سياسة

تخفيف شروط حماس تنعش آمال التوصل لوقف النار في غزة


 تجدد الأمل بالتوصل لهدنة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس منذ أكثر من خمسة أشهر في قطاع غزة المحاصر، مع إبداء حماس مرونة في تخفيف شروطها لصفقة تبادل الأسرى، في حين أفرغت أول سفينة نقلت 200 طن من الأغذية حمولتها في مدينة غزة تمهيدًا لتوزيعها على السكان المتضورين جوعًا.

وتعمل دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر، على التوصل لاتفاق على هدنة وصفقة تبادل بين رهائن وسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل.

واقترحت حماس الجمعة اتفاق هدنة من ستة أسابيع يتضمن مبادلة رهائن بأسرى فلسطينيين، في ما اعتُبر موقفًا أكثر مرونة بعد أن كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال قيادي في حماس إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على “أن تفرج إسرائيل عن 20 الى 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي”. وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلا فلسطينيا في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها. وتحدثت عن استعدادها لأول مرة للإفراج عن مجندات.

كذلك، تشمل المرحلة الأولى المقترحة “الانسحاب العسكري من كل المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بلا قيود، وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا”.

وتعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال محطة له في العاصمة البحرينية المنامة، “مواصلة التنسيق” مع “شركاء إقليميين ودوليين” من أجل “تهدئة خلال شهر رمضان”، وفق المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر.

من جهته أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن وفدا إسرائيليا سيتوجّه إلى قطر للمشاركة في مفاوضات على صفقة للإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إطار تهدئة في غزة.

وأوضح المكتب السبت أن رئيس الوزراء دعا “حكومة الحرب والحكومة الأمنية للاجتماع (الأحد) لاتخاذ قرار بشأن تفويض الوفد المفاوض قبل توجّهه إلى الدوحة”.

لكن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دعا السبت عبر منصة إكس نتانياهو إلى “إعطاء أوامر للوفد بالبقاء في إسرائيل” وإلى “تشديد الضغط العسكري إلى حين القضاء على حماس”.

وكان نتانياهو قد وافق على “خطط عمل” الجيش لشن هجوم برّي على رفح حيث يتكدس وفق الأمم المتحدة حوالى 1.5 مليون فلسطيني معظمهم نازحون، هم أكثر من نصف إجمالي سكان القطاع.

في غضون ذلك، لم يهدأ القصف والغارات الإسرائيلية طوال الليل. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة صباح السبت مقتل 36 شخصا في ضربة استهدفت عند السحور في ليلة الجمعة الأولى من رمضان، منزلًا يؤوي عشرات النازحين من عائلة الطباطيبي وأنسبائهم، بينهم أطفال وحوامل، في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة.

وفي مستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح القريبة، وقف محمد الطباطيبي (19 عاما) وهو مصاب في يده اليسرى، بين عشرات الجثث الملقاة أرضا في ساحة قسم الطوارئ يبكي عائلته.

وقال “هذه أمي وهذا أبي وهذه عمتي وهؤلاء أخوتي… قصفوا البيت ونحن فيه. كانت أمي وعمتي تجهزان طعام السحور… كلهم استشهدوا، لا أعرف لماذا قصفوا البيت وعَملوا مجزرة”.

وردا على استفسار لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في “الوقائع الظرفية”، مؤكدا أنه استهدف مقاتلَين لحماس “في منطقة النصيرات بناء على معلومات استخباراتية”.

ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إسرائيل إلى عدم القيام بهجومها البري على مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، قائلا إن 1.2 مليون شخص هناك ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.

وكتب عبر منصة التواصل الإجتماعي إكس، “أشعر ببالغ القلق إزاء التقارير التي تفيد بوجود خطة إسرائيلية لتنفيذ هجوم بري على رفح”. وأضاف أن “المزيد من تصعيد العنف في هذه المنطقة المكتظة بالسكان سيؤدي إلى المزيد من الوفيات والمعاناة، خصوصا أن المنشآت الصحية تعاني بالفعل”.

وفي ظل الدمار الهائل والحصار وانقطاع الماء والكهرباء. تخشى الأمم المتحدة من مجاعة تعم القطاع ولا سيما في الشمال الذي يصعب الوصول إليه ويعاني حالات تفلت أمني.

وتصل المساعدات أساسا من مصر عبر معبر رفح في جنوب غزة. بعد إخضاعها لتفتيش إسرائيلي دقيق. لكنها تظل غير كافية على الإطلاق نظرا إلى الاحتياجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وغادرت السفينة التابعة لمنظمة “أوبن آرمز” الخيرية الإسبانية غزة السبت بعدما أنزلت 200 طن من الأغذية بمساعدة رصيف بنته منظمة “وورلد كيتشن سنترال”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القبرصية تيودوروس غوتسيس السبت إن سفينة مساعدات ثانية جاهزة وستنطلق إلى غزة في نهاية الأسبوع.

لكن وفق “وورلد كيتشن سنترال” فإن الأرصاد الجوية تشير إلى طقس سيئ بين الأحد ونهاية الأسبوع المقبل، ما من شأنه تأخير إبحار السفينة.

وثمة سباق مع الزمن في محاولة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية مباشرة إلى شمال القطاع من خلال إلقائها جوا انطلاقا من الأردن.

وتشدّد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أن نقل المساعدات بحرا أو جوا لا يمكن أن يكون بديلا من إدخالها برا.

والسبت تجمّعت في تل أبيب عائلات رهائن للمطالبة مجددا بتحرير أحبائهم المحتجزين في غزة. وهتف المحتشدون “أينما ذهبنا نتحدّث عنكم ونغني لكم ونصلي من أجلكم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى