تسريب صوتي لرئيس برلمان إيران يفضح العداء مع رئيسي
بالرغم من ظهور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد قاليباف على أنهما حلفاء، إلا أن تسريبا كشف عن حجم العداء بين الشخصين.
وكشف مقطع صوتي جرى تسريبه، الجمعة، لاجتماع مسؤولين إيرانيين كبار في الحرس الثوري عن فضيحة رئيس البرلمان محمد قاليباف، على خلفية زيارة عائلته مؤخراً إلى تركيا لشراء ملابس لحفيده المرتقب.
وأظهر هذا المقطع وفق تصريح رئيس قاعدة عمار للحروب الاستراتيجية الناعمة التابعة للحرس الثوري الإيراني، رجل الدين المتشدد، مهدي طائب، عن خلاف عميق بين كبار المسؤولين بينهم رئيسي وقاليباف.
وعادة ما ظهر رئيسي وقاليباف على أنهم حلفاء في عدد من جولات الانتخابات الرئاسية، حيث انسحب الثاني لصالح الأول، لكن هذا التسريب يكشف عن حجم العداء بين الشخصين.
وحمّل مهدي طائب، شقيق رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري حسين طائب “ميثم نيلي” صهر إبراهيم رئيسي مسؤولية الوقوف وراء تسريب خبر زيارة عائلية قاليباف إلى تركيا مؤخراً.
واعتبر مهدي طائب أن الهدف من تسريب هذا الخبر ونشر الصور لعائلة قاليباف، وهي في مطار طهران الدولي مع حقائب السفر “الضغط على قاليباف”.
لكن وفق الملف الصوتي الذي نشرته قناة “إيران إنترناشيونال” المعارضة، قال مهدي طائب إنه “ليس متأكدا من أن وزارة الاستخبارات التابعة لحكومة رئيسي لعبت دوراً في نشر هذا الخبر الذي سربه صهر رئيسي“.
كما تحدث المسؤول بالحرس الثوري عن زيارات سابقة لمحمد باقر قاليباف “لتركيا بالتعاون مع فيلق القدس وقائده السابق الجنرال قاسم سليماني”، وقال إن “قاليباف سافر بالفعل إلى تركيا مع عائلته، وكانت هذه الرحلات مرتبطة بدعم قاسم سليماني وفيلق القدس التابع للحرس الثوري“.
وفي دفاعه عن محمد باقر قاليباف، قال إن “جبهة الاستقامة وأنصار أحمدي نجاد والإصلاحيين قد تكاتفوا لمنع قاليباف من تولي رئاسة البرلمان مرة أخرى“.
وجاء تسريب هذا الملف الصوتي عشية قرب انتخابات رئاسة البرلمان التي تجرى في شهر يونيو/حزيران من كل عام، ويتم انتخاب رئيس وأعضاء هيئة الرئاسة لمدة عام واحد.
وفي هذه الجلسة الخاصة، يقول مهدي طائب أيضا: إن المرشد الإيراني علي خامنئي علّق على رسالة علي رضا زاكاني؛ بأن الصلاح هو في بقاء قاليباف رئيسا للبرلمان. وأن خامنئي كان يقصد من “المدير الجهادي” في انتخابات الرئاسة 2021 قاليباف نفسه.
وذُكر مهدي طائب “علي رضا زاكاني” كواحد من المرشحين لرئاسة البرلمان الحادي عشر، لكنه لم يترشح في النهاية، نافياً وجود وثائق وأفلام عن قيام عائلة قاليباف بشراء شقتين في تركيا مؤخراً، زاعما أن قاليباف “مظلوم”، و”صامت عن الاتهامات”.
وكان قاليباف قد نفى في السابق تورطه بقضايا الفساد، ووصف من حوله زيارة عائلته إلى إسطنبول بأنها “مشروع أمني يستهدفه”.
وأدى الكشف عن رحلة عائلة قاليباف، التي أحدثت أيضا ضجة في الشبكات الافتراضية باللغة الفارسية، إلى عودة ظهور قضايا فساد سابقة ذُكر فيها أيضا اسم قاليباف.
بما في ذلك فساد القوات المرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمؤسسة التعاونية للحرس الثوري، وبلدية طهران، والدور المباشر لرئيس مجلس النواب الحالي فيها.
من حضر الاجتماع؟
وفي نفس سياق، أبلغ مصدر إيراني موقع هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية “بي بي سي”، أن الاجتماع حضره أعضاء من فيلق “حماية أنصار المهدي”.
وفيلق أنصار المهدي مسؤول عن الحماية لمسؤولي الحكومة الإيرانية بمن فيهم المرشد علي خامنئي، وهذا الفيلق مرتبط بالحرس الثوري الإيراني.
مضيفا “بعض الحاضرين رفضوا تفسيرات مهدي طائب دفاعا عن قاليباف“. مبيناً قال أحدهم: “هناك فيلم، فهل قاليباف صامت إذا لم يكن الأمر يتعلق بالأمتعة وليس هناك مشكلة شخصية معه؟“.
وبعد نشر صور زوجة قاليباف وابنته وصهره في مطار طهران الدولي في الأسابيع الأخيرة، إلى جانب “حمولات ثقيلة” تحتوي على أغراض للأطفال، وردت أنباء غير مؤكدة عن شراء شقتين يحملان اسم صهر قاليباف “محمد رضا بحيرايي” بتركيا.