سياسة

تشاد تبحث عن «الاستقرار» قبل الانتخابات


وسط منطقة تموج بالاضطرابات، تشهد تشاد أزمة داخلية عقب مقتل زعيم المعارضة، يايا ديلو، في اشتباكات مع الأمن، عدها محلل في الشأن الأفريقي “مرحلة دقيقة تحتاج لحكمة من الإدارة الانتقالية”.

فيما أشار إلى صراع نفوذ حول الدولة الأفريقية بين روسيا والغرب، إلا أنه لفت إلى رغبة من الإدارة الانتقالية في التفاعل مع فرنسا أكثر من موسكو في ظل علاقات تربط الجانبين.  

وفي تصريحات قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأفريقي. عبد الأحد الرشيد، إن دولة تشاد تمر بمرحلة مقلقة جدا بسبب الوضع السياسي المضطرب جدا بعد الاشتباكات المسلحة الأخيرة.

وأضاف الرشيد أن “الأزمة الأخيرة التي شهدتها البلاد ساعدت كثيرا في زعزعة الاستقرار العام في دولة تشاد”.

ورأى الرشيد أن “هذه الاشتباكات كان من الممكن تجنبها لو قام رئيس المرحلة الانتخابية الانتقالية محمد إدريس ديبي بواجبه في تهدئة أوضاع البلاد والسيطرة على أجهزة الدولة التي تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على الاستقرار العام في الدولة”. لافتاً إلى أن “تلك الاضطرابات لم تشهدها البلاد منذ عدة سنوات”. 

مقتل زعيم المعارضة، وفق المحلل السياسي. “أثار شكوكا لدى التشاديين لكونه معارضا مخضرما حيث عارض الرئيس الراحل ثم نجله وهو ثابت في موقفه”.

قبل أن يستدرك: “لكن على كل حال ننتظر أن تكون الأمور في تشاد هادئة وغير مضطربة. وأن تشهد حالة أمنية مستقرة، وعلى رئيس المرحلة الانتقالية أن يقوم بدوره في الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد والعمل على توحيد الصف في التشاديين في مكان واحد”.

وأكد أن “محمد ديبي لديه حنكة سياسية .ويمكنه الاعتماد أيضا على زعيم المعارضة السابق (رئيس الوزراء الحالي سوكسيه ماسرا) لتهدئة الأوضاع وعدم الميل إلى انقلاب عسكري آخر”. لافتاً إلى أن “الانقلابات العسكرية في تشاد مؤسفة جدا. وأظن أن ديبي يجب عليه العمل للتغلب على هذه المشكلات”.

وعن الصراع الغربي الروسي، فقد اعتبر الرشيد أن “موسكو تعمل .وتسعى إلى التوغل في غرب أفريقيا، خاصة في الدول التي تعاني من اضطرابات أمنية ومن بينها تشاد”. 

وأضاف أن “روسيا حتى الآن لديها أهداف واضحة جدا للتوغل في أفريقيا خاصة في تشاد”. مضيفاً أن “نجامينا هي المشكلة فلم تقرر بعد، هي في بعض الأحيان تميل إلى روسيا وفي أحيان أخرى تميل إلى فرنسا، وديبي يفضل باريس على موسكو”. 

وأوضح الرشيد أن “هذه هي المشكلة حتى الآن لذلك روسيا لم تكن لها حتى الآن أقدم راسخة جدا في تشاد. وبالرغم من أنها في بعض الأحيان تميل إلى موسكو لكنها لديها مواقف مضطربة جدا في ما يتعلق بالبلدين، وأغلب ظني أن ديبي يفضل الجمع بين الاثنين في حالة الاضطرار”. 

وتترقب تشاد انتخابات ستُجرى في 6 مايو/أيار المقبل. وذلك بعد أن تم الانتهاء من خطوة إعداد دستور جديد للبلاد، والاستفتاء عليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وكان محمد ديبي وعد بتسليم السلطة إلى المدنيين، وتنظيم الانتخابات في غضون 18 شهرا. لكنه أضاف عامين آخرين على الفترة الانتقالية.

وفي منتصف يناير/كانون الثاني الماضي. اختار الحزب الحاكم محمد ديبي مرشحا له للانتخابات الرئاسية، خاصة أن الدستور الجديد خفَّض سن الترشح للرئاسة من 40 عاما إلى 35، وهو ما اعتبره معارضون تأسيسا لاستمرار حكم ديبي الابن، حيث يبلغ الآن 39 عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى