برعاية الإخوان.. الجيش السوداني يستعين بشركات ضغط أمريكية للتأثير السياسي
تعاقدت سفارة السودان في واشنطن، بتوجيه من الجيش السوداني، نهاية تشرين الأول (أكتوبر)، مع الشركة الأمريكية (بالارد بارتنرز) للقيام بأعمال الضغط السياسي، بهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية للجيش والحكومة مع الإدارة الأمريكية، وقد قامت هذه الشركة على الفور بتفويض جزء من العمل إلى شركة أخرى، وهي (في إس جي جلوبال)، التي ستتولى جزءاً من عقد قيمته (50) ألف دولار شهرياً لمدة (6) أشهر.
ووفق ما نقل راديو (دبنقا)، فإنّ قيمة العقد (120) ألف دولار، وتعهدت فيه شركة (في إس جي جلوبال) بمساعدة (بالارد بارتنرز) في تقديم خدمات استشارية للسودان. وتشمل هذه الخدمات التي استخدمها سابقاً الإخوان المسلمون والنظام السابق، الترويج للسودان أمام الحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى إبقاء السودان على اطلاع دائم حول التطورات في التشريعات والسياسات الفيدرالية الأمريكية ذات الصلة.
وقد أثار الموضوع جدلاً واسعاً حول أسباب لجوء الحكومة السودانية لمثل هذه المجموعات وكيفية تحسين صورتها، وهل بإمكان هذه الشركات أن تقوم بعمل مؤثر يخفف الضغوط عن الحكومة السودانية؟
وفي هذا السياق أوضح الخبير الإعلامي وأستاذ الإعلام في الجامعات د. خالد عبده دهب أنّ الحكومة السودانية استعانت بمثل هذه الشركات لأنّها معروفة بكونها مجموعات ضغط، وتقوم بخلق تكتل وسط السياسيين، وأنّ هذه الفكرة موجودة في القانون والسياسة الأمريكية، مشيراً إلى أنّ الأمريكان أنفسهم يستخدمونها في حال كان لديهم أجندة معينة يريدون توصيلها إلى السياسيين في الكونغرس، ويحاولون التأثير عليهم في اتخاذ القرار.
وقال دهب لراديو (دبنقا): ليس بالضرورة أن ينجح هذا المجهود، وقد لا ينجح، وأعاد التذكير بأنّه سبق أن استعانت الحكومة السابقة التي كان يرأسها الرئيس المخلوع عمر البشير، برعاية من الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين)، بمثل هذه الشركات للمساهمة في رفع العقوبات عن السودان، ولكنّها لم تنجح.
وأضاف أنّ هذه الشركات تقوم بعمل علاقات عامة، وتتصل بالسياسيين الأمريكيين، وتقدم لهم فكرة عن القضية التي تريد تسليط الضوء عليها، لإقناع هؤلاء السياسيين أو صناع القرار لتبنّي وجهة نظر الحكومة السودانية، وبالتالي تتحسن صورتها.