ترامب يحبس أنفاس العالم.. هل تحمل ولايته الثانية حروبًا جديدة؟
حين يتعلق الأمر برجل يصعب التنبؤ بقراراته، فإن كل الاحتمالات واردة بما في ذلك خوض حروب جديدة حول العالم.
وبحسب مجلة «فورين بوليسي»، يتمتع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بقدر كبير من الحرية في استخدام القوة العسكرية حتى في غياب تفويض من الكونغرس، وإن انتهكت هذه الإجراءات القانون الدولي.
-
عودة ترامب.. ترحيب من الحلفاء وقلق من الخصوم
-
تهديد مثير للجدل: نائب ترامب يوضح تصريحاته حول رهائن غزة
ورغم الشعار الذي يكرره ترامب: “لا حروب جديدة” وادعاؤه بأن الولايات المتحدة كانت في سلام خلال إدارته الأولى، إلا أن واشنطن خاضت صراعات جديدة ووسعت وعمقت أخرى قائمة بدون تفويض جديد من الكونغرس خلال فترة حكمه السابق بين 2017 و2021.
وقد كشفت السنوات الأربع الأولى لترامب في البيت الأبيض عن قائد أعلى، رغم سلوكه المتقلب، لديه ميل معين فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية.
فقد كان متشككاً تجاه وجود عسكري أمريكي واسع النطاق في الخارج، وقيمة التحالفات والشراكات الأمريكية، وكان يميل إلى التفوق على الآخرين في اتخاذ قرارات عسكرية مثل شن هجمات جزئياً لأن رؤساء سابقين امتنعوا عنها.
-
مباحثات نووية إيرانية-أوروبية تسبق تولي ترامب السلطة بأسبوع
-
رغم التحديات.. فريق ترامب يعزز جهوده لإتمام صفقة غزة
ونظراً للحرية الكبيرة التي يتمتع بها القائد الأعلى للولايات المتحدة وقوة الجيش الأمريكي، فإن قرارات الرئيس المقبل بشأن استخدام القوة يمكن أن تكون لها عواقب عالمية.
سجل
في ضوء هذه المخاطر، ربما ينبغي إعادة النظر في سجل ترامب فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية خلال فترة ولايته الأولى.
فعندما تولى منصبه في عام 2017، ورث ترامب مهمة عسكرية أمريكية ذات تركيز محدود في ساحة الحرب المعقدة للحرب السورية.
-
روسيا تترقب تنصيب ترامب: ننتظر خطوات واضحة حول أوكرانيا
-
المال مقابل الحماية: ماذا يخبئ عهد ترامب لـ«الناتو»؟
وعلى الرغم من الأهداف السياسية الأوسع نطاقاً، إلا أن سلفه، الرئيس باراك أوباما، حصر استخدام القوة العسكرية المباشرة في سوريا على محاربة تنظيم داعش، رافضاً دعوات مستشاريه لشن هجمات على بشار الأسد وفرض “الخط الأحمر” الذي حددته إدارته بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.
ورغم تدمير التنظيم وقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في عهد ترامب عام 2019، إلا أن إدارته استمرت إلى حد كبير في اتباع نهج أوباما في مكافحة الإرهاب.
التدخلات العسكرية
في أكتوبر/ تشرين أول 2019، سحب ترامب بالفعل بعض القوات الأمريكية في شمال سوريا بناءً على طلب تركيا.
لكنه اقتنع من قبل مسؤولين في إدارته وأعضاء في الكونغرس بالإبقاء على بعض القوات الأمريكية في سوريا “للحفاظ على النفط.”
-
خيارات معقدة.. ماذا لو تأخرت حماس في الإفراج عن الرهائن حتى تنصيب ترامب؟
-
لماذا يسعى ترامب لضم غرينلاند؟.. التفاصيل الكاملة وراء الطموح الأمريكي
وتلك الفكرة كانت تتماشى مع رغبة الدائمة في تحقيق مكاسب مادية مباشرة من الانتشار العسكري الأمريكي.
ومع أن فكرة “الحفاظ على النفط” كانت غير عملية وغير قانونية، إلا أن ترامب لم يهتم بذلك.
ما يمكن توقعه
ليس هناك كرة بلورية للتنبؤ بكيفية استخدام ترامب لصلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة إذا أعيد انتخابه.
ويشكل مدى قدرة الأشخاص الذين يختار الاستماع إليهم، واستعداد فريقه أو قدرته على كبح اقتراحاته الطائشة، عوامل تزيد من عدم اليقين.
ومع ذلك، فإن سجله من 2017 إلى 2021 وتصريحاته اللاحقة، خاصة بعد انتخابات 2024، يمكن أن تقدم لمحة عن أجندته كقائد أعلى.
فترامب ليس حمامة سلام، وهو يحب إطلاق التهديدات العسكرية الصاخبة.
ورغم أن هذه التهديدات وحدها قد تضر بمصالح الولايات المتحدة، إلا أنه غالباً ما يفتقر إلى التنفيذ وقد يتجنب عمداً إشراك الولايات المتحدة في صراع مسلح كبير.
بل قد يسعى مرة أخرى إلى سحب القوات الأمريكية من النزاعات في سوريا والصومال وربما العراق.
-
قبل أيام من التنصيب: القضاء يوجه صفعة جديدة لترامب
-
غزة تحت الجحيم وتوسعات أمريكا.. عواصف ترامب تمهد طريقه للبيت الأبيض
مخاوف مشروعة
مع ذلك، فإن طبيعة ترامب التي لا يمكن التنبؤ بما قد ينجم عنها، قد تكون مصدر قلق لأولئك الذين يخشون المزيد من الحروب الأمريكية.
فاستعداده لتصعيد الحملات الجوية في الصومال وأفغانستان قبل التحرك لسحب القوات الأمريكية قد يكون نموذجاً لكيفية تعامله مع الصراع مع الحوثيين الذي قد يرثه.
وبالإضافة إلى ذلك، وكما هو الحال مع مقتل قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، قد يتصرف ترامب بطيش دون إدراك كامل لعواقب أفعاله.
وقد يحدث ذلك خصوصا إذا شجعه مستشاروه، وفي هذا السياق، تثير تأملاته خلال ولايته الأولى حول ضربات صاروخية ضد كارتلات المخدرات المكسيكية قلقاً خاصاً.
ورغم إشادة مؤيديه بتقلباته باعتبارها ميزة لإرباك الخصوم وردعهم، فإن القائد الأعلى لأقوى جيش في العالم سيظل غير متوقع، وربما أقل تقيداً مما كان عليه خلال ولايته الأولى بالنظر لضعف القيود الحالية على استخدام القوة من قبل الرئيس الأمريكي.
-
ترامب يقترب من لقب أول رئيس أمريكي مُدان جنائيًا.. عقوبة بلا سجن
-
ترامب أمام تحديات 2025: وعود السياسة الخارجية تحت المجهر
-
ترامب: لا دور للولايات المتحدة في النزاع السوري
-
ترامب يمهل حماس 50 يومًا لإطلاق سراح الرهائن