الشرق الأوسط

بغداد يسارع لاحتواء توتر دبلوماسي مع البحرين


 كشفت الحكومة العراقية إعادة القائم بأعمال سفارتها في المنامة بعد أن جرى استدعاؤه من قبل الخارجية البحرينية أمس الثلاثاء لـ”انتهاكه الأعراف الدبلوماسية” في بوادر توتر دبلوماسي سارعت بغداد لاحتوائه “حفاظا على الأعراف الدبلوماسية”.

 وأعلن المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف عن إعادة القائم بالأعمال العراقي مؤيد عبدالرحمن إلى بغداد. وقال لوكالة الأنباء العراقية، إن “وزير الخارجية فؤاد حسين وجه بإعادة القائم بالأعمال العراقي لدى البحرين إلى مركز الوزارة في بغداد”، مضيفا أن “هذا الإجراء يأتي تعزيزا لمكانة الدبلوماسية العراقية التي تنتهجها الوزارة في الحفاظ على الأعراف الدبلوماسية”، دون مزيد من التفاصيل.

وعقب ذلك شدد وزير الخارجية العراقي ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني في اتصال هاتفي “عمق علاقات الأخوة التاريخية بين البلدين في إطار الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك على كافة المستويات” ما يشير الى نوايا البلدين لانهاء التوتر الذي وصف بالمحدود.

وقالت وكالة انباء البحرين “ان الوزيرين اكدا على ما يجمع بينهما من أواصر الأخوة والتاريخ المشترك والمصالح المتبادلة، وحرص البلدين على تطوير العلاقات الطيبة التي تربط بينهما وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة والأهداف المرجوة للبلدين والشعبين الشقيقين”.

وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، أعلنت الخارجية البحرينية، في بيان، أن “الوزارة استدعت اليوم القائم بالأعمال العراقي وأبلغته عن بالغ أسفها واستيائها لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية”.
وقام عبداللطيف الزياني وزير الخارجية البحريني، بـ”إبلاغ القائم بالأعمال العراقي استنكار الوزارة الشديد لما قام به مؤخرا من تصرف غير مقبول يتنافى مع البروتوكولات الدبلوماسية في المملكة”، دون أن يوضح البيان هذا التصرف.
وأضافت الوزارة، أن هذا التصرف (الذي لم تعلنه) “يتعارض مع مهام عبدالرحمن الدبلوماسية كقائم بالأعمال لسفارة العراق في البحرين، باعتباره تدخلا مرفوضا في الشؤون الداخلية البحرينية”.
وحسب البيان ذاته، سلم وزير الخارجية البحريني، القائم بالأعمال العراقي “مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص”، دون تفاصيل أكثر.
وشهدت العلاقة بين البحرين والعراق كثيرا من الجدل خلال السنوات الماضية وذلك على وقع الموقف من التهديدات الإيرانية وتهديدات تطلقها بين الحين والآخر ميليشيات موالية لطهران او شخصيات سياسية موالية للحكومة الإيرانية.
وسبق أن استدعت المنامة، في أبريل/نيسان 2019، القائم بأعمال سفارة العراق، نهاد العاني، احتجاجا على بيان صادر عن الزعيم العراقي، مقتدى الصدر، قالت إنه “تم الزج فيه باسم المملكة، ويمثل إساءة مرفوضة لها وقيادتها، ويعد تدخلاً سافراً في شؤونها”، ورفضت الخارجية العراقية، وقتها تلك الاتهامات.
وفي يوليو/ تموز 2019، استدعت الخارجية البحرينية، سفيرها لدى العراق، صلاح المالكي، للتشاور على خلفية اقتحام مبنى السفارة في العاصمة بغداد من قبل محتجين عراقيين على خلفية استضافة المنامة مؤتمرا بشأن مناقشة إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وحذرت البحرين مواطنيها حينها من السفر إلى العراق وإيران وطالبت مواطنيها في البلدين بالعودة “فورا” لسلامتهم.
ويقف تمثيل العراق والبحرين حاليا عند مستوى القائم بالأعمال، وسبق أن ظل التمثيل الدبلوماسي العراقي عند هذا المستوى منذ حرب الخليج في 1991 وحتى اعتماد المنامة سفيرا للعراق في 2001.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى