بيروت.. القيادي عماد الحوت يتمرّد على قيادة «الجماعة»؟
تستكمل الجماعة الإسلامية في بيروت انعطافتها نحو فتح العلاقات مع حزب الله كمرآة للعلاقة الوثيقة التي تربط الحزب بحركة حماس.
إلا أن ذلك يجري وسط تباينات يعبّر عنها بعض القياديين. يتقدمهم النائب عماد الحوت الذي يشكو من ابتعاد «الجماعة» عن قاعدتها الشعبيّة.
بالإضافة إلى «فرض رقابة لصيقة» على تحرّكاته، ما قد يدفعه إلى الاستقالة من الجماعة. فيما تؤكد مصادر داخل التنظيم أنّ الاختلاف في وجهات النظر لا يزال «تحت السيطرة»
الجماعة الإسلامية ليست تنظيماً حديدياً
عماد الحوت واحدٌ من القياديين الذي لم يستوعبوا بعد كيف انقلبت الأمور رأساً على عقب، وكيف تنتقل الجماعة من ضفةٍ إلى أُخرى بسلاسة.
بعدما اشتدّ عود الجناح المحسوب على حركة حماس في الداخل، وإن كان البعض ينفي هذا الأمر. مؤكّداً أنّ تأثير «حماس» في عدد من الملفّات ليس كما يتم ترويجه. ينقل البعض عن الحوت أنه غير راضٍ عن الأداء السياسي لحزبه، تماماً كعدم رضاه عن «محاولات الكبت» التي يتعرّض لها. المواقف التي يدلي بها يتم فحصها عبر «الميكروسكوب»، منعاً لأي تغريدة خارج السرب، وعمليات ضبطه صارت «عالمكشوف».
على مسامعه، استذكر قياديون في الجماعة ملابسات اختياره لتمثيلها في المجلس النيابي. علماً أن البعض يشير إلى أن الحوت لم يجتز أصلاً «اختبار الأرقام» في اجتماع خصّص لاختيار اسم مرشح «الجماعة». لكن العقلانية استدعت اختياره حتى لا تتأثّر القاعدة الشعبيّة بالتباينات الحاصلة في الانتخابات ولا تتزعزع المؤسسات الداخليّة قبل انتخاب القيادة الجديدة. يعرف «الدكتور» أنّ أموال «حماس» هي التي أبقت الجماعة واقفة «على رجليها».
ومكّنته من أن يُنتخب نائباً عن بيروت. كلّ ذلك، يجعل من الحوت أضعف من مقاومة «مخرز» القيادة التي كانت واضحة في طلبها بأن «يصفّ بالصف» بمعزل عن آرائه الشخصيّة، باعتبار أنّه ينتمي إلى حزب ولا يمثّل نفسه في البرلمان، بل عليه أن يعكس توجّهات «الجماعة» والالتزام بسقفها. هذا
ما قاله طقوش لـ«الأخبار» في أوّل لقاء إعلامي معه: «أتحدى أن يجيب الحوت عن الأسئلة التي توجه إليّ بإجابات مُناقضة وإلا أستقيل من منصبي».
رغم ذلك، لدى الحوت جملة من الانتقادات على المواقف السياسيّة لـ«الجماعة». كل المواقف في كفّة والاقتراب من حزب الله في كفّةٍ أُخرى. ليس سهلاً على الرجل الذي قال يوماً إنّ «حزب الله يعاني من أزمة ضمير لأنه يمارس ما كانت تمارسه إسرائيل في الجنوب ويحتل جزءاً من الأراضي السورية»، أن يصرّح بغير ذلك.
جميع القياديين يعرفون أن نائب بيروت لم «يهضم» انعطافة الجماعة بعد. إلا أن بعضهم يُشير إلى أنّ ما يُزعج الحوت أكبر من «قصقصة الأجنحة» داخل «عائشة بكّار» وكتْم آرائه، بل وصل الأمر إلى «كتْم» تحرّكاته. من ذلك، مثلاً، منعه من المشاركة في العشاء الذي أقامه السفير السعودي وليد البخاري بعد اجتماع دار الفتوى الذي ضمّ النواب السنة في أيلول الماضي. لم يكن ذلك إلا أوّل الغيث. ويشير البعض إلى أن نائب «الجماعة».
يؤكّد في مجالسه المغلقة أنّه يتعرّض لـ«رقابة لصيقة»، وأنه يُفكّر في إعلان استقالته من «الجماعة». خصوصاً أنّه يرى أنّه يُعبّر عن أفكار القاعدة الشعبيّة التي لم تقتنع بعد بالتقارب مع حزب الله. في حين يؤكّد قياديون أنّ «خروج الحوت لم يُطرح». لا ينكر هؤلاء التباينات بين الحوت والقيادة، إلا أنّهم يعتبرون أنّها «ما زالت تحت السيطرة، وأنّ الاختلافات في الرأي تتم معالجتها بهدوء بين الطرفين».