بعد رفض واشنطن إعادة احتلال غزة.. هل يتوقف الغزو الإسرائيلي البري؟
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحفيين: “وجهة نظرنا هي أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا في مقدمة هذه القرارات وغزة أرض فلسطينية وستظل أرضا فلسطينية”.
وقال: “بشكل عام، نحن لا نؤيد إعادة احتلال غزة”.
رفض الاحتلال
وبحسب وكالة “رويترز” الدولية، فقد انسحبت إسرائيل من قطاع غزة الذي احتلته في حرب الأيام الستة عام 1967 عام 2005. وفرضت فيما بعد حصارا بعد سيطرة حركة حماس على القطاع.
وقال باتيل إن الولايات المتحدة وافقت على “عدم العودة إلى الوضع الذي كان قائما في 6 أكتوبر”، في إشارة إلى اليوم السابق لعملية فيضان الأقصى.
وقال نتنياهو، في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي نيوز” الاثنين: إن إسرائيل ستتولى “الأمن الشامل” في غزة “لفترة غير محددة” بعد الحرب التي تدخل الآن شهرها الثاني.
ومنذ 7 أكتوبر، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة بلا هوادة، وكثفت عملياتها البرية في شمال القطاع المحاصر، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10,328 فلسطينيًا، من بينهم 4,237 طفلًا، وأكثر من 2600 امرأة، و600 مُسِنّ، وإصابة 25,965 شخصًا، وفقًا للتقرير الفلسطيني لوزارة الصحة.
غضب عربي
وأفادت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، بأن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، لاقى ترحيبا باردا في الأيام القليلة الماضية خلال رحلات مكوكية عبر الشرق الأوسط، وهي رحلته الثانية من نوعها منذ بداية حرب غزة في السابع من أكتوبر، وفي عمان، طلب نظيره الأردني أيمن الصفدي من بلينكن أن “يوقف هذا الجنون”، وكانت اللغة التي سمعها على انفراد في جميع أنحاء المنطقة وخصوصا من وزيرَيْ خارجية مصر والأردن أكثر صرامة، واستمر لقاؤه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أقل من ساعة، وانتهى دون صدور بيان مشترك، ولم يكلف رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، نفسه عناء مقابلته على الإطلاق.
وتابعت أن الاستقبال البارد الذي حظي به بلينكن كان علامة على الغضب المتزايد من الحرب الإسرائيلية في غزة، والآن، وفي شهرها الثاني، قتلت الحرب أكثر من 10 آلاف فلسطيني وألحقت أضرارًا أو دمرت أكثر من 11% من المباني في القطاع، وهو ما أثار غضب العالم العربي وألهب العواصم الغربية وأثار إدانة العديد من زعماء العالم.
قرار أميركي
وأشارت المجلة البريطانية إلى أنه لا يزال جنرالات إسرائيل يتحدثون عن شن حملة طويلة قد تستمر لمدة عام. وفي 7 نوفمبر، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لشبكة ABC News أن إسرائيل ستكون مسؤولة عن الأمن في غزة “لفترة غير محددة”. ولكن من الناحية العملية، فإن ما يسميه الضباط الإسرائيليون “نافذة الشرعية” ربما يكون أقصر بكثير، وتعتمد سرعة إغلاق هذه النافذة إلى حد كبير على أميركا، التي تزود إسرائيل بالذخائر والدعم الدبلوماسي وحزمة مساعدات ربما تبلغ قيمتها 14 مليار دولار، إذا أراد جو بايدن إنهاء الحرب، فسيكون من الصعب على إسرائيل أن تتجاهله.
وتابعت أن بايدن حتى الآن، لم يفعل ذلك، وعلى الرغم من أنه يدعم الآن “وقفات إنسانية” للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، إلا أن بايدن رفض الدعوات لوقف إطلاق النار بشكل كامل، لكن مسؤولي الإدارة أوضحوا، في سلسلة من التسريبات، أنهم يشكون في أن لدى إسرائيل إستراتيجية خروج متماسكة في غزة.
وأضافت أن الإدارة الأميركية تتشكك في أن نتنياهو بالكاد يرغب في مناقشة الموضوع، ويقولون إنهم يريدون تسجيل مخاوفهم الآن خشية أن تنتهي الحرب بشكل سيئ، إن الاعتقاد بأن الحرب قد تتحول إلى مستنقع، ولكن دعمها رغم ذلك هو موقف لا يمكن الدفاع عنه، خاصة عندما يوافق الناخبون الأميركيون.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة “المجلة” البريطانية وYouGov أن عددًا كبيرًا من الأميركيين (41٪) يعتقدون أن بايدن يتعامل مع الحرب بشكل سيئ.
ووجد استطلاع أجرته كوينيبياك للناخبين المسجلين أن 51% من المستقلين و66% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا لا يوافقون على سياسته.