بعد مقتل الظواهري .. للمرة الأولى تنظيم القاعدة بلا زعيم
وسط أحاديث عن أزمات داخلية تتعلق بمنصب قيادة التنظيم الأخطر في العالم، للمرة الأولى في تاريخ التنظيم الإرهابي تمر شهور دون وجود زعيم رسمي للتنظيم.
فمنذ هجوم الطائرات المسيرة الأميركية وتنفيذ عملية اغتيال أيمن الظواهري في إحدى الشرفات بأحد أحياء كابول العاصمة الأفغانية في أغسطس الماضي.
ورغم تردد أكثر من اسم فإنه حتى الآن لم يتم تعيين زعيم للتنظيم، باحثون في الشأن الأصولي أشاروا إلى وجود خلافات بسبب الأسماء المرشحة لقيادة التنظيم، وصعوبات في الإجماع على اختيار بديل يصلح للقيادة.
مسؤولية الظواهري
يرى أحمد زغلول الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الأصولية أن تأخر القاعدة في الإعلان عن زعيم جديد له يقع على عاتق الزعيم السابق أيمن الظواهري. حيث لم يترك أي شخص ينافسه على القيادة إلا وقضى عليه واستبعده من التنظيم خاصة الأسماء التي كانت مرشحة لمنافسته بعد مقتل الزعيم الأسبق أسامة بن لادن.
وأضاف أنه ليس هناك شخصية الآن عليها زخم لتخلف الظواهري، والتنظيم لديه الآن أزمة في اختيار زعيمه، والقيادة المركزية غير موجودة. والأسماء التي ترددت منذ مقتل الظواهري يبدو أنها ليس عليها إجماع تنظيمي، خاصةً أن بعض هذه القيادات لا تتواجد في أفغانستان؛ ما يثير الشكوك بأن تكون هذه الدول هي المسيطرة على التنظيم.
سيف العدل
يعد المصري محمد صلاح زيدان الذي يحمل الاسم الحركي “سيف العدل”، أحد المرشحين البارزين ليخلف الزعيم السابق أيمن الظواهري، والمعروف عنه أنه يبلغ الستين من العمر ويملك خبرات عسكرية وتنظيمية حيث يعتبر أحد أقدم المحاربين في تنظيم القاعدة الإرهابي وصنفه مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي واحداً من أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم بمكافأة مالية ضخمة. ومنذ أن استقر سيف العدل في إيران عام 2001، لم يغادرها، لكن التنظيم ظل يدعي أنه سجين داخل إيران، حتى وقت قريب. حينما اعترف سيف العدل في رسالة كتبها باسمه الحركي الثاني عابر سبيل بأن وجوده في إيران جاء بناءً على تحالف مصالح، ووفق زغلول فإن سيف العدل، شخصية عسكرية لكنه ليس منظراً شرعياً. وقيادات التنظيمات الجهادية لا بد أن تكون لديها خلفية تنظيمية وشرعية وحركية.
وفي عام 2014 ظهرت وثيقة حددت الشخصيات المرشحة لخلافة الظواهري، وتضمنت أبو الخير المصري، وأبو محمد المصري، وسيف العدل، وأبو بصير الوحيشي؛ إلا أن المتغير الذي طرأ على هذه الوثيقة، هو أنه لم يبقَ على قيد الحياة من هذه الأسماء إلا سيف العدل، لكن هذا لا يعني حسم الأمر له، لأنه يقيم في إيران.
توصية طالبان
يرى مراقبون أن هناك احتمالا كبيرا أن يكون هناك زعيم فعلي للتنظيم ولكن بناء على طلب حركة طالبان لم يتم الإعلان عنه خاصة أن الزعيم القديم حتى الآن لم يتم العثور على جثمانه بحسب – ذبيح الله مجاهد – الناطق باسم طالبان. كما أن حركة طالبان متهمة أمام المجتمع الدولي بأنها توفر ملاذاً آمناً للقاعدة والإعلان عن الزعيم الجديد يعرض طالبان لأزمات أكبر مع المجتمع الدولي.
وهو ما أكده أحمد زغلول الباحث المصري حيث قال: إن القاعدة لم يحدث لها من قبل أن تكون بلا زعيم فشرعيًا – بالنسبة لهم – هذا غير مسموح.
مضيفًا أن الفقه الحركي للتنظيمات يمنع إخفاء نبأ مقتل أي زعيم لهم. إلا أنه لم يستبعد وجود شخص يدير التنظيم بشكل مؤقت.
مؤكدًا أن هناك أزمة على مستوى أكبر تنظيمين إرهابيين وهما القاعدة وداعش. فالاثنان الآن بلا قائد أو زعيم فعلي. ويخشى تنظيم القاعدة من تعيين زعيم غير متوافق عليه فيتسبب في انشقاق الأفرع وذهابها إلى داعش، بل ويفكر بعضهم في التوافق على زعيم يصلح لإدارة التنظيمين الإرهابيين معاً.