باسيل يدعو لفك ارتباط حزب الله بإيران: رؤية جديدة للتوازن السياسي
قال رئيس التيار الوطني الحر اللبناني جبران باسيل اليوم الثلاثاء إنه يتعين على جماعة حزب الله المدعومة من إيران التركيز على قضايا لبنان الداخلية وليس على المنطقة الأوسع والنأي بنفسها عن “محور المقاومة”، معلنا معارضته لترشيح قائد الجيش جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، فيما يتزامن هذا التصريح مع عودة ملف الشغور الرئاسي إلى الواجهة في ظل الهدنة بين إسرائيل والجماعة اللبنانية، وسط جهود فرنسية ودولية لطي صفحة المتاهة السياسية التي أوقعت البلاد في أزمات معقدة.
وقال باسيل، وهو مسيحي ماروني وأحد أكثر الساسة نفوذا في لبنان، لرويترز في مقابلة بباريس “إنها عملية يقبل فيها حزب الله أنه جزء من الدولة اللبنانية وليس موازيا لها”.
وأضاف “لا نريد اختفاءهم، نريدهم أن يكونوا شركاء في الوطن اللبناني، متساوون معنا في الالتزام بالقواعد والحفاظ على سيادة لبنان، نحن نتفق معهم في الدفاع عن لبنان ودعم القضية الفلسطينية، لكن سياسيا ودبلوماسيا وليس عسكريا”.
وباسيل، هو رئيس التيار الوطني الحر، وهو حزب مسيحي أسسه الرئيس السابق ميشال عون، والد زوجته الذي تحالف مع حزب الله. وقال باسيل إن الجماعة يجب أن تنأى بنفسها عن “محور المقاومة” الذي تقوده وتدعمه إيران ويضم جماعات وفصائل موالية لها من بينها حزب الله والحوثيون في اليمن.
وفرضت الولايات المتحدة على باسيل عقوبات في عام 2020 لاتهامه بالفساد وتقديم دعم مادي لحزب الله وينفي باسيل هذه الاتهامات.
وكان باسيل في باريس للاجتماع مع مسؤولين فرنسيين ولم يفصح ما إذا كان اجتمع بالماروني مسعد بولس، المبعوث الإقليمي لدونالد ترامب الذي رافق الرئيس الأميركي المنتخب إلى فرنسا في نهاية الأسبوع الماضي.
ودار قتال بين حزب الله وإسرائيل على مدار عام انتهى بوقف إطلاق نار مؤقت توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا في نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن تمخض عن مقتل أكثر من 4000 شخص ونزوح الآلاف وإضعاف شديد للقوة العسكرية للجماعة الشيعية بعد مقتل كثيرين من قادتها.
ومنذ الهدنة، كثفت باريس جهودها لمناقشة كيفية الخروج من المأزق السياسي في لبنان بعد عامين من عدم وجود رئيس أو حكومة دائمة، بينما فشل جان إيف لودريان المبعوث الرئاسي إلى بيروت خلال جولاته المكوكية إلى البلاد في إحراز أي تقدم على طريق طيّ صفحة المتاهة.
ويواجه حزب الله الذي يمتلك نفوذا سياسيا وعسكريا قويا اتهامات بالعمل على توسيع نفوذ طهران في لبنان والمنطقة، كما يحمله العديد من اللبنانيين مسؤولية جر البلاد إلى حرب ضد إسرائيل خلفت دمارا هائلا.
ومنصب الرئاسة يختص به المسيحيون لكن المأزق ناتج، عن التنافسات داخل المجتمع فضلا عن التوازنات السياسية والدينية الحاسمة في البلاد. وأعلنت السلطات أخيرا أن البرلمان سيجتمع في التاسع من يناير/كانون الثاني لانتخاب رئيس جديد.
وقال باسيل الذي يتمتع حزبه السياسي بما يكفي من النواب لمنع ترشيح ماروني إنه يعارض ترشيح جوزيف عون، قائد الجيش الذي يقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وفرنسا تعتبرانه مرشحا له وزن.
وأكد أن اختيار عون سيكون مخالفا للدستور وإنه لا يحظى بإجماع بين كل الفصائل اللبنانية، مضيفا “نحن ضده لأننا لا نراه مناسبا للرئاسة نحن بحاجة إلى مرشحين قادرين على لم شمل اللبنانيين”، ورفض تحديد أحد بالاسم.
ولطالما التجأ لبنان إلى ما يعرف بـ”خيار التسوية” المتمثل في قائد الجيش كلما تفاقمت أزمة الشغور الرئاسي، ما عدا الرئيس السابق ميشال عون الذي وصل إلى الرئاسة بتسوية العهد أو الصفقة التي أدارها حزب الله، بين عون ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري في 2016، إذ لجأ الفرقاء إلى انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان في العام 2008 خلفا للرئيس الأسبق والقائد الأسبق للجيش إميل لحود، ما أنهى أزمة سياسية دامت نحو عامين.