بغداد تستنكر.. أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق مع بيروت بسبب الحشد الشعبي

استدعت وزارة الخارجية العراقية اليوم الأربعاء سفير بيروت لدى بغداد، للتعبير عن “عدم ارتياحها” من تصريحات للرئيس اللبناني جوزيف عون أكد خلالها أن بلاده لا تنوي دمج حزب الله في الجيش على غرار تجربة الحشد الشعبي، الذي يضم ميليشيات مسلحة لإيران. فيما ينذر هذا التطور بأزمة دبلوماسية بين البلدين.
-
تقرير أميركي: إيران تحشد آلاف المقاتلين على الحدود بين سوريا ولبنان
-
لبنان والعراق وفائض الخرائط الإيرانية
وقال عون في مقابلة مع “العربي الجديد” في وقت سابق “لن نستنسخ تجربة الحشد الشعبي في استيعاب حزب الله في الجيش اللبناني. ولا أن يكون وحدةً مستقلة داخل القوات المسلحة”.
وذكرت الخارجية العراقية في بيان أن “استدعاء سفير الجمهورية اللبنانية لدى بغداد يأتي للتعبير عن عدم ارتياحها للتصريحات التي أدلى بها الرئيس اللبناني جوزيف عون. لإحدى وسائل الإعلام العربية في مقابلة خاصة، والتي تناول فيها الحشد الشعبي في العراق”.
وقال وكيل الوزارة لشؤون العلاقات الثنائية السفير محمد بحر العلوم إن “الحشد الشعبي جزء مهم من المنظومة الأمنية العسكرية في العراق، وهي مؤسسة حكومية وقانونية وجزء من منظومة الدولة العراقية”.
-
قوات الفجر” الإخوانية.. هل تكون البديل الموضوعي لحزب الله في لبنان؟
-
تعهدات العراق بإعمار لبنان تسلط الضوء على إهمال ملف الأنبار
واعتبر أن “ما صدر عن الرئيس اللبناني من ربط في هذا السياق لم يكن موفقًا. وكان الأجدر عدم إقحام العراق في الأزمة الداخلية اللبنانية أو استخدام مؤسسة عراقية رسمية كمثال في هذا السياق”.
وزاد بأن “حالة من عدم الارتياح سادت العراقيين، لا سيما. وأن العراق لم يتوانَ عن الوقوف إلى جانب لبنان في مختلف الظروف”.
وأعرب عن أمله بأن “يُصحح الرئيس اللبناني هذا التصريح. بما يعزز العلاقات الأخوية بين البلدين، ويؤكد احترام خصوصية كل دولة”.
من جانبه، أكد السفير اللبناني عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين لبنان والعراق ووعد بنقل موقف بغداد إلى الرئيس اللبناني والعمل على تصويب ما .حصل بما يسهم في الحفاظ على العلاقات الثنائية وتطويرها، وفق البيان.
وقال إن “لبنان يعوّل على دور العراق في المساهمة بإعادة إعمار لبنان، إلى جانب أشقائه العرب”.
ويعاني لبنان تداعيات حرب جديدة دموية ومدمرة شنتها عليه إسرائيل بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/ تشرين الثاني 2024، واحتلت خلالها المزيد من أراضيه. وزادت الضغوط الخارجية على بيروت لسحب سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة.
وبالنسبة للحشد الشعبي، فقد أصدرت الحكومة العراقية في يوليو/تموز 2016 .قرارا بضم قواته إلى القوات المسلحة الجيش ونصّ القرار على أن يكون الحشد “تشكيلا عسكريا مستقلا وجزءا من القوات المسلحة العراقية، ويرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة”.
-
وقف النار في لبنان: هل يكون بداية لنهاية الصراع في المنطقة؟
-
تفجيرات بيجر لبنان: كيف خدعت إسرائيل حزب الله طيلة هذه السنوات؟
وفي 14 يونيو/حزيران 2014، تشكلت هيئة الحشد الشعبي من متطوعين للقتال ضمن صفوف القوات الأمنية، بعد سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على مدن. خاصة بمحافظات ديالى (شرق) وكركوك ونينوى وصلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب) وجزء من محافظة بابل.
ويثير تعاظم قوة هذه القوات وتنامي نفوذها وتعزيزها بأحدت أنواع السلاح جدلا واسعا في العراق، فيما يستعد مجلس النواب العراقي للتصويت على مشروع قانون يُتوقع أن يمنح الحشد الشعبي صلاحيات أكبر.
ويضم الحشد الشعبي 238 ألفا و75 منتسبا، بحسب الإحصاءات رسمية. وقد تضخم العدد في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ رغم تراجع أعمال العنف. وانحسار وجود عناصر تنظيم “داعش” في البلاد.