بعد 18 عاما على إغلاقها.. المغرب يعيد فتح سفارته في بغداد
فصل جديد بدأ من العلاقات بين الرباط وبغداد مع وصول وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى العراق السبت بهدف فتح سفارة مغربية بعد 6 سنوات من إغلاقها ونقل مهامها إلى الأردن بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات كبيرة من البلاد في 2014.
وأكد بوريطة أن البلدين سيعملان على وضع خارطة طريق مشتركة للعلاقات المستقبلية. في إشارة لجهود الحكومتين لطي صفحة من البرود في العلاقات وتحقيق مزيد من التقارب في حين شدد الجانب العراقي على موقفه الداعم لوحدة الأراضي المغربية فيما يتعلق بملف الصحراء.
واوضح “أن إعادة افتتاح السفارة المغربية في العراق تعد مرحلة تاريخية وتعكس رؤية المغرب في بناء العلاقات مع العراق وتبادل الزيارات والخبرات في المجالات الاقتصادية والتجارية ومحاربة التطرف”.
ومن المنتظر ان يعمل الجانبان على توقيع مذكرة تفاهم في مختلف المجالات بعد فتح السفارة.
بدوره وصف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين زيارة رئيس الوزراء المغربي بأنها تاريخية بعد مرور ربع قرن مشيرا إلى أن إعادة فتح السفارة ستؤسس لعلاقات جديدة.
ويعمل العراق على تعزيز العلاقات مع محيطه الخليجي والعربي وسعى لعقد اتفاقيات في مختلف المجالات مع دول محورية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات. وكذلك المغرب فيما تريد السلطات المغربية جمع اكبر تأييد عربي ودولي لمشروع الحكم الذاتي فيما يتعلق بملف الصحراء.
وأفاد فؤاد حسين بأنه أجرى مع بوريطة “جولة مباحثات تناولت عدة مواضيع ستؤسس فيما بعد للعلاقات المستقبلية على المستوى السياسي والاقتصادي والتجاري”.
ومن المنتظر ان يتناول الجانبان تعزيز العلاقات الاقتصادية وفي مجال الطاقة حيث رجح الوزير العراقي “أن تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية مرحلة جديدة من خلال وضع آلية. لجميع رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين وتأسيس منتدى لرجال الأعمال لتطوير التعاون المشترك على المستوى الحكومي والقطاع الخاص والعمل على إحياء العلاقات التجارية بين البلدين”.
وأكد ان المباحثات “تناولت موضوع منح السمات لدخول رجال الأعمال والمواطنين العراقيين إلى المغرب وإعادة النظر لأكثر من 40 اتفاقية بين البلدين. بحيث تنسجم مع المتغيرات التي طرأت على البلدين خلال السنوات الماضية”.
ومثل ملف الصحراء المغربية من بين الملفات المطروحة بين الجانبين حيث اكد وزير الخارجية العراقي بان بلاده “تدعم وحدة الأراضي المغربية. وجهود الأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء وأن العراق يؤيد القرارات الأممية ذات الصلة وحل الخلافات وبالطريق السلمية دون المساس بالتراب المغربي وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة”.
والموقف العراقي من دعم المغرب في ملف الصحراء ليس جديدا. وهو ما يكشف قوة الدبلوماسية المغربية خلال السنوات الماضية في جلب التأييد لخطتها فيما يتعلق بالحكم الذاتي.
ومقل موقف العراق في الملف والذي اعلن عنه في مايو 2022 صدمة للجزائر التي طالما اعتبرت القوى السياسية الحاكمة والمهيمنة على السلطة في العراق والموالية لإيران مؤيدة لوجهة نظرها لكنها. رغم ذلك فشلت في إقناع الحكومات المتعاقبة في بغداد على تغيير مسارها في هذا الملف ما يكشف قوة الدبلوماسية المغربية من جهة ولعبة المصالح والتوازنات.
وكان المغرب قطع علاقاته مع ايران الجار الشرقية للعراق في 2018 واتهم رئيس الحكومة بوريطة السلطات الإيرانية بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية بالسلاح بما فيها الطائرات المسيرة.
ويبحث العراق عن دعم المغرب للمسار السياسي الحالي. حيث قال بوريطة أن “المغرب يدعم المسار الديمقراطي في العراق واحترام وحدة وسيادة العراق والمسار الجديد في بناء مؤسساته، خاصة بعد أن دخل العراق المسار الديمقراطي الجديد”.
وثمن الوزير المغربي موقف العراق بدعم الوحدة الترابية للاراضي المغربية وسيادة المغرب علي أراضيه.