الشرق الأوسط

بعد تفجيرات البيجر: اللبنانيون يخشون من استخدام الهواتف المحمولة


 بعد تفجيرات واسعة طالت أجهزة اتصالات لاسلكية في لبنان، تزايد الخوف والقلق لدى كثير من اللبنانيين إزاء هواتفهم المحمولة وبطاريات الليثيوم في منازلهم وأصبحوا يبتعدون عنها.
وأعرب لبنانيون عقب تفجيرات الأجهزة، عن شعورهم بالقلق حتى عند استخدام الهواتف المحمولة، وأصبحوا يخافون من جميع الأجهزة التي تعمل بالبطاريات تقريبا.
وقالت اللبنانية رباب عياش (50 عاما) “الناس خائفة من الأجهزة لا سيما الهواتف (..) لا أعتقد أن يحصل انفجار لأن الأجهزة التي انفجرت أتى بها حزب الله مؤخرا إلى لبنان”.
ولفتت إلى أن “البعض خائف، خاصة أن انفجار أجهزة الاتصال شيء جديد علينا لم نسمع به أو نرَه من قبل”.
وعن توقعها أن تؤدي الأحداث الأخيرة إلى توسيع الحرب بين حزب الله وإسرائيل قالت “نحن حاليا في حرب وهناك كثيرون سافروا إلى خارج لبنان، فيما من تبقى لديهم أعمال في البلاد”.
من جهتها، قالت اللبنانية رولا نادر (57 عاما) “في البداية انتشرت شائعات بعد التفجيرات أنه من الممكن انفجار بطاريات الليثيوم في المنازل كونها مخترقة لأن الناس لم يكونوا على علم بتفاصيل ما حصل”.
وأضافت “عندما علمنا أن المتفجرات كانت موضوعة في الأجهزة عن قصد أصبح الأمر عاديا، وعرفنا أن ذلك غير حقيقي”.
وتابعت “لا أعتقد أن تتوسع الحرب لأن إسرائيل لديها مشاكل وغارقة في حرب في غزة إضافة إلى مشاكله الداخلية، وجيشها منهك ولا يستطيع فتح جبهة أخرى وموسعة، وهو إضافة إلى حزب الله ليس لديهم مصلحة بحرب واسعة”.
وبشأن المستهدفين بتفجيرات اللاسلكي قال اللبناني محمد دقماق (54 عاما) “هناك خوف كبير لدى بعض الناس ممن يجهلون بشؤون التكنولوجيا، وبعضهم الآخر يعلم أنها لن تكون باتجاه المدنيين لأنه إنسانيا لا يجب أن يحصل”.
وأضاف دقماق وهو سائق تاكسي “تفجيرات الأجهزة كانت محصورة بأشخاص معينين، خاصة وأن حزب الله حصل عليها من الخارج ولا تملكها عامة الناس”.
وتابع “أشاهد الخوف على وجوه الناس يوميا لدرجة أنني كنت أجلس على الطريق أتحدث عبر الهاتف وأضعه على أذني فقال لي شخص مرّ بجانبي: أبعد الهاتف عن وجهك”.
وبخصوص توقعه توسّع الحرب بين إسرائيل وحزب الله قال دقماق “لا أعتقد بنشوب حرب شاملة لسبب بسيط وهو أن الجانبين لن يستطيعا تحمل نتائجها”.
بدوره، وصف اللبناني محمد عباس (61 عاما) ما حصل بأنه “استثنائي”، مشيرا إلى أن “الناس يستخدمون الهواتف منذ زمن والخوف دائما موجود من الشواحن أو بطارات الأجهزة من الانفجار”.
وأضاف “الذي حصل استثنائي لأن إسرائيل زرعت متفجرات داخل بطاريات الأجهزة ما تسبب بالتفجيرات”.
وأوضح عباس أنه “من الملاحظ أيضا أنه عندما انفجرت الأجهزة كانت تحتوي على عبوة موجهة عند فتح الرسالة لذلك معظم الإصابات كانت في العيون والأصابع”.
وتابع “قبل الحدث الكبير في لبنان كنت أضع الهاتف بجانبي دائما، ولكن بعد الانفجارات أصبحت أبعده عني عندما لا أكون بحاجة إليه”.
ووجه عباس نصيحة لمن لديهم أطفال أن “يبعدوهم عن كافة الأجهزة التي تحتوي على بطاريات الليثيوم قدر المستطاع”، لافتا إلى ابنه الصغير “أصبح لديه خوف” ويسأله أنه “هل يمكن أن ينفجر هذا الهاتف بيدنا؟”.
والثلاثاء والأربعاء، قتل 37 شخصا وأصيب أكثر من 3250 آخرين بينهم أطفال ونساء، إثر موجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكية من نوعي “بيجر” و”أيكوم” في لبنان، فيما حمّلت بيروت وحزب الله إسرائيل المسؤولية عن الهجوم.
وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، فيما تنصل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة إكس، ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
والخميس، كشف أمين عام حزب الله حسن نصر الله، عن تلقي الحزب رسائل تفيد بأن هدف إسرائيل من تفجير آلاف من أجهزة الاتصالات في لبنان إجباره على التوقف عن إسناد غزة، مشددا عبر خطاب متلفز، على أن جبهة لبنان لن تتوقف قبل توقف الحرب على القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى