سياسة

تحركات مشبوهة للإخوان داخل الجيش السوداني بكادوقلي.. مؤشرات على تمرد وشيك


تعيش مدينة “كادوقلي”، عاصمة ولاية جنوب كردفان، أجواء مشحونة تنذر بتمرد وشيك داخل الجيش السوداني، وسط اتهامات مباشرة للإخوان المسلمين بالسعي للسيطرة على مفاصل القرار، وتحويل المؤسسة العسكرية إلى أداة لخدمة مشروعهم السياسي.

مصادر عسكرية أكدت لصحيفة (إدراك) أنّ الفرقة 14 مشاة، المتمركزة شمال المدينة، تواجه حالة احتقان غير مسبوقة، بعدما حُرم جنودها من رواتبهم مدة عام كامل، في وقت انخرطت فيه بعض القيادات، المحسوبة على تيار الحركة الإسلامية، في أنشطة تجارية عبر تطبيق “بنكك” مستغلة أموال الجنود في عمليات مالية غامضة.

وأوضحت المصادر أنّ هيمنة مدنيين من خلفية إسلامية على قرارات الجيش في جنوب كردفان عمّقت حالة الغضب، خصوصًا مع استحواذ عناصر نافذة في الاستخبارات على مخازن الذرة التابعة للفرقة، والتي تكفي لإطعام المدينة كاملة، لكن يتم التصرف بها خارج أيّ رقابة أو شفافية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه “كادوقلي” انهيارًا إنسانيًا حادًا، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، وانعدمت السيولة النقدية، وشحّت الأدوية، ممّا دفع مئات الأسر إلى النزوح نحو مناطق أخرى بحثًا عن مقومات الحياة.

هذا، ويرى مراقبون أنّ الإسلاميين، الذين فقدوا نفوذهم السياسي المباشر، يحاولون العودة إلى الواجهة عبر اختراق المؤسسة العسكرية، والتحكم في مواردها، واستخدام الأزمات المعيشية كورقة ضغط لفرض واقع جديد على السلطة الانتقالية، لافتين إلى أنّ القيادات العسكرية غائبة بشكل كلّي عن الواقع المأساوي الذي يسبّبه الإخوان جنوب كردفان.

ومنذ وصول الحركة الإسلامية السودانية إلى السلطة عام 1989 عبر انقلاب عمر البشير، شكّلت ولايات كردفان ـ وخاصة جنوب كردفان وكادوقلي ـ إحدى أهم مناطق نفوذ الإسلاميين، سواء من الناحية التنظيمية أو العسكرية.

ولعبت كردفان دورًا مركزيًا في ما عُرف بـ “الدفاع الشعبي”، وهي قوات شبه عسكرية أنشأها النظام الإخواني لدعم الجيش في حروبه، كما زرعت كوادر الحركة الإسلامية في الوحدات العسكرية القيادية، خصوصًا في الفرقة 14 مشاة، وهو ما ضمن ولاء جزء من المؤسسة العسكرية لمشروع الإسلاميين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى