سياسة

بوتين يلتقي الأسد لمناقشة التصعيد في الشرق الأوسط


بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء هو الأول منذ مارس/آذار من العام 2023 مع الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو، التصعيد في الشرق الأوسط على خلفية الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة والعلاقات الاقتصادية الثنائية، بينما تسعى روسيا أن تقوم بدور الوساطة لتخفيف حدة التوتر بين سوريا وتركيا قبل لقاء محتمل بين رئيسي البلدين.

وقال الرئيس الروسي متوجها لنظيره السوري “يهمني كثيرا رأيكم حول تطورات الوضع في المنطقة برمتها. للأسف، يميل الوضع إلى التصعيد، هذا ما نشهده”، مضيفا “وسوريا معنية مباشرة بذلك”، في إشارة إلى الحرب في غزة والتوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان حيث يجري تبادل إطلاق نار شبه يومي مع حزب الله المدعوم من إيران، حليفة سوريا أيضا.
و تعد روسيا حليفا أساسيا لسوريا منذ تدخلها العسكري في النزاع في هذا البلد دعما للأسد عام 2015، وهو ما أكده الرئيس السوري قائلا “حافظت العلاقات بين بلدينا على الثقة المتبادلة، وهذا مؤشر على نضج شعبينا”، متابعا “”في ظل الأحداث التي يشهدها العالم أجمع والمنطقة الأوراسية، فإن اجتماعنا اليوم يعتبر بالغ الأهمية لمناقشة تفاصيل تطورات الأوضاع، والآفاق والسيناريوهات المحتملة”

وتأتي هذه الزيارة بعد شهر من زيارة ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى العاصمة السورية دمشق، حيث أجرى محادثات مع الأسد ومع وزير خارجية النظام فيصل المقداد. 
وترغب روسيا في أن تتحسن العلاقات بين أنقرة ودمشق، وتحدّثت تقارير صحفية عن لقاء محتمل في شهر أغسطس/آب سيجمع الرئيس التركي بنظيره السوري في موسكو.
وكان الرئيس التركي قال الشهر الحالي إنه قد يدعو الأسد الى تركيا في أي وقت”، بعدما كان أرسل مؤشرات إيجابية تجاه الرئيس السوري في العام 2022. فيما أبدى الأسد موقفا إيجابيا تجاه المبادرة التركية، لكنه قال إن المشكلة ليست في حصول اللقاء بحدّ ذاته إنما في مضمونه. وسأل “ما هي مرجعية اللقاء، هل ستكون إلغاء أو إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب، وانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية؟”، مضيفاً “هذا هو جوهر المشكلة”.

وفي مارس/آذار2012 أغلقت تركيا سفارتها في دمشق على خلفية النزاع في سوريا وقدمت دعماً للمعارضة السياسية، قبل أن تبدأ بدعم فصائل معارضة مسلحة.
وتشترط دمشق منذ العام 2022 أن تسحب أنقرة قواتها التي سيطرت بفضل عملياتها العسكرية على شريط حدودي واسع في شمال البلاد وتحظى بنفوذ في شمال غربها، كمقدمة للقاء الأسد وإردوغان. لكن السلطات التركية تعتبر أن هدف وجودها في سوريا، وفق ما يوضح مصدر في وزارة الدفاع، هو “القضاء على الهجمات الإرهابية والتهديدات ضد أراضيها ولمنع إنشاء ممر إرهابي قرب حدودها”، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين يقودون قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية.

وشنّ الجيش التركي عمليات عسكرية عدة داخل سوريا منذ العام 2016، استهدفت بشكل رئيسي الوحدات الكردية، التي تصنّفها إرهابية وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.
ولا تزال أنقرة تستضيف نحو 3.2 ملايين لاجئ سوري، يشكل مصيرهم قضية حساسة في السياسة الداخلية مع تعهد خصوم إردوغان إعادتهم الى بلدهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى