بتعليق مفاوضات وقف إطلاق النار.. البرهان يمهد للتصعيد
قام الجيش السوداني بتعليق المحادثات الخاصة بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في جدة وفق ما ذكر مصدر دبلوماسي سوداني مما أثار مخاوف من إراقة المزيد من الدماء وازدياد الفوضى وهو ما يؤكد وجهة نظر قوات الدعم السريع بان فصائل في الجيش موالية لجماعة الإخوان وللنظام السابق داخل المؤسسة العسكرية ترفض وقف إطلاق النار وبأنها وراء الخروقات المتتالية للهدنة.
ويأتي قرار الانسحاب بعد يوم من تهديد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان الثلاثاء باستخدام القوة المميتة في مواجهة قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)،وذلك في اليوم الأول من هدنة جديدة بخمسة أيام.
وفي المقابل أعلنت الدعم السريع مساء الثلاثاء “الدعم التام” للمساعي السعودية الأميركية المرتبطة بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع.
وقالت في بيان، إنها “تجدد دعمها التام للمبادرة (المساعي) السعودية الأميركية بشكل صادق وأمين استشعارا لحجم المعاناة التي يعيشها شعبنا خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب التي فرضت علينا ولم تكن خيارنا إطلاقا”.
وأضافت أن “خروقات الهدنة مستمرة من الجيش حيث يواصل القصف الجوي وطلعات الطيران والمسيرات، وهو ما عطل الهدف الرئيسي من الهدنة، وهو معالجة الوضع الإنساني الكارثي للشعب”، فيما لم يصدر تعليق فوري من الجيش بشأن هذه الاتهامات.
وتابعت “على الرغم من كل ذلك سنواصل التزامنا بالهدنة، ونعمل بجدية من أجل انجاحها وستكون أولوياتنا كيفية معالجة الأزمة الإنسانية”.
وبدأت محادثات الجيش مع الدعم السريع في أوائل مايو وأسفرت عن إعلان مبادئ ينص على الالتزام بحماية المدنيين، كما أسفرت عن اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار لفترتين قصيرتين أفادت تقارير بانتهاكهما مرارا.
ووافق الطرفان على تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا لخمسة أيام أخرى قبيل موعد انتهائه الذي كان مقررا مساء الاثنين.
وانتهك الجيش السوداني كل فترات وقف إطلاق النار منذ بدء الصراع الواحدة تلو الآخر مما أثار مخاوف من استمرار العنف الذي قد يزعزع استقرار دول أخرى في المنطقة.
وتحدث سكان عن اندلاع اشتباكات عنيفة حتى وقت متأخر أمس الثلاثاء في جنوب العاصمة الخرطوم وفي مدينة أم درمان التي تقع على الضفة المقابلة لنهر النيل.
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وتراقبان تنفيذه عن بعد. وقال البلدان إن طرفي الصراع انتهكا الاتفاق لكنهما سمحا بوصول المساعدات إلى ما يقدر بنحو مليوني شخص.
وتسبب الصراع في نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم ومن بينهم ما يربو على 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة.
وتعرضت مناطق في العاصمة لأعمال نهب كبيرة وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل.
ونقلت الأمم المتحدة وبعض وكالات الإغاثة وسفارات وبعض هيئات الحكومة المركزية السودانية عملياتها إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر، وهي مركز شحن رئيسي ولم تشهد اضطرابات تذكر.
وتولى البرهان القائد العام للقوات المسلحة وخصمه حميدتي، منصبي رئيس ونائب رئيس مجلس السيادة الحاكم على الترتيب. وتشكل المجلس لإدارة البلاد في أعقاب الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير بعد انتفاضة شعبية في عام 2019.