الشرق الأوسط

تصاعد التوتر بين أربيل وبغداد بعد استهداف مقر لقوات البيشمركة


 أفادت حكومة إقليم كردستان العراق الأحد، بتعرض مقر لقوات البيشمركة في اربيل إلى هجوم بطائرتين مسيّرتين مفخختين نفذته قوة “خارجة عن القانون”، محمّلة الحكومة الاتحادية مسؤولية هذا الهجوم “الإرهابي” ووصفتها بـ”العاجزة” ما من شأنه أن يزيد من حدة التوتر بين الحكومتين.

وجاء ذلك بعد إعلان فصائل الحشد الشعبي “المقاومة الإسلامية“، عن استهداف قاعدة حرير التي تتواجد فيها القوات الأميركية في أربيل بالطيران المسير مؤكدة “استمرارها في دك معاقل العدو”، وهو الاستهداف الثاني للقاعدة خلال ساعات.

وقال المتحدث باسم حكومة الاقليم بيشوا هورماني في بيان إنه “في الليلة الماضية، وفي الساعة 11:45 (بالتوقيت المحلي) تعرض مقر لقوات بيشمركة كردستان في حدود بيرمام – اربيل إلى هجوم بطائرتين مسيّرتين مفخختين، ولحسن الحظ لم يسفر هذا الهجوم عن وقوع خسائر بالأرواح واقتصر على اضرار مادية فقط”. وأضاف أن “هذا الهجوم الإرهابي الذي نفذته قوة خارجة عن القانون بمساعدة (الجحوش) والمتعاونين معهم على مقر للبيشمركة يُعد أمراً خطيراً وإيذانا بالحرب”.

و”الجحوش” مصطلح شائع بين الأحزاب والقوى السياسية القومية الكردية، يُطلق على أبناء جلدتهم ممن يُتهمون بـ”الخيانة العظمى” من خلال معاونة و مساندة الأطراف المعادية لكردستان. وحمّل هذه الأطراف والحكومة الاتحادية مسؤولية هذه الهجمات “الجبانة”، معللاً ذلك بأن هذه المجاميع الخارجة عن القانون يتم تمويلها بالرواتب وتسليحها من قبل الحكومة الاتحادية ويتحركون أمام الحكومة العراقية، وينقلون الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيّرة وينفذون هجمات إرهابية على مؤسسات رسمية وعسكرية.

ويشير المتحدث إلى “المقاومة الاسلامية في العراق”، التي تضم مقاتلين في فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي موالية لإيران، وهو تحالف يضم عدة فصائل مسلحة عراقية باتت منضوية في القوات الرسمية. وتبنت معظم الهجمات على القوات الأميركية في كل من العراق وسوريا، رغم معارضة رئيس الحكومة العراقية محمد الشياع السوداني لهذه الضربات التي تهدد مصالح العراق، خصوصا أنها تسببت برد القوات الأميركية بقصف مواقع هذه الفصائل في العراق.
وشن هورماني هجوما لاذعا على حكومة السوداني، بالقول إنه في حين أن الحكومة العراقية صامتة وعاجزة ضدهم، لكنها تتمتع بالشجاعة الكافية في قطع قوت شعب كردستان، ويتم تمويل هذه المجاميع بنفس تلك الأموال.

ويلمح البيان إلى غضب الحكومة من مسألة انقطاع الرواتب التي تشكل أزمة متصاعدة، حيث بات الإقليم عاجزا عن دفع رواتب موظفيه بعد أن خسر أهم موارده المالية بسبب توقف تصدير النفط إلى تركيا في مارس/آذار الماضي، بينما لم تفض العديد من جولات التفاوض بين أربيل وبغداد إلى إرسال الحكومة الاتحادية الأموال اللازمة لتغطية مرتبات الموظفين في الإقليم، حيث قال السوداني أن بغداد ليس بمقدورها تجاوز القانون لكنه تعهد بخفيف الأزمة. 

وتابع هورماني ننتظر رداً وخطوات فعلية من رئيس مجلس وزراء الحكومة الاتحادية في معاقبة تلك المجاميع، وندرس أي رد في الوقت والساعة المناسبة، داعيا جميع الأصدقاء والأطراف إلى عدم الصمت إزاء هذا العمل “الإرهابي”، وإلى دعم حكومة الإقليم في أي رد تراه مناسباً.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام كردية، لما قالت أنه استهداف كتائب حزب الله لمناطق مدنية في أربيل.

من جهته، دعا الزعيم الكردي مسعود بارزاني الأحد، الحكومة الاتحادية في بغداد إلى معالجة المشكلات مع إقليم كردستان والالتزام بالأسس الدستورية وتحقيق مصالح شعوب العراق.

وقال بارزاني، في بيان تهنئة بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية الجديدة؛ “في الوقت الذي نمضي فيه نحو بداية العام الجديد تتعرض المنطقة عموماً لتهديدات تَزَعْزُع الاستقرار وخلق الأزمات والحروب والفوضى؛ وعليه ينبغي لجميع الأطراف أن تدرك جيداً بأن من حق شعوب المنطقة أن تعيش بأمان وسلام بعيداً عن سياسة الرفض والإنكار”. وأشار إلى أنه يأمل “في العام الجديد أن تخطو الحكومة الاتحادية نحو معالجة المشكلات مع إقليم كردستان والالتزام بالأسس الدستورية وتحقيق مصالح شعوب العراق”.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق الجمعة، بأن فصائل موالية لإيران شنت هجوما مزدوجا بالصواريخ والمسيرات على قاعدة خراب الجير الأميركية بريف الحسكة. وأضاف أن الهجوم تسبب في دوي انفجارات عنيفة بالقاعدة الواقعة في شمال شرق سوريا. وذكر أن الدفاعات الجوية الأميركية حاولت التصدي للهجوم واعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى