بعد نجاته من العاصفة.. هل يواجه أسطول غزة خطر وعيد بن غفير؟

قبل أن تنفذ إسرائيل تهديداتها بصدّ «أسطول غزة»، عرقلت الرياح العاتية لساعات عشرات القوارب المحمّلة بالمساعدات والناشطين عن وجهتهم نحو غزة قبل أن تهدأ العاصفة ويستأنف رحلته.
واضطر «أسطول الصمود العالمي» الذي يضم عشرات القوارب المتجهة إلى غزة محمّلةً بالمساعدات الإنسانية ونشطاء من مختلف دول العالم، إلى العودة أدراجه نحو ميناء برشلونة الإسبانية، مساء الأحد، قبل أن يستكملها في وقت لاحق.
وأبحر الأسطول مجددا إلى غزة قرابة الساعة 17,30 بتوقيت غرينتش انطلاقا من برشلونة، بعد بضع ساعات من اضطراره إلى العودة لميناء المدينة الإسبانية بسبب رياح عاتية.
وكان المنظمين قالوا في بيان الإثنين: «أجرينا تجربة إبحار ثم عدنا إلى الميناء حتى تنتهي العاصفة. هذا يعني تأخير مغادرتنا لتجنب مشاكل محتملة للقوارب الأصغر»، مشيرين إلى أن سرعة الرياح بلغت نحو 56 كيلومترًا في الساعة. ولم يُحدَّد بعد موعد استئناف الرحلة.
-
إسرائيل تضع خطط إجلاء للقطاع الطبي استعدادا لإخلاء شمال غزة
-
إسرائيل تطلق عربات جدعون 2 في المرحلة الثانية من هجومها على غزة
«أسطول الصمود».. أهداف ومشاركون
الأسطول يضم نحو 50 سفينة، ويشارك فيه نشطاء من 44 دولة، من بينهم أسماء بارزة كالممثلة الأمريكية سوزان ساراندون، والممثل السويدي غوستاف سكارسغارد، والإيرلندي ليام كانينغهام، إضافة إلى الناشطة البيئية جريتا تونبرغ، والسياسية البرتغالية ماريانا مورتجوا.
ووفق المنظمين، يهدف التحرك إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 2007، وتوصيل مواد غذائية وإمدادات طبية إلى القطاع الذي يعيش تحت حرب مستمرة منذ قرابة عامين.
-
غزة على موعد مع تهجير جديد.. إسرائيل تنقل معدات لإيواء السكان الأحد
-
موجة غضب في القدس.. احتجاجات حرب غزة تصل إلى حائط المبكى
وعيد بن غفير.. خطة «الردع القاسي»
تأتي العودة الاضطرارية للأسطول في وقت توعّد فيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير باتخاذ إجراءات «غير مسبوقة» لردع المشاركين.
وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، عرض بن غفير خطة على الحكومة تتضمن:
احتجاز النشطاء في سجون إسرائيلية ذات ظروف مشددة (كتسيعوت ودامون).
المنع من الامتيازات المعتادة كالتلفاز والطعام الخاص.
-
غزة تحت النار.. الموت أو التهجير القسري إلى المجهول
-
تقارير إسرائيلية عن محاولة اغتيال أبو عبيدة في قطاع غزة
المصادرة الكاملة للسفن وإعادة استخدامها من قبل أجهزة إنفاذ القانون.
وأكد الوزير أن أي تهاون سابق مع المشاركين لن يتكرر، مضيفًا: «يجب أن نخلق رادعًا واضحًا».
فيما أبدت منظمات حقوقية ودولية تخوفها من الخطة، معتبرةً أن ظروف الاحتجاز المقترحة قد تمثل انتهاكًا للقانون الدولي.
بينما تؤكد إسرائيل أن الحصار البحري «ضروري لوقف تهريب الأسلحة إلى حماس»، وتصف محاولات كسره بأنها «حملات دعائية».
-
إسرائيل تستعيد رفات رهينة من غزة وسط تساؤلات عن المفقودين الآخرين
-
بعد إعلان غزة ساحة قتال خطيرة.. تساؤلات حول مصير الرهائن لدى حماس
محاولات سابقة لكسر الحصار
لم تكن هذه هي المرة الأولى. ففي يونيو/حزيران الماضي، اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة «مادلين» على بعد 185 كيلومترًا من غزة، ورحّلت 12 ناشطًا كانوا على متنها. وفي يوليو/تموز، تم توقيف نشطاء آخرين على متن سفينة «حنظلة».
أما المحاولة الأبرز فكانت عام 2010، عندما اقتحمت قوات إسرائيلية سفينة «مافي مرمرة»، ما أدى إلى مقتل 9 نشطاء أتراك على الأقل.
-
خطة إسرائيلية لإعادة احتلال غزة وتجريد حماس من السلاح
-
حصيلة المعارك.. خرائط تكشف ما تبقى في غزة دون احتلال
غزة.. حرب ممتدة وحصار خانق
يأتي هذا الحراك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 22 شهرًا، والتي أودت بحياة أكثر من 61 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة. فيما تؤكد إسرائيل أن الحرب اندلعت عقب هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1219 شخصًا.
وقال الناشط الفلسطيني سيف أبوكشك، أحد منظمي الأسطول من إسبانيا، إن الخطوة التالية تتطلب ضغطًا سياسيًا: «على القادة الأوروبيين التحرك للدفاع عن حقوق الإنسان وضمان مرور آمن لهذا الأسطول».