الشرق الأوسط

بوادر خلاف بين قيادات الجيش الإسرائيلي بشأن العمليات في جنوب لبنان


ألقيت الأحد منشورات تطالب سكان بلدات في جنوب لبنان قريبة من الحدود بإخلاء منازلهم. في وقت أفاد الجيش الإسرائيلي بأن أحد ألويته بادر إلى هذه الخطوة بدون الحصول على موافقة، مؤكدا أن هذه الخطوة هي “مبادرة من اللواء 769 ولم تتم الموافقة عليها من قبل قيادة الشمال”. مشيرا إلى أنه تم فتح تحقيق في الأمر.

وألقيت المنشورات باستخدام طائرة بدون طيار على مناطق في جنوب لبنان “أطلقت منها صواريخ باتجاه شمال إسرائيل في الأسابيع الماضية” بحسب ما أوضح الجيش الإسرائيلي.

وجاء في المنشورات “إلى جميع السكان والنازحين في منطقة مخيمات اللجوء. يطلق حزب الله النيران من منطقتكم. عليكم ترك منازلكم فورا والتوجه إلى شمال منطقة الخيام حتى الساعة الرابعة مساء وعدم الرجوع إلى هذه المنطقة حتى نهاية الحرب”.

وأضافت “من تواجد في هذه المنطقة بعد هذه الساعة سيعتبر عنصرا إرهابيا وستستباح دماؤه. جيش الدفاع الإسرائيلي سيفعل بكل ما أوتي له من قوة في منطقتكم ليتأكد أن تكون خالية من السكان”.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن “العدو الإسرائيلي ألقى منشورات فوق الوزاني تدعو الموجودين في هذه المنطقة وجوارها إلى إخلائها”. الأمر الذي أكده أيضا رئيس بلدية الوزاني أحمد محمّد.

وتأتي هذه الدعوات الإسرائيلية غير المسبوقة في سياق توتر متزايد .بعد أيام من إعلان مسؤولين إسرائيليين عزمهم إعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية التي نزح منها نحو 100 ألف إسرائيلي.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطاب في بيروت السبت. “ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب”.

وأضاف “إذا كانوا يعتقدون بأنَّ هذه الحرب تعيد المئة ألف نازح” إلى شمال إسرائيل “فمن الآن نبشركم أعدوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين”.

وتلقي إسرائيل في شكل دوري بمنشورات تحذيرية في قطاع غزة. تطالب سكان مناطق فيه بالمغادرة استعدادا لقصفها.

وتوحي المنشورات الإسرائيلية بأن قيادة الشمال تعتزم تصعيد عملياتها التي تستهدف بلدات وقرى الجنوب اللبناني أحد المعاقل الأساسية لحزب الله. بينما تحاول الولايات المتحدة وقوى دولية أخرى كبح التصعيد ومنع اتساع نطاق الحرب.

ومنذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في المنطقة الحدودية. قتل 623 شخصا على الأقل في لبنان، بينما قُتل 50 شخصا على الجانب الإسرائيلي وفق القوات الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي صباح الأحد، إنه رصد إطلاق نحو 40 صاروخا من لبنان باتجاه مستوطنات في الشمال، سقط بعضها في مناطق مفتوحة مخلفا عدة حرائق. مضيفا عبر منصة إكس “إثر الإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الأعلى وشمال هضبة الجولان. تم رصد نحو 40 صاروخا من الأراضي اللبنانية.. تم اعتراض بعضها والباقي سقط في مناطق مفتوحة، دون وقوع إصابات”.

وقال “يعمل رجال الإطفاء الآن على إخماد الحرائق التي اندلعت إثر السقوط في المناطق المفتوحة بالمنطقة”. مشيرا إلى أن طائرة مسيرة تابعة له “هاجمت خلال ساعات الليل خلية إرهابية في منطقة شبعا بجنوب لبنان”.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نحو 150 صاروخا جرى إطلاقها تجاه شمال إسرائيل خلال الـ48 ساعة الأخيرة.

وشهدت حدود إسرائيل مع لبنان في الآونة الأخيرة تصعيدا ملحوظا في القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. تزامنا مع تهديدات تل أبيب بشن حرب برية على لبنان. رغم التحذيرات الإقليمية والدولية من تفجر المنطقة وخروجها عن السيطرة.

وكانت القناة الـ”13″ العبرية الخاصة، قد ذكرت أمس السبت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال خلال جلسة حوار استراتيجي انعقدت الخميس الماضي. إن إسرائيل “بصدد القيام بعملية موسعة وقوية في الجبهة الشمالية”.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان أبرزها “حزب الله“، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل. ما أسفر عن سقوط المئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب تشنها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين. معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى