حصري

تركيا.. تهاوي شعبية الحزب الحاكم ودعوات لانتخابات مبكرة


في نوفمبر الماضي، أجريت استطلاعات رأي أبانت على أنّ تحالف الشعب، الذي صاغه حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية، سيجمع حوالي 39.1 % من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية القادمة، فيما لو أجريت قريباً، في حين بلغت أصوات حزب الشعب الجمهوري والحزب الصالح، وهما اللذان شكّلا تحالف الأمّة، 42.2%، وحدّد معدل التصويت لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد بنسبة 10% في حين أظهرت تأخر التحالف الحاكم المكوّن من حزب العدالة والتنمية الإسلامي (30%)، وحزب الحركة القومية اليميني المتطرف (9.1%).

وجراء التردي الغير المسبوق لليرة مقارنة بباقي العملات، وجد أردوغان الرئيس التركي، نفسه مجدداً في شبكة اتهامات خصومه المستائين، الشيء الذي احيا دعوات المعارضة التركية للذهاب إلى انتخابات مبكرة تُخرج البلاد من الأزمة الحادة التي تردّت فيها، حيث دعا زعماء المعارضة التركية بعد قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة تحت ضغط من أردوغان، الذي يتهمه خصومه بمحاولة فرض تصوراته الشعوبية على الاقتصاد، وهو ما أدخل تركيا في أتون أزمة اقتصادية حادة.

 “هلّا توقفت يا أردوغان، لا بدّ من إجراء انتخابات على الفور“. هذا ما جاءت به تغريده على تويتر لكمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض

كما قالت ميرال أكشنار، رئيسة الحزب الصالح: “إن أردوغان قضى على أموالنا وسمعتنا فإن كان يفعل هذا عن قصد، فهذه خيانة صارخة، وإذا كان هذا الانهيار ناتجاً عن الافتقار إلى الكفاءة، فمن الواضح ما يجب القيام به (…)، يجب وقف هذا العار عن طريق التوجه إلى صناديق الاقتراع في أقرب وقت ممكن“.

 “مع الحدّ الأدنى للرواتب البالغ (250) دولاراً في الشهر، حوّلوا (تركيا) بلدنا الجميل إلى جنّة للعمال الأرخص في العالم، تحوّل البلد إلى سوق للعبيد”. هذا ما قاله أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل المعارض بأنّ الأسواق التي اهتزت بعد خطاب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية، عرفت زلزالاً كاملاً بقرار البنك المركزي بتخفيض الفائدة.

مضيفا: “كما تعلمون جميعكم، فإنّ بلادنا في أزمة اقتصادية حادة… انظروا، هذه الأزمة ليست أزمة عالمية ولا إقليمية، إنّها أزمة من صنع أردوغان إنّ انخفاض قيمة العملة الوطنية يجعل الشعب يعيش في جحيم التضخم والفقر.”

أنّ الدولار قد ارتفع بنسبة تزيد عن 50% مقابل الليرة التركية في الأشهر الـ 8 الماضية،

وتابع رئيس الحزب المعارض: “هذه صورة لخيانة الثقة والوعود التي تمّ منحها، إنّهم منفصلون تماماً عن الواقع، إلى درجة أنّ الدولار يرتفع مثل الصاروخ، يتمّ تطبيق نظام الحصص على بيع السكر ومشتقات النفط في الأسواق، لكنّ التجار يقومون بزيادات يومية في الأسعار، وتجار الجملة لا يبيعون البضاعة؛ لأنّهم يعتقدون أنّهم لا يستطيعون تعويضها”.

إن هذا التضاؤل خلال الأعوام الـ 5 الماضية في تصويت حزب العدالة والتنمية، يرجع أساساً إلى تغيير اتجاه مجموعات الناخبين المختلفة، وفقاً لمعدل الحساسية للتدهور الاقتصادي، ومن الناحية النظرية، سيستمرّ هذا الانخفاض مع تدهور الوضع الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى