.

وقال الأسدي “رسالتنا إلى بايدن هي أن تسحبوا قواتكم من المنطقة وتحافظوا على ما تبقى من تواجدكم، لأنكم ستنسحبون مذلولين من ضربات محور المقاومة، وسيصل جنودكم إلى أهلهم أشلاء”.

وأكد أنه وحركته وقوى أخرى متحالفة معها، يستعدون لتكثيف حملتهم. ضد القوات الأميركية مع استمرار الصراع في غزة في تأجيج التوترات الإقليمية.  مضيفا أن الحركة ومحور المقاومة وضعا جدول تصعيد حول هذه الحرب التي تقودها الولايات المتحدة بشكل مباشر. وستكون هناك مفاجآت لم تتوقعها أميركا من محور المقاومة.

وتابع أن “المحور جهز وضعه بهدف خوض معركة طويلة الأمد. ونعتقد أن أميركا تمر الآن بأضعف حالاتها، وليس لديهم القدرة على التفاوض”.

ولفت الأسدي إلى حالة اليمن حيث واجهت السفن الحربية الأميركية صواريخ .وطائرات مسيرة أطلقتها جماعة “أنصار الله” اليمنية. قائلا إن المسؤولين الأميركيين “يتوسلون ويقدمون اغراءات من أجل كبح المحور عن الحرب. وقد فشلت كل اغراءاتهم”.

وتأسست حركة النجباء في العام 2013 من جانب الشيخ أكرم الكعبي. ولعبت الحركة دورا في الخطوط الأمامية في قوات الحشد الشعبي. كما حققت نجاحا خاصا في حربها ضد تنظيم داعش في سوريا.

وبحسب الأسدي فإن أهداف الحملة المسلحة “خلق رأي عام معارض للمجازر الوحشية. التي ترتكبها عصابات الكيان الصهيوني والضغط على الجانبين السياسي .والعسكري من أجل تخفيف الضغط على أهلنا في غزة. بالإضافة إلى ضرب المشروع الصهيوني الأميركي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى