الشرق الأوسط

تراجع شعبية حزب الله في لبنان


أظهر استطلاع حديث أجرته مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، أن حزب الله اللبناني لا يحظى بتأييد واسع بين كافة طوائف المجتمع اللبناني. يأتي ذلك في ظل تفاقم التوترات الإقليمية والدور المتزايد للحزب في السياسة الداخلية والخارجية. فهل تعكس هذه الأرقام تحولاً في المشهد السياسي اللبناني؟

شعبية حزب الله بين الطوائف اللبنانية

تشير نتائج الاستطلاع إلى أن حوالي 85 بالمئة من السكان الشيعة في لبنان يثقون بحزب الله؛ مما يعكس قاعدة دعم قوية بين هذه الطائفة. 

في المقابل، ينخفض مستوى الثقة بشكل كبير بين الطوائف الأخرى، حيث يعبر نحو 30 بالمئة فقط من إجمالي السكان اللبنانيين عن مستوى عالٍ من الثقة في الحزب. هذه الأرقام تعكس تباينًا واضحًا في مواقف اللبنانيين تجاه حزب الله.

وفقًا للاستطلاع، يثق فقط 9 بالمئة من السنة والدروز في حزب الله، بينما ينخفض معدل الثقة لدى المسيحيين إلى 6 بالمئة فقط.

هذا الانخفاض الكبير في مستوى الثقة بين الطوائف الأخرى يبرز التحديات التي يواجهها حزب الله في تعزيز شعبيته خارج قاعدته التقليدية.

دور حزب الله في السياسة الإقليمية

يوافق ثلث الشعب اللبناني فقط على مشاركة حزب الله في السياسة الإقليمية، هذه النسبة المنخفضة تشير إلى رغبة غالبية اللبنانيين في التركيز على الإصلاحات الداخلية بدلاً من الانخراط في حروب خارجية. تعكس هذه النتيجة توجهات الشعب اللبناني نحو السلام والاستقرار الداخلي في مواجهة التوترات الإقليمية.

على الرغم من النفوذ الكبير الذي حشده حزب الله خلال العقود الثلاثة الأخيرة، لا تملك الحكومة اللبنانية ولا القوات المسلحة القدرة على مواجهة الحزب. هذا الوضع يمكن أن يجر لبنان إلى مواجهات إقليمية دون موافقة الحكومة المركزية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.

المخاوف من التصعيد الإقليمي

أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أواخر السنة الماضية، أن نسبة كبيرة من اللبنانيين تفضل التركيز على الإصلاحات الداخلية بدلاً من الانخراط في حروب خارجية.

 يعكس هذا التوجه رغبة اللبنانيين في الابتعاد عن الصراعات الإقليمية التي قد تؤثر سلبًا على استقرار البلاد.

يشير الاستطلاع إلى أن حزب الله وضع وقف الحرب في غزة شرطًا لوقف التصعيد على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. مع استمرار الصراع، تزداد المخاوف من دخول إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، في خط المواجهة، مما قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع بشكل أكبر.

تحديات الحكومة اللبنانية

تواجه الحكومة اللبنانية تحديات كبيرة في التعامل مع حزب الله ونفوذه المتزايد، يعكس الاستطلاع تراجع الثقة بالحزب بين غالبية اللبنانيين؛ ما يضع ضغوطًا على الحكومة لتحقيق توازن بين مطالب الإصلاح الداخلي والتعامل مع التهديدات الخارجيةـ كما يتطلب الوضع تعزيز التنسيق بين الحكومة والقوات المسلحة لضمان عدم انجرار البلاد إلى صراعات لا ترغب فيها.

يعكس الاستطلاع الأخير تراجع شعبية حزب الله بين مختلف الطوائف اللبنانية، مما يبرز التحديات التي يواجهها الحزب في الحفاظ على نفوذه السياسي. كما يعكس التوجه الشعبي نحو الإصلاحات الداخلية والابتعاد عن الصراعات الإقليمية. تظل الحكومة اللبنانية أمام تحدٍ كبير لتحقيق التوازن بين هذه التوجهات وضمان استقرار البلاد في مواجهة التهديدات الخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى