بسبب الهجوم على رفح.. إسرائيل على حافة خسارة أبرز حلفائها الغربيين
شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء على معارضة باريس لشن هجوم إسرائيلي على رفح، في تغيير لموقفه المؤيد للدولة العبرية في حربها على قطاع غزة ودعمه لما يعرف بـ”حقها في الدفاع عن نفسها”.
وأكد ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة “فتح ميناء أسدود وطريق برّي مباشر من الأردن وكل المعابر” من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأكد “الحاجة الملحة للتوصل دون مزيد من التأخير إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار يضمن حماية كل المدنيين ودخول المساعدات الطارئة على نطاق واسع”، منددا بسياسة الاستيطان الإسرائيلية، داعيًا إلى “تفكيك البؤر الاستيطانية” وإلى تجنب أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خارج عن السيطرة في القدس والضفة الغربية المحتلة.
وفي سياق متصل طالب رئيسا وزراء إسبانيا وأيرلندا بيدرو سانشير وليو فاردكار المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء بإجراء مراجعة عاجلة لمدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بغزة.
وقصفت إسرائيل القطاع ردا على هجوم حركة حماس عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي على الأقل واحتجاز نحو 250 رهينة. وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الأربعاء إن 28576 فلسطينيا على الأقل قُتلوا منذ ذلك الحين في الضربات الإسرائيلية.
وعبر الفلسطينيون المكدسون في آخر ملجأ لهم في القطاع عن مخاوفهم المتزايدة اليوم الأربعاء من أن إسرائيل ستشن قريبا هجوما تخطط له على مدينة رفح جنوب القطاع بعد اختتام محادثات في القاهرة حول الهدنة دون تحقيق انفراجة.
وقالا في رسالة مشتركة نشرتها الحكومة الإسبانية على موقعها الإلكتروني “إننا نشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع في إسرائيل وفي غزة… والعملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في منطقة رفح تشكل تهديدا خطيرا ووشيكا يجب على المجتمع الدولي التصدي له بشكل عاجل”.
وأشارا “نتذكر أيضا ذعر السابع من أكتوبر/تشرين الأول وندعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن ووقفٍ فوري لإطلاق النار من شأنه أن يسهل وصول الإمدادات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها”.
وقال مصدر بالحكومة الإسبانية إنه واثق من أن الدول الأوروبية تتحد حول موقف أكثر صرامة وأن المفوضية الأوروبية ستتخذ إجراءات ملموسة بشكل أكبر بشأن تصرفات إسرائيل في غزة.
وأشار المصدر إلى تغريدة الثلاثاء لرئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وقال فيها إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى “كارثة إنسانية تامة”.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قبل محادثات مقررة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هجوما على رفح سيعرض الوضع الإنساني هناك للخطر. وأكدت المفوضية الأوربية تلقي الرسالة.
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي “عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، نحث جميع الأطراف على احترام القانون الدولي ونشير إلى ضرورة احترامه والمحاسبة على انتهاكه”.
وذكر رئيس الوزراء الأيرلندي قبل أسبوعين أنه يُجري محادثات مع رؤساء حكومات آخرين من دول الاتحاد الأوروبي لمراجعة اتفاقية الشراكة بين التكتل وإسرائيل على أساس أن الأخيرة ربما تنتهك بند حقوق الإنسان في الاتفاقية.
وتحدد الاتفاقية، التي وُقعت قبل 23 عاما، إطارا للتجارة الحرة في البضائع والخدمات ورأس المال على أساس “احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”. ولم يعلن حتى الآن التأييد للمراجعة إلا إسبانيا وأيرلندا.
وقال فارادكار إن عدة دول في الاتحاد الأوروبي تتحدث أيضا عن اعتراف مشترك محتمل بدولة فلسطينية.
ولطالما ناصرت أيرلندا حقوق الفلسطينيين وقال الوزراء مرارا إن الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية. كما دعت إسبانيا مرارا إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.
وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواصل هجومها على حركة حماس في رفح بعد السماح للمدنيين بإخلاء المنطقة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وذكر على حسابه على تطبيق تيليجرام للتراسل “سنقاتل حتى النصر التام ويشمل هذا تحركا قويا في رفح أيضا بعد أن نسمح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال”.