سياسة

تصاعد التوترات بين إسرائيل وحماس: من المسؤول عن مقتل الستة رهائن؟


 تبادلت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاتهامات بشأن مقتل ستة رهائن عثر عليهم الجيش في نفق تحت الأرض في جنوب قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن إسرائيل لن تهدأ حتى تقبض على المسؤولين عن قتل الرهائن الستة الذين تم انتشال جثثهم.

وأوضح نتنياهو في بيان أن إسرائيل ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وضمان أمن إسرائيل. وأضاف “من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقا”.

وحمل عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس اليوم الأحد إسرائيل المسؤولية عن وفاة رهائن.

وقال “من يتحمل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار”.

وأضاف “الذي يقتل شعبنا يوميا هو الاحتلال بالسلاح الأميركي والعثور على جثث أسرى في قطاع غزة، لم يتم قتلهم إلا بالقصف الصهيوني، وعلى الرئيس بايدن إن كان حريصا على حياتهم أن يوقف دعمه لهذا العدو بالمال والسلاح والضغط على الاحتلال لإنهاء عدوانه فورا”.

وشدد على أن “الذي سيدفع ثمن هذه الجرائم الوحشية وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا منذ 11 شهرا هو نتنياهو وحكومته المتطرفة وكل الداعمين لهذا العدوان”.

وحمل الرشق “الإدارة الأميركية وبايدن نفسه مسؤولية الجرائم اليومية وحرب الإبادة في قطاع غزة، التي بلغت حتى الآن أكثر من 150 ألف شهيد وجريح، 69 بالمئة منهم أطفال ونساء”.

وقال إن “التاريخ سيذكر بايدن وهو يغادر البيت الأبيض بأنه كان شريكا وداعما لمجرمي الحرب نتنياهو وعصابته”.

وأكد أن “حماس كانت حريصة أكثر من بايدن على حياة الأسرى لديها، ولهذا وافقت على مقترحه بالخصوص وعلى قرار مجلس الأمن، بينما رفضهما نتنياهو، واستسلمت إدارته لشروط نتنياهو، الهادفة لتعطيل التوصل لاتفاق، حفاظا على سلطته”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثث ستة محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بقطاع غزة، مؤكدا تحديد هوياتهم.

وقال الجيش في بيان “عثر الجيش وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) (..) وأعادا جثث الرهائن كرمل غات، عيدن يروشالمي، هيرش غولدبرغ بولين، ألكسندر لوبانوف، ألموغ ساروسي وأوري دانينو من نفق في منطقة رفح” جنوب قطاع غزة.

وخطف خمسة منهم- تتراوح أعمارهم بين 23 و 32 عاما – من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر.

 

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري في إفادة صحافية “بحسب تقديرنا الأولي، فقد قُتلوا بوحشية على يد إرهابيي حماس قبل وقت قصير من وصولنا إليهم”.

وأثار إعلان الجيش الإسرائيلي غضب المعارضة التي دعا زعيمها يائير لابيد اليوم الأحد إلى إضراب لإغلاق اقتصاد البلاد من أجل الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين في قطاع غزة.

ودعا لابيد، الذي تولى رئاسة الحكومة سابقا، كل إسرائيلي “تحطم قلبه هذا الصباح” إلى الانضمام إلى احتجاج كبير في تل أبيب في وقت لاحق من اليوم.

كما طلب لابيد من اتحاد العمال الرئيسي في إسرائيل والشركات والبلديات المشاركة في الإضراب.

وكان منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة قد انتقد سياسيات نتنياهو في الحرب مؤكدا أنه “لولا التأخير والتخريب والأعذار لكان من المرجح أن يظل أولئك الذين علمنا بوفاتهم هذا الصباح على قيد الحياة” داعيا إلى إعادة الرهائن.

وأوضح المنتدى أن الكسندر لوبانوف أصبح أبا خلال الفترة التي قضاها رهينة، لرضيع عمره خمسة أشهر.

وقال الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ في بيان لمكتبه “قلب كل الأمة مفطور”.

وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يتابع عن كثب مصير الرهائن المختطفين في السابع من أكتوبر، إلى أن الرهائن بينهم الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين. وقال في بيان أصدره البيت الأبيض “أنا مصدوم وغاضب”.

وقبل أيام، تم إنقاذ فرحان القاضي أحد أبناء المجتمع البدوي في جنوب إسرائيل على بعد كيلومتر واحد من موقع الرهائن الست، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وقال هاغاري في إفادة صحافية إنه بعد تحديد مكان القاضي، تلقت القوات الإسرائيلية أوامر بأن تكون أكثر حذرا بسبب احتمال وجود رهائن آخرين في المنطقة، لكن لم تكن هناك معلومات دقيقة عن مكانهم.

ولم تعلق حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ولا جناحها العسكري بعد على الاتهامات.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن ثلاثة شرطيين إسرائيليين قتلوا الأحد عندما تعرضت مركبة كانوا يستقلونها لإطلاق نار قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد الجيش أن قوات الأمن حاصرت منزلا في الخليل وقتلت فلسطينيا يُشتبه في تنفيذه الهجوم الذي وقع عند تقاطع إذنا-ترقوميا قبل قتله.

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان السبت إن 40691 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب 94060 منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الاول.

واندلعت أحدث حرب في غزة عندما هاجمت حماس إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 آخرين رهائن، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

واندلعت اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة السبت في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عملية عسكرية في مدينة جنين. وينفذ المئات من الجنود الإسرائيليين مداهمات منذ الأربعاء في واحدة من أكبر عمليات الجيش في الضفة الغربية منذ شهور.

وظهر هيرش غولدبرغ بولين، الذي اختطف من مهرجان للموسيقى قرب غزة، في تسجيل مصور نشرته حماس في نهاية أبريل/نيسان.

وقال بايدن “كان قد بلغ للتو 23 عاما. وكان يخطط للسفر حول العالم”. وأضاف أن والديه راشيل غولدبرغ وجون بولين “كانا يتحليان بالشجاعة والحكمة والثبات حتى مع تحملهما ما لا يمكن تصوره”.

وتعهد بايدن بأن “يدفع قادة حماس ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين”.

وقالت نائبة الرئيس كاملا هاريس في بيان “أندد بشدة بوحشية حماس المستمرة، ويجب على العالم بأسره أن يفعل الشيء نفسه”.

وأضافت هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية أنها لن تتراجع أبدا عن الالتزام بتحرير الأميركيين وجميع الرهائن المحتجزين في غزة.

على الرغم من المعطيات غير المبشرة على الأرض بقرب التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، فإن الرئيس الأميركي “لا يزال متفائلاً” حيال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب.

وقال بايدن في حديثه للصحافيين في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير “أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب”.

وأضاف بايدن “نعتقد أننا قادرون على إتمام الاتفاق، لقد قالوا جميعا إنهم متفقون على المبادئ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى