الشرق الأوسط

بين صمت الحرب وصراخ البطون.. غزة في مفترق الألم


نسائم وقف إطلاق النار العابرة من وراء الحدود تعيد إليهم الأمل بهدنة، لكن مشاهد القتلى من الجوعى تعيدهم مكرهين إلى اللحظة الأليمة.

هكذا تمضي أيام غزة ثقيلة غارقة في الدم، وعلى وقع إحداثيات الحرب التي اندلعت عقب هجوم شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ ذلك الحين، تتراكم أيام الحرب ومعها تتزايد حصيلة القتلى قصفا أو خوفا أو جوعا.

والثلاثاء، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 51 شخصا قتلوا منذ فجر اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي، معظمهم سقطوا قرب مركزين لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع الفلسطيني المدمر.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه “رصد تجمعا (للمواطنين) في منطقة مجاورة لقوات الجيش الإسرائيلي العاملة في ممر نتساريم وسط غزة”.

وأكد الجيش أنه تلقى تقارير على إصابات بـ”نيران الجيش الإسرائيلي في المنطقة، التفاصيل قيد المراجعة”.

وأكد مستشفى العودة في بيان أنه استقبل 21 قتيلا على الأقل ونحو 150 مصابا، لافتا إلى أن من بينهم 62 حالة خطرة (نتيجة) نيران إسرائيلية قرب جسر وادي غزة في وسط قطاع غزة.

وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس، أنه قرابة الساعة 01,45 فجرا بتوقيت القدس، تجمع آلاف الفلسطينيين قرب مفترق نتساريم الذي يبعد مئات الأمتار عن مركز لتوزيع المساعدات.

وقال شاهد عيان يدعى ربحي القصاص “كنا تقريبا 50 ألف (شخص)، خدعنا الإسرائيليون وجعلونا ندخل (مركز توزيع الغذاء)، من ثم أطلقوا النار علينا بشكل عشوائي والجرحى والقتلى بالشوارع من أجل لقمة العيش”.

وتساءل: “إلى متى هذا الوضع، إلى متى سوف يبقى الناس في هكذا وضع، نريد حلا لهؤلاء الضحايا الذين يموتون”.

وسبق أن أكد أحد الشهود أن الجيش الإسرائيلي “أطلق الرصاص وعدة قذائف مدفعية بالتزامن مع إطلاق النار من طائرات مسيرة إسرائيلية باتجاه آلاف المواطنين منتظري المساعدات عندما اقتربوا من مفترق نتساريم قرب جسر وادي غزة” ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين.

هدنة بالأفق؟

قال فلسطينيون إنهم كانوا يتمنون لو أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب بين إسرائيل وإيران كان ينطبق على غزة.

وزاد من إحباطهم إلقاء الجيش الإسرائيلي منشورات على عدة مناطق في شمال غزة تأمر السكان بالمغادرة والتوجه جنوبا، فيما بدا أنه نذير بتجدد الهجمات العسكرية الإسرائيلية على حماس.

وجاء في بيان الجيش “العودة إلى مناطق القتال تمثل خطرا على حياتكم”.

وأبلغت مصادر مقربة من حماس رويترز بوجود جهود جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقالت المصادر إن حماس منفتحة على مناقشة أي عروض “تنهي الحرب وتحقق الانسحاب الإسرائيلي من غزة”، في تأكيد لشروط تتمسك بها حماس وترفضها إسرائيل.

وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة بموجب أي اتفاق لإنهاء الحرب، في حين تقول إسرائيل إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بنزع سلاح الحركة وتفكيكها. وترفض الأخيرة إلقاء سلاحها.

ووفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، أدت الهجمات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة إلى مقتل نحو 56 ألف فلسطيني ونزوح جميع سكان القطاع تقريبا وتفشي أزمة جوع.

ألمانيا: «الوقت حان»

أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن “الوقت حان” للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس.

وفي تصريحات أدلى بها أمام البرلمان، شدد ميرتس على الدعم الألماني لإسرائيل التي قال إن “لها الحق في الدفاع عن وجودها وسلامة مواطنيها”.

لكنه أضاف أن ألمانيا تحتفظ بحق “طرح تساؤلات نقدية بشأن ما ترغب إسرائيل بتحقيقه في قطاع غزة”.

وقال إن ألمانيا “لن تفكر في تعليق أو إنهاء” اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي يعيد التكتل النظر فيها في إطار سعيه للضغط على تل أبيب للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.

لكن ميرتس دعا إسرائيل إلى ضمان “التعامل الإنساني مع الناس في قطاع غزة، خصوصا النساء والأطفال والشيوخ”.

وجاءت تصريحاته في ظل الآمال بنجاح وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حين يتبادل الطرفان الاتهامات بمواصلة الأعمال العدائية.

مقتل متعاون خامس 

باليوم نفسه، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ أحد المتعاونين معها قُتل في غزة الأحد، وهو الخامس منذ بدء الحرب في القطاع الفلسطيني.

وقالت اللجنة على موقعها الإلكتروني، إنّ “محمود بركة الذي كان يعمل في الدعم اللوجستي في مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح، قُتل الأحد”.

وأضافت في منشور على منصة إكس أنّه “قُتل في أثناء عودته إلى منزله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى