سياسة

تحذيرات أوروبية من تفاقم أزمة غزة


أعلن 27 شريكا دوليا، بينهم المملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، أن المعاناة الإنسانية في غزة. وصلت إلى مستويات لا يمكن تصورها، ودعوا الحكومة الإسرائيلية إلى إزالة العقبات أمام المساعدات.

وأفاد بيان مشترك بأن “المجاعة قائمة أمام أعيننا. لابد من تحرك عاجل لوقفها وعكس مسارها”، مشددا على ضرورة حماية المساعدات الإنسانية وعدم تسييسها.

ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى السماح بشحنات المواد الإغاثية من جميع المنظمات غير الحكومية الدولية وإزالة العقبات التي تعترض عمل الجهات الفاعلة الإنسانية الأساسية.

ولفت إلى ضرورة اتخاذ الأمم المتحدة والمنظمات والشركاء في المجال الإنساني خطوات فورية ومستدامة وملموسة لتسهيل وصول المساعدات بشكل آمن وواسع النطاق.

وتابع “نحن ممتنون للولايات المتحدة وقطر ومصر على جهودها الرامية إلى ضمان وقف إطلاق النار وسعيها لتحقيق السلام. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار ينهي الحرب. ويطلق سراح الأسرى، ويضمن وصول المساعدات إلى غزة برا دون عوائق”.

ووقع على البيان 27 شريكا دوليا، شمل وزراء خارجية أستراليا وبلجيكا وكندا وإدارة جنوب قبرص الرومية والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا واليونان وأيسلندا وأيرلندا واليابان وليتوانيا ولوكسمبورغ ومالطا وهولندا والنرويج والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة. بالإضافة إلى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس. والمفوضة الأوروبية لشؤون البحر المتوسط دوبرافكا سويكا، والمفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات حاجة لحبيب.

وبينما تحول الاهتمام العالمي إلى الجوع في غزة. حيث تقول مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي، إن مجاعة تتكشف هناك تحت وطأة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 22 شهرا، فإن أزمة المياه لا تقل خطورة وفقا لمنظمات الإغاثة.

ورغم أن بعض المياه يأتي من وحدات تحلية صغيرة تابعة لمنظمات الإغاثة. فإن معظمها يستخرج من آبار في طبقة مياه جوفية شديدة الملوحة وأصبحت أكثر تلوثا بسبب مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية التي تتسرب من الأنقاض، مما أدى إلى انتشار حالات الإسهال والالتهاب الكبدي.

وتقول وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنها تُشغّل خطي أنابيب مياه إلى قطاع غزة، يوفران ملايين اللترات من المياه يوميا. ويقول مسؤولو المياه الفلسطينيون إن الخطين لا يعملان مؤخرا.

وقطعت إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء عن غزة في بدايات الحرب. ورغم استئنافها لبعض الإمدادات لاحقا، فإن خطوط المياه تعرضت لأضرار.

ولحق الدمار بمعظم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي. وتعتمد مضخات المياه الجوفية في كثير من الأحيان على الكهرباء التي يتم الحصول عليها من مولدات صغيرة. والتي صار من النادر توافر الوقود لها.

وأفادت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق أن الجيش الإسرائيلي سمح بالتنسيق مع منظمات الإغاثة لإدخال معدات لصيانة البنية التحتية للمياه طوال فترة الصراع.

ويقول معاذ مخيمر، البالغ من العمر 23 عاما والذي كان طالبا جامعيا قبل الحرب، إنه يضطر للسير مسافة كيلومتر تقريبا والوقوف في طابور لمدة ساعتين للحصول على مياه. ويحتاج في أغلب الأحيان للقيام بالمهمة ذاتها ثلاث مرات يوميا. ويقوم بوضع المياه على عربة يدوية معدنية صغيرة عائدا إلى خيمة العائلة الموجودة على أرض وعرة.

وأضاف “أزمة كبيرة… المية الحلوة والمية المالحة… أكتر احتياجات شعبنا هي الميه… بنعاني منها بشكل كبير كل يوم… يوميا بنطلع أقل إشي مشوارين إلى 3 مشاوير علشان نعبي هادولا الجالونات مية… بنمشي تقريبا مسافة كيلومتر وبنقعد ساعتين على الدور علشان نعبني هادولا الجالونات علشان نقدر نمشي يومنا”.

ويتساءل مخيمر “لمتى نضل على هذا الحال؟”. بينما كان ينقل عبوتين كبيرتين من الماء شديد الملوحة لاستخدامهما في التنظيف وعبوتين أصغر من الماء النظيف للشرب.

وقالت والدته (53 عاما) إن ابنها يقوم بإحضار المياه التي يحتاج لها أفراد عائلته الكبيرة المكونة من 22 شخصا وتعيش في مجموعة صغيرة من الخيام في دير البلح وسط قطاع غزة.

وأضافت وهي تستعرض مجموعة من البراميل الكبيرة “البراميل كلهم فاضيات مش عارفين نعبيهم… يادوب يادوب بنوفر نتفة الميه الحلوة علشان نشرب منها إحنا وصغارنا”.

وقالت “الصغار رايحين جايين والجو حامي وكل الناس بدهم يشربوا. ويا عالم بكرة هنعرف نعبي ولا منعرفش”.

ويتكرر الكفاح من أجل نقطة المياه في أنحاء القطاع الصغير المكتظ بالسكان. حيث يعيش الجميع تقريبا في أماكن إيواء مؤقتة أو خيام دون مرافق صرف صحي أو سبل الحفاظ على النظافة العامة ولا يحصلون على ما يكفي من المياه للشرب والطهي والغسيل، وسط انتشار الأمراض.

وتقول الأمم المتحدة إن الحد الأدنى لاستهلاك الفرد من المياه في حالات الطوارئ هو 15 لترا يوميا لأغراض الشرب والطهي والتنظيف والاغتسال. ووفقا لمكتب الإحصاءات الحكومية يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي في إسرائيل حوالي 165 لترا يوميا.

وقالت بشرى الخالدي مسؤولة السياسات الإنسانية في منظمة أوكسفام للأراضي الفلسطينية المحتلة إن متوسط الاستهلاك في غزة الآن يتراوح من ثلاثة إلى خمسة لترات يوميا.

وذكرت أوكسفام الأسبوع الماضي أن الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه والتي يمكن الوقاية منها وعلاجها “تنتشر في غزة” وارتفعت المعدلات المبلغ عنها بنحو 150 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وتحمل إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسؤولية المعاناة في غزة. وتقول إنها تسمح بدخول مساعدات كافية لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى