سياسة

بين السلاح والسلطة.. كيف تستخدم كتيبة البراء التخلي عن السلاح كاستراتيجية؟


 

 أثار إعلان كتيبة البراء، التابعة للحركة الإسلامية في السودان تخلّيها عن العمل العسكري وتحوّلها إلى ما وصفته بالعمل المدني، شكوكا واسعة من قبل أطياف واسعة من السودانيين، الذين اعتبروا أنها محاولة مكشوفة لإعادة تموضع الإخوان في المشهد العام والسيطرة على السياسات الحكومية لحكومة كامل إدريس ومراقبتها.

واتهم تجمع أبناء أم درمان، كتيبة البراء بن مالك بانتهاج أساليب تضليلية تهدف إلى خداع الشعب السوداني، وذلك في أعقاب إعلان قائد الكتيبة، مصباح طلحة أبو زيد، عن تحولها من العمل العسكري إلى القطاع المدني عبر إنشاء هيئة مدنية تحمل اسم “هيئة الإسناد المدني” وتُعرف اختصارًا بـ”سند”.
وتداولت الشبكات الاجتماعية السبت تصريحات لأبو زيد بالتحول من العمل المسلح إلى القطاع المدني، وتحليلات لما وراء الإعلان وقال الماتب والخبير الاستراتيجي جمال سند سويدي في تغريدة على اكس:

ويُعرف مصباح طلحة أبو زيد بالتزامه بالتوجهات الإسلامية في العمل السياسي، ويقود الكتيبة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، ولها انتشار واسع في الولايات والمحليات، إضافة إلى امتلاكها معسكرات تدريب ومكاتب تنظيمية. وعلق ناشط على الإعلان:

واعتبر تجمع أبناء أم درمان هذا الإعلان محاولة مكشوفة لتوفير غطاء شرعي لنشاطات الكتيبة، داعيًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تصنيفها ضمن المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون.

وشاركت الكتيبة، التي تضمّ عناصر من قوات الدفاع الشعبي والأمن الشعبي والأمن الطلابي وكوادر حزب المؤتمر الوطني، في معارك الجيش ضد الدعم السريع منذ الساعات الأولى للحرب، وقالت مصادر مطلعة أنّ الكتيبة لا تزال ناشطة عسكريًا وتقاتل إلى جانب الجيش السوداني.

واشتهرت كتيبة البراء بن مالك على نطاق واسع خلال الحرب باستخدام الطائرات المسيرة في الأسابيع الأولى للحرب منتصف العام 2023. وتكبدت الكتيبة خسائر على مستوى عناصرها العسكرية في معارك سنار بمنطقة جبل موية والخرطوم وأم درمان وولاية الجزيرة، كما توسعت عملية تسليحها ومعسكراتها خلال الحرب.

وتدافع كتيبة البراء بن مالك عن توجهاتها وتقول إنها تعمل تحت إمرة القوات المسلحة للدفاع عن البلاد من قوات الدعم السريع المدعومة خارجيًا على حد تعبيرها.

وأوضح تجمع أبناء أم درمان أن كتيبة البراء بن مالك لا تزال تحتفظ بهياكلها العسكرية ومعسكراتها المنتشرة داخل الأحياء والمرافق المدنية، مشيرًا إلى أن هذه المواقع تُستخدم في تنفيذ أنشطة عسكرية وتدريبات قتالية. وأكد أنه يتابع تحركات الكتيبة عن كثب، ويعمل على توثيق انتهاكاتها بحق المدنيين، تمهيدًا للتعاون مع القوى الوطنية والحقوقية لكشف هذه الممارسات.

ورغم إعلانها عن التحول إلى العمل المدني، أكد تجمع أبناء أم درمان أن الكتيبة تمارس أنشطة سياسية لصالح حزب المؤتمر الوطني “المنحل”، تحت غطاء هيئة “سند”، مما ينفي عنها صفة الجسم المدني. وشدد البيان الصادر عن التجمع الأحد على أن هذه المناورة تهدف إلى كسب شرعية دولية لأنشطة الكتيبة.

ودعا التجمع المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والهيئات الدبلوماسية والحقوقية إلى عدم الانخداع بهذه التصريحات، مطالبًا بتصنيف كتيبة البراء بن مالك كمليشيا مسلحة تهدد الأمن الوطني والسلم المجتمعي، وتتحصن برداء مدني زائف لا يعكس حقيقتها العسكرية.

ويقول محللون أن انسحاب الكتيبة من الميدان العسكري، ليس حدثا عاديا لطالما أن دخولها الي أرض الحرب، تم بخطة وتكتيك مسبق، وحملت اسم كتائب الظل وكانت عنصرا فاعلا رئيسيا في الحرب  منذ 15 ابريل/نيسان 2023، فنظام الإخوان وأجهزته الأمنية هم الذين خططوا للحرب مثلما خططوا لفض الإعتصام، ودبروا الانقلاب.

وتشير بعض التحليلات إلى أن الكتيبة، وكونها مرتبطة بالحركة الإسلامية، قد تسعى لتعزيز نفوذها السياسي في أي ترتيبات مستقبلية، لكن هذا لا يعني التخلي عن السلاح بشكل فوري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى