اخترنا لكم

تركيا والإمارات.. صفحة من التقارب تنعكس على المنطقة


تسعى دولة الإمارات بكل ثقلها السياسي والاقتصادي إلى استمرار دعم بناء جسور التواصل مع دول المنطقة والعالم.

وتخطو الإمارات خطوات طموحة وناجحة لتحقيق الإنجازات المتتالية لتعزيز قيم الاستقرار والسلام في المنطقة، ومن هنا استقبلت العاصمة الإماراتية قبل يومين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ردا لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى تركيا في نوفمبر الماضي، معلنا فتح صفحة تاريخية للتعاون بين الإمارات وتركيا.

وتعتمد الإمارات سياسات اقتصادية منفتحة على الجميع دون استثناء، وتركيا إحدى دول المنطقة التي تشكل فرصة استثمارية بما لديها من رصيد تجاري كبير بينها وبين الإمارات، إذ سيقود التعاون بين الدولتين إلى تحقيق إنجازات اقتصادية بعيدا عن توترات منطقتنا سياسيا.

إن المصالح الاقتصادية لا تعرف المسافة الجغرافية البعيدة، فالمنافع المتبادلة تخلق أجواء دافئة ونوعا من القرب في علاقات سياسية تفتح كل الأبوب المغلقة، وهذا بالتأكيد ما يعمل على تقريب المسافات بين الدول.

من الطبيعي أن تشكل العلاقات الإماراتية التركية فرصا كبرى لتحقيق إنجاز غير مسبوق، فتركيا ذات سمات اقتصادية هائلة، والإمارات هي الدولة الخليجية صاحبة التعاون التجاري الأبرز مع تركيا، وقادرة على تحقيق إنجازات اقتصادية لافتة لشركائها.

لقد تبلورت مفاهيم الدعم الاقتصادي وصناعة الفرص الاستثمارية خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا، وذلك عندما جرى تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، وانعكاسا لذلك التعاون بلغت قيمة التجارة بين الإمارات وتركيا في النصف الأول من عام 2021 أكثر من سبعة مليارات دولار، بنمو وصل إلى الضعف، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020م، إذاً فتركيا تأتي من الدول الكبرى في الشراكة مع الإمارات.

في تركيا تقريبا أربعمائة شركة إماراتية، يعمل معظمها في قطاع العقارات، الذي يشكل قمة الاستثمارات الإماراتية هناك، بجانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف وتشغيل المواني والقطاع السياحي.

التعاون الإماراتي التركي يمتد إلى أفق أبعد من تلك الآفاق التقليدية، فزيارة الرئيس التركي شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات الإعلام والاتصالات والصناعة الدفاعية والشحن البري والبحري والزراعة والتكنولوجيا والصحة وغيرها، ومن المؤكد أن الأبواب كلها مفتوحة لتوسيع التعاون بين البلدين بما يحقق الأهداف المشتركة السياسية والاقتصادية.

هذه الزيارة التاريخية للرئيس التركي أردوغان إلى الإمارات تمثل رسالة واضحة، مفادها أن دول الخليج العربي طامحة إلى تحقيق إنجازات تنموية جديدة، واستقرار أمني لن تتردد في العمل على إنجازه، لذا كان الاستثمار في تركيا، الدولة الأقرب للعالم العربي، لبناء علاقات متينة تسهم في تحقيق استقرار المنطقة.

والحقيقة أن زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى الإمارات تشكل منعطفا حاسما لتفكيك كثير من الملفات الشائكة في المنطقة.

إن الخطوات التاريخية، التي اتخذتها الإمارات تعكس الرؤية الخليجية الشاملة لبناء علاقات استراتيجية مع دول الإقليم بشكل مباشر وعبر مسارات تعزز الأمن وتبني مساراته وتحارب الإرهاب، وتعمل على استقرار مناطق القلق في بما يخدم مصالح الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى