سياسة

تحويل الدين إلى أداة سياسية: هل نجح الإخوان في تسييس الإسلام؟

يُثار جدل واسع حول ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين قد نجحت في تحويل الإسلام إلى حزب سياسي، حيث يجادل البعض بأن الجماعة استغلت الدين لتشكيل أجندة سياسية، بينما يرى آخرون أن الهدف هو نشر القيم الإسلامية في الحياة العامة دون تسييس.


قال الإعلامي الفلسطيني أيمن خالد: “إنّ أيّ فرد لا يستطيع أن يكون عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، حتى لو كان يحمل شهادة دكتوراه في الشريعة الإسلامية، ما لم يكن يمتلك معايير خاصة”.

وأضاف خالد، في مقالة نُشرت عبر موقع (العربية نت)، أنّ الانتماء الحزبي لأيّ حزب سياسي لا يتطلب تلك المعايير المعقدة على شاكلة ما يفعله الإخوان، الذين أرادوا بالفعل تحويل الدين الإسلامي إلى حزب سياسي، عبر عملية نقل الإسلام من دين يدعو إلى وحدانية الله إلى مؤسسة تدعو إلى وحدانية الحزب، الذي هو بمفهومهم أصبح بديلاً للدين والسياسة معاً، وأصبح المرشد العام للحركة هو صاحب الفصل والفتوى في الأمور كافة، ناهيك عن كتاب الرسائل الذي كتبه مؤسس الجماعة، والذي ما يزال المرجع الأساس لحركة الإخوان عند اختلافهم في شؤونهم.

وذكر الإعلامي الفلسطيني أنّ الأصل في تكوين الإسلام أنّه حافظ على مختلف المكونات الاجتماعية، مضيفاً إليها مسألة التوحيد، وصولاً إلى إعادة بناء مسائل الحقوق بين الناس بمختلف ألوانهم ومعتقداتهم، غير أنّ الإخوان المسلمين أوّل ما فعلوه أنّهم أخذوا على عاتقهم هدم كل الكيانات الموجودة، السياسية والاجتماعية وكامل مكونات المجتمع، وصولاً إلى الدولة التي أصبحت تحت المطرقة، بقصد إعادة بناء كيان واحد هو حركة الإخوان بكامل أطرها الاجتماعية والفكرية والثقافية وحتى الدينية، بمعنى أن يكون المجتمع والسياسة والدين الإسلامي برمته تحت مظلة الحزب، الذي هو الدين وهو الفكرة والدولة وكل شيء.

وتابع: “أخذوا من الدين ما شاؤوا في مسألة انتقائية، وانصرفوا إلى عالم السياسة، ثم استخلصوا من الدين والسياسة عالماً خاصاً بهم، فالحالة الإخوانية تستوجب توصيفاً دقيقاً باعتبارها منظومة كاملة من الإيديولوجيا (دينية وسياسية وثقافية واقتصادية، واجتماعية، وتشمل تربية خاصة للبيت والأسرة والطفل)”.

وأوضح خالد أنّ حركة الإخوان لم تأتِ كحركة إصلاح ديني، ولكنّها جاءت حركة أرادت أن تستحوذ على “الكل الإسلامي”، تاركة وراءها كامل العالم الإسلامي الذي لا تراه ينتمي إليها. فالحركة اختصرت نفسها بمسمّى أنّها هي الإسلام، من خلال ما قاله مؤسس الحركة في واحدة من أهم رسائله “نحن الإسلام”.

وطرح خالد سؤالاً هو: “هل يمكن أن يكون توصيف الإخوان كطائفة هو الأقرب إلى المنطق والعقل؟ خصوصاً أنّ المنظومة الإخوانية، هي منظومة نافية للكل، وسواء تفرقت أم اجتمعت هذه الجماعة، فكلها عملياً تجلس على مائدة واحدة، وكلها تقوم وفق قاعدة واحدة، بأخلاقياتها وقيمها السياسية والدينية من خلال احتكار مفهومي الدين والسلطة معاً”.

وأضاف: “نحن اليوم نجد أننا أمام فكرة الإيديولوجيا المكتملة لهذه الجماعة، من خلال فكرة استبدال الإسلام بمسمّى الإخوان، واستبدال السيرة النبوية بالسيرة الإخوانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى