سياسة

تحديات خلافة هنية: اختبار لتماسك حماس


 ينعقد مجلس شورى حركة المقاومة الإسلامية، الهيئة الاستشارية الرئيسية لحماس. قريبا لاختيار قائد سياسي جديد خلفاً لرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الذي اغتيل الأربعاء في طهران في ضربة اتهمت إسرائيل بتنفيذها. فيما تختبر خلافة هنية تماسك حماس وسط صراع بين قيادتي الداخل والخارج.

ويمكن للسياق الحالي أن يؤثر في مستقبل حماس أكثر من الشخصية التي سيقع عليها الخيار خلفاً لهنية الذي تولى منصبه في 2017. في خضم الحرب الجارية في قطاع غزة إثر هجوم شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين 2023 في جنوب اسرائيل.

وعلى الرغم من بروز شخصيات تُعد معتدلة داخل الحركة. إلا أن حماس ما زالت متمسكة بالنضال بلا تنازلات من أجل إقامة دولة فلسطينية، ولا سيما عن طريق المقاومة المسلحة.

وتقول تهاني مصطفى من مجموعة الأزمات الدولية إنه سيكون “مجانباً للمنطق من الناحية السياسية” توقع أن يميل خليفة هنية إلى المرونة تجاه إسرائيل. وقال مصدر داخل الحركة إن “العلاقات مع الدول العربية والإسلامية” ستؤخذ في الاعتبار أيضا.

ومن أبرز القادة الذين يمكن أن يقع عليهم الخيار خليل الحية نائب رئيس الحركة وهو مقرب من يحيى السنوار قائد حماس في غزة الذي تتهمه إسرائيل بأنه أحد العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر.

وفي عام 2006، قاد خليل الحية كتلة حماس في المجلس التشريعي بعد فوز الحركة في آخر انتخابات فلسطينية نظمت منذ ذلك الحين، واندلعت بعد فترة غير طويلة منها اشتباكات مسلحة مع حركة فتح برئاسة محمود عباس.

ويعد الحية من أبرز مؤيدي الكفاح المسلح لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. ونجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية لا سيما في العام 2007 .حين أدى استهداف منزله في شمال قطاع غزة إلى مقتل عدد كبير من أفراد عائلته.

ومن بين المرشحين للمنصب موسى أبومرزوق، وجه معروف وهو أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي للحركة .ويتبنى مثلما كان هنية نهجا براغماتيا في المفاوضات فهو يؤيد “وقف إطلاق نار طويل الأمد” مع إسرائيل والقبول بحدود الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 حدوداً للدولة الفلسطينية. ولكن هذا الأمر ما يزال يثير بعض الجدل داخل الحركة.

وعندما كان مقيماً في التسعينيات في الولايات المتحدة. تم توقيفه بتهمة جمع الأموال للجناح المسلح لحركة حماس. بعدها ظل في المنفى. لا سيما في الأردن ومصر وقطر. وفي كل مرة يخلو المنصب، يُطرح اسمه من بين الخلفاء المحتملين لقيادة الحركة.

كما يعد زاهر جبارين الذي يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية لحماس .وكان مقرباً من هنية، حتى أنه وُصف بأنه ذراعه اليمنى، من بين المرشحين لخلافته

واعتقلت إسرائيل جبارين وأطلق سراحه في عام 2011 خلال عملية تبادل بين أسرى فلسطينيين والجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس وبقي لديها خمس سنوات. ويُعد مقربا من تركيا حيث أقام لفترة.

وقام جبارين بتجنيد أشخاص للقيام بأنشطة غسيل أموال واسعة النطاق. تم القبض على اثنين منهم في إسرائيل في عام 2018 .كما شارك في عمليات نفذها الجناح المسلح لحركة حماس.

وبيرز اسم خالد مشعل على قائمة المرشحين لقيادة حماس ويعيش في المنفى منذ عام 1967. كما تنقل بين الأردن وقطر وسوريا ودول أخرى.

واختير رئيسا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين ومن بعده خليفته في الأراضي الفلسطينية عبدالعزيز الرنتيسي.

ونجا مشعل نفسه من محاولة اغتيال في عام 1997 .في عمان في عملية نفذها عملاء الموساد، جهاز المخابرات الإسرائيلي.

وعندما كان يعيش في سوريا، انتقد النظام السوري .بسبب قمعه العنيف للاحتجاجات المناهضة للحكومة، مما تسبب في توتر علاقاته مع إيران. الحليف الاستراتيجي لسوريا والداعم الرئيسي لحماس.

ومن بين المرشحين لخلافة هنية يحيى السنوار، الذي انتُخب في فبراير/شباط 2017 .رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة وهو من مؤيدي الخط المتشدد.

وأمضى الرجل المتقشف البالغ من العمر 61 عامًا 23 عامًا في السجون الإسرائيلية قبل أن يُطلق سراحه عام 2011 ضمن صفقة تبادل.

وُلد السنوار في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وانضم إلى حركة حماس عند تأسيسها عام 1987 وهو العام الذي انطلقت فيه الانتفاضة الأولى. بعدها أسس “مجد”، جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس.

وهو قائد النخبة السابق في كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة وتلاحقه إسرائيل. بصفته العقل المدبر لهجوم 7 /أكتوبر، وهو مدرج على قائمة “الإرهابيين الدوليين”. الأميركية ويحيط السنوار تحركاته بمنتهى السرية ولم يشاهَد علنًا منذ اندلاع الحرب في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى