بدعم تركي.. إخوان اليمن يخططون لحشد عسكري لخنق عدن
يواصل حزب الإصلاح ذراع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، تحركاته المشبوهة بدعم تركي، حيث أعاد التحشيد العسكري في مناطق ومرتفعات حدودية بين محافظتي تعز ولحج إلى الجهة الشمالية من عدن، في مخططات جديدة تهدد مكاسب اتفاق الرياض والحكومة اليمنية التي باتت تضع لمساتها الأخيرة للبرنامج العام.
التنظيم الإرهابي يتخذ تحركات في مسارات متعددة انطلاقا من تعز، حيث تشير دلائل التحشيدات العسكرية في نقاط التماس مع الشريط الساحلي الممتد من باب المندب إلى لحج، تزامنا مع شق خط إمداد بري، إلى أنها تتجه جميعها نحو الجنوب خصوصا العاصمة المؤقتة لإفشال حالة التوافق بين مكونات الشرعية.
هذه التطورات تتزامن مع عودة عمليات الاغتيالات لعدن، لأول مرة منذ عودة الحكومة التي تشكلت وفقا لاتفاق الرياض، وكان أحدثها، الثلاثاء، باختطاف واغتيال مدير الأمن السياسي لمحافظة الحديدة، عقيد إبراهيم حرد.
التصعيد الإخواني تسبب كذلك بتداعي القوات الجنوبية والتي دفعت بتعزيزات عسكرية للخطوط الأمامية لحدود محافظة لحج لمواجهة إلتحشيدات التي طرأت من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي، وحذر المجلس الانتقالي الجنوبي أبرز الأطراف الجديدة في الحكومة المعترف بها، من تلك التحشيدات ومحاولة فتح جبهات جديدة لخنق العاصمة المؤقتة عدن.
وقال فضل الجعدي، الأمين العام المساعد للمجلس الانتقالي، في بيان مقتضب إن التحشيدات وإعادة الانتشار العسكري وفتح جبهات جديدة لخنق عدن هو انقلاب على اتفاق الرياض وحالة التوافق والشراكة بين مكونات الشرعية، مؤكدا أن القوات الجنوبية لن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي تهديد وسوف ندافع عن اتفاق الرياض إلى أبعد ما نستطيع، على حد قوله.
ونقلت العين الإخبارية عن مصادر عسكرية كشفها عن إنشاء قيادات تنظيم الإخوان غرفة عمليات عسكرية في مدينة التربة (جنوب غرب)، والتي اجتاحتها مليشيات مدعومة من تركيا العام الماضي، باعتبارها حاضرة بلدات ومرتفعات الحجرية الواقعة إلى الجهة الجنوبية من تعز، مضيفة أن تلك القيادات عقدت اجتماعا مغلقا على مدى يومين متواصلين الأيام الماضية لتدارس جاهزية التحشيدات التي أعيد تموضعها ونشرها على كافة السلسلة الجبلية المطلة على خط الساحل الغربي وتحديدا المشارفة على باب المندب وعدن.
ويقود تحركات تنظيم الإخوان الإرهابي على الأرض المدعو عبده فرحان، حاكم تعز الفعلي المكنى بـ سالم وهو الذراع الطولى للتنظيم الإرهابي، وقد كلف في الاجتماع، وفقا للمصادر، قياديا إخوانيا متطرفا يدعى زكي أبو العابد باستكمال تشكيل لواء عسكري باسم الرابع دفاع ساحلي.
وضمن مخططات الإخوان تحت غطاء الشرعية، أكد قائد عسكري رفيع، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن القيادات الإخوانية في تعز بدأت بتشكيل ما يسمى اللواء الثالث دعم وإسناد كثاني لواء عسكري يجري استحداثه ضمن مخططات تجرى بالتنسيق مع المحور التركي، وفق العين الإخبارية.
ومن المتوقع أن يكون المسرح العملياتي للواء الثالث دعم وإسناد في مناطق الحجرية، مسرح اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني، وقوام قواته مؤلفة من المليشيات التي يقودها القيادي الإخواني حمود المخلافي والتي تم دمج 4 معسكرات لمليشياته وإبقاء معسكرين آخرين كقوة موجهة صوب المخا والساحل الغربي بدرجة رئيسية، وفقا لذات المصدر.
وقال القائد العسكري إن هذه المليشيات والتي يقودها القيادي المخلافي المقيم بتركيا تسلمت اليومين الماضيين مرتبات شهرين من قيادات إخوانية بتعز مع تعهدات بانتظام عملية الصرف كل شهر وضمها رسميا لمحور تعز العسكري في مشهد يوحي رفع جاهزية غير معلنة ضمن مخططات تصعيد مدروسة.
وأثار مؤخرا عملية شق وتوسيع خط بري جديد في منحدرات المناطق الريفية إلى الجهة الجنوبية الغربية من تعز ويربط الحجرية بالمخا وباب المندب ويلتف على لحج ويمتد بطول 165 كلم حتى عدن، حيث اعتبره البعض طريق إمداد إلى عدن.
وبدأت عمليا خطوات شق وتوسعة هذا الطريق قبل أيام من قبل قيادات إخوانية، ويرى خبراء عسكريون أنه يستهدف تحويله لشريان امتداد نحو عدن تحت غطاء فتح منفذ لمدينة تعز المحاصرة من المليشيات الحوثية منذ 6 سنوات.
واستغلت قيادات الإخوان إعادة تأهيل منفذ تعز الوحيد هيجة العبد، وسارعت في شق طريق بري في الجهة الأخرى عبر بلدة الزريقة في مخطط للالتفاف على قبائل الصبيحة والتي وقفت حائط صلب لأي تحركات عبر منفذ المؤدي لطور الباحة شمالي لحج.
ولم يستغرب الخبير العسكري، العميد ركن ثابت حسين صالح، تحرك أدوات الإخوان ومليشياتهم وتحديدا في تعز وشبوة وشقرة لخلق المزيد من العراقيل في تنفيذ الخطوات اللاحقة من اتفاق الرياض والتي تتبع تشكيل وعودة الحكومة إلى عدن، واتهم حزب الإصلاح الإخواني بالتحضير لحرب جديدة ضد الجنوب انطلاقا من شقرة وشبوة وبصورة أكبر من محافظة تعز، مشيرا إلى أنها حرب تجري مع معارك وقف متعمد لمرتبات القوات الجنوبية وتعطيل الخدمات العامة كالكهرباء والمياه.
وأشار صالح، إلى أن الهدف واضح وهو تعطيل تنفيذ بنود اتفاق الرياض بأنهار من دماء الأبرياء واعادة الأوضاع الى ما كانت عليها قبل أغسطس 2019، مطالبا التحالف العربي بقيادة السعودية بالتحرك الحاسم لوقف هذه التحشيدات والتي تعد بمثابة إعلان حرب ضد اتفاق الرياض الذي مثل أكبر اختراق بدعم عربي ومباركة من المجتمع الدولي كخطوة أساسية للحل الشامل.