الشرق الأوسط

تحذيرات أميركية للعراق وميليشيات إيران


كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن تلقي الفصائل المسلحة في العراق وطهران رسالة أميركية مفادها “إذا استمرت هجماتهم فسوف يأخذون العراق إلى حرب”، فيما حذر مراقبون من خطورة تطور الأوضاع الأمنية داخل العراق.

وقال حسين في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية “بي.بي.سي” إن “هذه الأيام التوتر بين إيران والولايات المتحدة مرتفع للغاية، كما نأمل أن يوقف الجانبان هجماتهما، ولا ينبغي لهما (إيران وأمريكا) أن يرغبوا في حل مشكلتهم على الأراضي العراقية، خاصة أننا دفعنا الكثير من الخسائر”.

وفي الآونة الأخيرة، تصاعدات مطالبات في العراق بإنهاء مهمة التحالف الدولي وانسحاب القوات الأميركية من البلاد، إثر ضربات متبادلة بين هذه القوات وجماعات عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، على خلفية حرب إسرائيلية مدمرة تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول الأحد إن العراق والولايات المتحدة أجريا محادثات من أجل صياغة جدول زمني “لخفض مدروس وتدريجي وصولا إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي” في العراق. وأضاف “وطالما لم يعكر صفو المحادثات شيء فإن الاجتماعات ستتواتر بصورة دورية لإتمام أعمال اللجنة بالسرعة الممكنة”.

ويرى حسين أنه “ينبغي استئناف المفاوضات بشأن انسحاب 2500 جندي أميركي متمركزين في العراق كمستشارين منذ عام 2014، لمنع عودة ظهور تنظيم داعش، خصوصا ان معظم العراقيين لا يريدون تواجد قوات أجنبية في بلادهم”، مبيناً أن “أولئك الذين تمت دعوتهم (الأميركيين) سنعمل على إخراجهم من خلال المفاوضات”.

وأكد الوزير العراقي ان “الفصائل تواجه الآن تحديات، وإذا ما تحدثت مع الكثير من الزعماء السياسيين الآن، ستجد إنهم يتحدثون عن هذا الأمر”. وأشار إلى أن “الفصائل المسلحة تلقت رسالة مفادها أنه إذا استمروا، فسوف يأخذون هذا البلد إلى حرب في حين أن هذه الحرب ليست حربنا وهذه الرسالة وصلت أيضا في طهران”.

ووصفت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، الاثنين، العلاقات القائمة بين الحكومة العراقية والفصائل المسلحة التي تخوض قتالا مع القوات الأميركية بأنها “معقدة”، معتبرة أن وضع الفصائل “غامض” حيث تعمل كجزء من القوات المسلحة النظامية، وفي الوقت نفسه تنشط بشكل مستقل خارج سيطرة الدولة.

واعتبرت الصحيفة الأميركية في تقرير لها أن هذا الوضع “المعقد” جعل حكومة محمد شياع السوداني في “موقف حساس” بشكل متزايد وهي تحاول ان تحقق التوازن بين علاقاتها مع الولايات المتحدة ومع الجماعات المسلحة.

واغتالت واشنطن الأسبوع الماضي ابو باقر الساعدي، أحد قياديي كتائب حزب الله التي تصنفها الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي برغم أنها شاركت في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في العام 2014 والذي كانت تقاتله القوات الأميركية ايضا، كما أن الحكومة صنفت الحشد الشعبي في العام 2016 على انها تشكيل عسكري مستقبل داخل القوات المسلحة.

لكن التقرير لفت إلى أن بعض المجموعات المسلحة التي تشكل قوات الحشد الشعبي هي أيضا جزء من “المقاومة الاسلامية في العراق”، التي شنت حوالي 170 هجوما ضد قواعد للقوات الاميركية في العراق وسوريا خلال الشهور الاربعة الماضية، وذلك كانتقام من واشنطن لدعمها اسرائيل في الحرب على غزة.

وقال الباحث في معهد “تشاتهام هاوس” البريطاني ريناد منصور إن قوات الحشد الشعبي هي في الواقع ذراع تابع للحكومة العراقية، موضحا “انهم يعتبرون انفسهم يحمون الدولة”، سواء من خلال محاربة داعش، او من خلال قمع المتظاهرين المناهضين للحكومة.

كما نقل التقرير عن الباحثة المختصة بالشؤون العراقية لهيب هيجل، في “مجموعة الأزمات الدولية”، قولها إن بعض الجماعات المسلحة داخل الحشد الشعبي، لها دور مزدوج، موضحة أن “لديهم وظيفة يومية، وهي عملهم ضمن (الحشد الشعبي)، ولهم دور آخر يتمثل بتنفيذ عمليات المقاومة ضد الوجود الأميركي”.

وكان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي والمتحدث باسم الجيش العراقي يحيى رسول قد نددا بالغارة الأميركية الأخيرة على بغداد، بالإضافة الى الإطار التنسيقي الذي دعا السوداني إلى تكثيف الجهود من أجل إنهاء وجود قوات التحالف التي يقودها الأميركيون، لفت الى أن محادثات أميركية-عراقية انطلقت في الشهر الماضي بهدف تقليص مهمة التحالف، لكنها توقفت مؤقتا بعد الضربة التي قتلت ثلاث جنود أميركيين في قاعدة في الاردن.

ونقل التقرير عن منصور قوله إنه بينما تتصاعد التوترات، “فإنه لا يوجد أي طرف يريد واقعيا حدوث مواجهة شاملة، أو الحرب المباشرة في العراق”، مضيفا أنه بدلا من ذلك، فإن المرجح أن تواصل الولايات المتحدة والعراق العمل نحو انسحاب قوات التحالف والتحرك نحو اقامة علاقات ثنائية بين الدولتين.

اما هيجل، فقد قالت إن من المرجح أن تضغط الفصائل المتحالفة مع ايران على الحكومة العراقية، بهدف وضع جدول زمني سريع للإنهاء التدريجي للتحالف.

وبحسب هيجل، فإن “الولايات المتحدة لن تخرج تحت التهديد والمسدس مصوب إلى رأسها”، مضيفة أن المطلوب هو “وقف التصعيد من اجل إجراء تلك المحادثات والتوصل فعليا الى بعض النتائج”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى