بايدن يسعى لإحياء مفاوضات تبادل الرهائن في غزة بالتنسيق مع الوسطاء
تسعى الولايات المتحدة لإحياء مفاوضات صفقة التبادل بين حماس واسرائيل بالتنسيق مع الوسيطين القطري والمصري وذلك بعد تعثرها وتحميل الدوحة والقاهرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عن الوصول الى طريق مسدود في حين تشير مصادر لعقد اجتماع في باريس بشأن غزة في الأيام المقبلة بمشاركة “سي آي إيه” ومصر وإسرائيل وقطر.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث أمس الجمعة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن الأوضاع في غزة. وأضاف أن الزعيمين اتفقا على أن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يعد أمرا أساسيا للتوصل إلى هدنة أطول أمدا في القتال في غزة.
وقال البيت الأبيض في بيان “أكد الزعيمان على أن التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن هو أمر أساسي لتحقيق هدنة إنسانية طويلة الأمد في القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية الإضافية المنقذة للحياة إلى المحتاجين إليها من المدنيين في جميع أنحاء غزة”.
وكان نتنياهو قد انتقد مواقف الوسيط القطري متهما إياه بدعم حماس وداعيا واشنطن لإلغاء اتفاقية تجديد بقاء القوات الأميركية في قاعدة العديد وهو ما اثار حفيظة الدوحة.
كما تحدثت مصادر عن رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الرد على مكالمات نتنياهو في توتر واضح للعلاقات بين مصر وإسرائيل ووسط تحذيرات مصرية من سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا.
وكان بريت ماكجورك مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط قد زار الدوحة قبل أيام لإجراء مناقشات حول إمكانية إبرام صفقة تبادل أخرى بين إسرائيل وحماس حيث عبر البيت الأبيض الجمعة عن أمله في إحراز تقدم في محادثات الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستدعم هدنة إنسانية أطول في القتال في غزة لضمان الإفراج عن الرهائن وإدخال المزيد من المساعدات.
وتحدث بايدن أيضا مع السيسي أمس الجمعة حيث قال البيت الأبيض في بيان إن الجانبين ناقشا تكثيف الجهود لزيادة إرسال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى جميع أنحاء قطاع غزة واتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق بينهما بشأن المساعدات الإنسانية.
وجدد الجانبان “الموقف الثابت لمصر والولايات المتحدة برفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم مع التوافق على حل الدولتين باعتباره أساس دعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”.
ومن المنتظر أن يلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) “في الأيام المقبلة في باريس” مسؤولين كباراً من مصر وإسرائيل وقطر لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وفق ما أفاد مصدر أمني من دولة مشاركة في المفاوضات.
وأكد المصدر معلومات أوردتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية تفيد بأن بايدن يعتزم في القريب العاجل إرسال ويليامز بيرنز إلى أوروبا لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة مقابل هدنة من شهرين.
وبثت حركة حماس الجمعة على تلغرام مقطعًا مصورًا ظهرت فيه ثلاث إسرائيليات محتجزات في قطاع غزة، قدمت اثنتان منهنّ نفسَيهما على أنهما جنديتان. وتم التعرّف على النساء الثلاث استنادًا إلى مصادر رسمية ومدنية، على أنهن محتجزات لدى حماس منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت دانييلا غيلبوا وكارينا أرييف إنهما جنديتان إسرائيليتان وتبلغان من العمر 19 عامًا، فيما قالت الثالثة دورون شتاينبريتشر (30 عامًا) إنها مدنية. وأكدن إنهن محتجزات منذ 107 أيام، ما يرجّح أن يكون المقطع قد صُوّر الأحد.
وانتقدت المحتجزات بشكل عام فشل إسرائيل في إنقاذهنّ وقلن إنهن يتعرضن لإطلاق نار وللقصف داعيات الى وقف الحرب فورا واطلاق سراحهن.
ونُشر المقطع بُعيد طلب محكمة العدل الدولية الجمعة من إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها لمنع ارتكاب أعمال إبادة في غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1140 شخصا داخل الدولة العبرية، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد يستند إلى أرقام رسميّة إسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمّر أتبعت بعمليات برية منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 26083 قتيلا معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.