باكستان ترد على إيران.. التفاصيل
نفّذ الجيش الباكستاني سلسة من الضربات داخل الأراضي الإيرانية، رداً على الهجمات التي شنّتها إيران قبل يومين على أحد أقاليم باكستان بحجة استهداف جماعات إرهابية.
وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية اليوم تنفيذ ضربات عسكرية ضد مسلحين مناهضين لإسلام آباد داخل إيران، وذلك بعد يومين من تنفيذ طهران ضربات داخل باكستان.
وقالت الخارجية في بيان نقلته وكالة (فرانس برس): “نفذت باكستان هذا الصباح سلسلة من الضربات العسكرية الدقيقة عالية التنسيق والموجهة على وجه التحديد ضد مخابئ الإرهابيين في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية”، في إشارة إلى ما تُسمّى جماعة “جيش تحرير بلوشستان” المسلحة داخل إيران.
وأضافت: “اتُخذ التحرك هذا الصباح في ضوء معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق”.
وذكر بيان الخارجية الباكستانية أنّ عدداً من “الإرهابيين” قتلوا خلال العملية التي استندت إلى معلومات استخباراتية.
وأوضحت باكستان أنّ الضربات كانت دفاعاً عن أمنها ومصلحتها الوطنية، وأكدت أنّها ستواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة وأمن شعبها، مع تكثيف مساعيها لإيجاد حلول مشتركة مع إيران ضد الإرهاب.
هذا، وأكدت مصادر باكستانية أنّ الضربات في جنوب شرق إيران المضطرب أصابت (6) أهداف داخل (3) مواقع، بعمق (40 إلى 50) كيلومتراً داخل الأراضي الإيرانية، وفق ما أوردت شبكة (الجزيرة).
في المقابل، قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية: إنّ الهجوم الباكستاني أسفر عن مقتل (3) نساء على الأقل و(4) أطفال، وجميعهم غير إيرانيين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن مسؤول في محافظة سيستان بلوشستان قوله: إنّ دوي “انفجارات سُمع في مناطق عدّة بمحيط مدينة سارافان”.
والثلاثاء الماضي شنّت إيران هجمات كثيفة بصواريخ باليستية على بلوشستان الباكستانية. استهدفت مقرين “لجيش العدل” البلوشي الإيراني المعارض. وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وبعد الهجمات مباشرة وجهت باكستان اتهامات سريعة لإيران بالاعتداء على أمنها. وأعلنت طرد سفيرها.
معلومات عن “جيش تحرير بلوشستان”
يُعدّ “جيش تحرير بلوشستان”، أو ما يُعرف بـ “جيش بلوشستان الوطني”. منظمة انفصالية مسلحة، وتتضمن الأهداف المعلنة له تأسيس دولة بلوشية ذات سيادة. وشن هجمات على الجيش الباكستاني.
ووفق ما نقلت شبكة (سكاي نيوز)، فقد ذاع صيت “جيش تحرير بلوشستان”. على الملأ لأول مرة في صيف 2000، بعد تبنّي المنظمة سلسلة من التفجيرات. وفي 2006 تم إعلان المنظمة إرهابية من قبل كل من الحكومتين الباكستانية والبريطانية. المعروفة آنذاك بـ “جيش بلوشستان الجمهوري”.
في عام 2022 جرى اندماج كل من “جيش بلوشستان الجمهوري” .و”جيش بلوشستان المتحد” تحت اسم “جيش بلوشستان الوطني”. للمطالبة باستقلال أكبر لإقليم بلوشستان عن باكستان.
وأغلب مقاتلي “جيش بلوشستان الوطني” من مقاتلي “جيش بلوشستان الجمهوري”، الذي كان يتكون في الغالب من مقاتلين من قبائل “بوجتي”. ومجموعة من “حركات التحرر القومية البلوشية”. كما يضم طلاباً من المناطق الحضرية في .بلوشستان والفصيل المنشق عن “جيش بلوشستان المتحد”. ويضم أيضاً جماعة انفصالية مسلحة من إقليم السند المجاور تُعرف باسم “جيش السندوديش الثوري”.
ويهدف “جيش بلوشستان الوطني” إلى استقلال إقليم بلوشستان عن باكستان. والمطالبة باستثمار موارد اقتصادية أكبر في المنطقة. والتوقف عن استغلال الموارد الطبيعية للإقليم.
وتقوم إيديولوجية “جيش بلوشستان الوطني”. وفي الغالب جميع الحركات البلوشية، على القومية الانفصالية بوجه خاص. مع الاعتقاد بأنّ العرقية والهوية البلوشية تسبق أيّ اعتبارات دينية.
وفقاً للرواية الباكستانية. فإنّ حركات التمرد البلوشية تتلقى دعماً خارجياً، وبوجه خاص من الهند والحكومة الأفغانية السابقة.
