الشرق الأوسط

تصاعد التوتر: اشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية قرب قرية رامية


 قالت جماعة حزب الله اليوم الأحد إنها اشتبكت مع قوات إسرائيلية تحاول التسلل إلى قرية رامية في جنوب لبنان فيما أصيب جندي ثالث من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) في الصراع المتفاقم بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أسر مقاتل من حزب الله في نفق في جنوب لبنان، في أول إعلان من نوعه منذ بدأ عمليات برية عبر الحدود في 30 سبتمبر/أيلول. وقال “خلال مداهمات محدودة ومحددة الهدف استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، عثر الجنود على نفق تحت الأرض”، مشيرا الى أنهم “طوّقوا المبنى ومسحوا مدخل النفق وعثروا على مجمع تحت الأرض، حيث كان إرهابي من حزب الله يتحصن إلى جانب أسلحة ومعدات”.

وقال كذلك إن حزب الله أطلق نحو 320 قذيفة من لبنان على إسرائيل أمس السبت، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأعلن إغلاق المناطق المحيطة ببعض البلدات في شمال إسرائيل.

وصدرت أوامر بإخلاء لسكان 23 قرية في جنوب لبنان للانتقال إلى شمال نهر الأولي الذي يتدفق من سهل البقاع في الغرب إلى البحر المتوسط.

وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات الإخلاء ضرورية لسلامة السكان بسبب زيادة عمليات حزب الله، مشيرا إلى أن الجماعة تستخدم هذه المواقع لإخفاء أسلحة وشن هجمات على إسرائيل، لكن حزب الله نفى إخفاء أسلحته بين المدنيين.

وأدّت غارة جوية إسرائيلية فجر الأحد إلى تدمير مسجد في جنوب لبنان، حسب ما أفادت الوكالة الوطنية لإعلام الرسمية، في إطار حملة القصف الإسرائيلي المكثف في الأسابيع الأخيرة.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام “نفذ الطيران المعادي قرابة الثالثة إلا ربع من بعد منتصف الليل، غارة جوية مستهدفا المسجد القديم وسط بلدة كفرتبنيت ودمره بالكامل”.

وتصاعد القتال بين الجانبين في الأسابيع القليلة الماضية، إذ قصفت إسرائيل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع وأرسلت قوات برية عبر الحدود، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من كبار قادة حزب الله.

وأدت العملية الإسرائيلية الموسعة إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، وفقا للحكومة اللبنانية التي تقول إن أكثر من 2100 شخص قتلوا وأصيب 10 آلاف آخرين خلال أكثر من عام من القتال. ولا تميز الحصيلة بين المدنيين والمقاتلين، ولكنها تشمل عشرات النساء والأطفال.

وهزت الضربات الإسرائيلية القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودولا غربية إلى التنديد بالهجمات. ووصفت اليونيفيل الهجوم بأنه “تطور خطير”. وقالت إنه يجب ضمان أمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها.

واستدعت فرنسا السفير الإسرائيلي وأصدرت بيانا مشتركا مع إيطاليا وإسبانيا وصفت فيه مثل هذه الهجمات بأنها “غير مبررة”. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه طلب من إسرائيل عدم استهداف قوات اليونيفيل. وقالت روسيا إنها “غاضبة” وطالبت إسرائيل بوقف “الأعمال القتالية” ضد قوات حفظ السلام.

ويظل الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى تحسبا لمزيد من التصعيد، في انتظار رد إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني في الأول من أكتوبر/تشرين الأول والذي جاء ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران.

وفي إشارة إلى اتساع رقعة الصراع، قال مصدر أمني سوري إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا استهدف مواقع مرتبطة بإيران بالقرب من مطار دير الزور شمال شرقي سوريا مساء الجمعة.

وقالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) أمس السبت إن جنديا ثالثا من قوات حفظ السلام أصيب في هجوم إسرائيلي عندما تعرض لإطلاق نار يوم الجمعة، وأضافت أن حالة الرجل مستقرة بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة الرصاصة.

وقال بيان اليونيفيل أيضا إن موقعها في بلدة رامية بجنوب لبنان تعرض لأضرار كبيرة بسبب الانفجارات التي أعقبت قصف قريب، لكنه لم يحدد من المسؤول عن أي من الهجومين.

وأصيب اثنان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في غارة إسرائيلية بالقرب من برج المراقبة الخاص بهما في القاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة بجنوب لبنان يوم الجمعة. ويبلغ عدد أفراد اليونيفيل أكثر من 10 آلاف فرد. وتعد إيطاليا وفرنسا وماليزيا وإندونيسيا والهند من بين أكبر المساهمين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع لويد أوستن عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عن “قلقه العميق” .إزاء التقارير التي ذكرت أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان في الأيام القليلة الماضية. وحث إسرائيل على ضمان سلامتهم وكذلك سلامة الجيش اللبناني.

ووفقا لبيان البنتاغون، أكد أوستن أيضا “الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن”. وترفض إسرائيل دعوات الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.

ووسط الحرب، تبرز احتياجات هائلة للمساعدات الإنسانية، في بلد يعاني من وضع متردي على كل الصعد قبل اندلاعها، وفي هذا الإطار أعلنت السعودية الأحد. بدء تسيير أول طلائع جسر جوي لمساندة لبنان.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). بأن “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سير جسرًا جويًا إلى الشعب اللبناني لمساندته في مواجهة هذه الظروف الحرجة”.

وغادرت مطار الملك خالد الدولي بالرياض “طائرة تمثل أولى طلائع الجسر الجوي. وعلى متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية. متجهة إلى مطار بيروت الدولي”، وفق المصدر ذاته.

وجاء الجسر الجوي “إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان“، وأكد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة. أن “هذه المبادرة الكريمة تأتي استمرارًا لمسيرة الخير والعطاء. وتجدد وقوف المملكة الدائم مع الشعوب والدول المحتاجة حول العالم لمواجهة الظروف والمحن التي تمر بها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى