الشرق الأوسط

بعد استئناف الحرب في غزة وتصاعد التوترات مع الحوثيين.. واشنطن تعزز وجودها العسكري بالشرق الأوسط


أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن إرسال مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فينسون” إلى منطقة الشرق الأوسط في خطوة تهدف إلى تعزيز .التواجد العسكري الأمريكي وسط تصاعد التوترات الإقليمية بعد استئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. 

وأكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن “كارل فينسون” انضمت إلى حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس. ترومان” التي تتواجد بالفعل في المنطقة. حيث ستبقى الحاملتان هناك لفترة تمتد لأسابيع عدة على الأقل، وفق ما صرح به مسؤول أمريكي. 

تصاعد المواجهات في المنطقة 

وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي في ظل اشتعال جبهات متعددة في الشرق الأوسط، حيث استأنفت القوات الأمريكية غاراتها الجوية ضد ميليشيا الحوثي في اليمن بعد أن بدأت الأخيرة بإطلاق صواريخ على إسرائيل إثر انهيار الهدنة التي استمرت لمدة شهرين في غزة. 

وفي تصعيد آخر، أطلق مسلحون في لبنان صواريخ على إسرائيل يوم السبت للمرة الأولى منذ شهور. ما دفع الجيش الإسرائيلي للرد بسلسلة غارات جوية استهدفت عشرات المواقع التابعة لحزب الله، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ. ومقرات قيادة، ومستودعات أسلحة. 

تهديدات أمريكية لإيران 

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجمات على الحوثيين ستتصاعد. مشددًا على أن الجماعة ستتعرض لـ”إبادة تامة”، كما حذر طهران من أنها ستكون مسؤولة عن أي هجمات تنفذها جماعة الحوثي، ملوحًا بعواقب غير محددة. 

كما واصل الحوثيون استهداف إسرائيل بصواريخ شبه يومية خلال الأسبوع الماضي. حيث تمكنت منظومة الدفاع الإسرائيلية من اعتراض جميع تلك الصواريخ، بما في ذلك صاروخ أطلق ليلة السبت. 

وفي الوقت نفسه، استهدفت الصواريخ القادمة من لبنان إحدى البلدات في شمال إسرائيل، وهي حادثة نادرة بعد شهور من الهدوء على هذه الجبهة.

زرد الجيش الإسرائيلي بضربات مُكثفة على مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. تنفيذًا لأوامر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتصرف “بقوة وحسم”. 

وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن إسرائيل ستحمل لبنان مسؤولية أي أنشطة عسكرية تنطلق من أراضيه. مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي سيُواصل الرد على أي تهديد من هذا النوع. 

انهيار الهدنة وتصاعد القتال 

اندلعت هذه التوترات عقب انهيار هدنة استمرت شهرين في غزة .والتي سبق أن أسفرت عن إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا أو تسليم جثثهم في مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 1700 أسير فلسطيني، بعد أن استأنفت إسرائيل الحرب.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل زعمت أن حماس بعدم الوفاء. بالتزاماتها المتعلقة بالتفاوض حول إطلاق سراح بقية الرهائن مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم. ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى استئناف غاراته الجوية على قطاع غزة وشن عمليات برية مع التهديد باحتلال أجزاء من القطاع بشكل دائم. لكن ما حدث كان خلاف ذلك حيث رفضت إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو الانخراط في مفاوضات المرحلة الثانية.

مخاوف من اتساع نطاق الصراع 

ووسط هذه التطورات، تصاعدت المخاوف من أن تؤدي الهجمات الجديدة على غزة إلى إشعال مواجهات على جبهات أخرى كانت قد شهدت هدوءًا نسبيًا خلال الأشهر الماضية. 

ورغم أن المواجهات بين إسرائيل وحزب الله تصاعدت في سبتمبر الماضي متجاوزة حدة المعارك في غزة، فإن الطرفين توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر. أنهى جولة عنيفة من القتال دمرت أجزاء واسعة من جنوب لبنان والعاصمة بيروت، وأدت إلى نزوح أكثر من مليون لبناني وآلاف الإسرائيليين. 

تحذيرات لبنانية ودولية 

حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام يوم السبت من أن استئناف المعارك. قد يجر بلاده إلى حرب مدمرة جديدة، وفق ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية. 

وبدورها، دعت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) .جميع الأطراف إلى تجنب تصعيد العنف، مشددة على أهمية الحفاظ على التقدم الذي تحقق في مسار التهدئة. 

وضع إنساني متأزم في غزة 

وفي قطاع غزة، لا يزال الوضع الإنساني في تدهور مستمر. وتواصلت معاناة الفلسطينيين النازحين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة وسط الدمار الكبير الذي خلفته الغارات الإسرائيلية الأخيرة. 

ووفق تقديرات إسرائيلية، يُعتقد أن نحو 24 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في غزة، إلى جانب جثامين 35 آخرين يُعتقد أنهم قتلوا أثناء احتجازهم. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى